كشفت الدكتورة زينب السلوم اختصاصي أنف وأذن وحنجرة والرأس والرقبة بالمستشفيات الحكومية أن البروتينات الموجودة في بعض الفواكه والخضراوات والمكسرات والتوابل تسبب تفاعلًا تحسُّسيًّا؛ لأنها تشبه البروتينات المسبِّبة للحساسية الموجودة في بعض حبوب اللقاح.
موضحة أن هذا البروتين يتم تصنعيه في الفاكهة أو الخضار نفسه لحماية الإنتاجية وبعض الأحيان يتم تصنيع كمية كبيرة منه، وهذا يعتمد على العوامل الخارجية مثل سوء الجرد أو وجود حشرات كثيرة.
واوضحت ان بعض الناس تصاب بحساسية بروتين الفواكه، ويتم الكشف عنه عن طريق أعراض المرض وتظهر كتنميل الفم، حكة في البلعوم وحرحشه، وعن طريق فحص البروتين من خلال فحص الجلد ثم الدم
هذا البروتين موجود في جسم الإنسان بشكل طبيعي، لكن إذا كنت مصابا وحفزت إفراز هذا البروتين بشكل سريع ومضاعف يمكن أن تصاب بصدمة تحسسية anaphylactic shock.
وعن عوامل الخطورة استكملت الدكتورة زينب قائلة:
الرياضة، القلق، الكحول، مضادات للالتهابات NSAID
لذلك ننصح المصاب إذا كنت تمارس الرياضة لا تتناول فواكه أو خضراوات قبل الرياضة، انتظر على الاقل 3 ساعات ثم تستطيع تناولها بأمان.
ومثال آخر في حالة الاصابة بالحمى يمكن أن تتناول خافض الحرارة، لكن ينصح بعد تناول الفواكه والخضار هذا اليوم لأنه يمكن ان يسبب تحسسا أو صدمة تحسسية.
ويظن المريض أنها حساسية من مضادات الالتهاب وفي الحقيقة هي ارتفاع البروتين بشكل متزايد في الجسم لأنه تم استفزازه ولكن ينصح بمراجعة طبيب الحساسية.
وتطرقت الدكتورة زينب الى قصة حقيقية كتبتها لتساعد فيها الاطفال واسرهم لفهم المشكلة بشكل مبسط وقالت القصة اللطيفة والمؤثرة عن «برهوم والمكسرات»!
القصة تحمل رسالة مهمة بطريقة بسيطة ومناسبة للأطفال، وتوضح خطورة الحساسية الغذائية، خاصة تجاه المكسرات، بأسلوب قريب من قلوب الصغار. أتمنى كطبيبة أن تقرأ للأطفال في المدارس وأن تكون جزءا من التوعية عن مخاطر حساسية الطعام.
برهوم والمكسرات
برهوم طفل ذكي وموهوب منذ نعومة أظفاره.
يحب الرسم واللعب، ويحب أن يجرّب كل أنواع الأكل!
في يوم من الأيام، كان في المدرسة، وجاء وقت الفسحة، بدأ الأطفال يتناولون طعامهم، وكعادة برهوم، كان يحب أن يجرّب كل ما هو جديد ومتنوع.
في ذلك اليوم، كان عند صديقه أحمد بسكويت لذيذ، قال له أحمد: «هذا البسكويت صحي، جرّبه!».
جرّب برهوم قطعة صغيرة، وما هي إلا دقائق حتى بدأ وجهه يحمر، وبدأ يشعر بحكة في حلقه وصعوبة في التنفس!
ركض أحمد بسرعة وأخبر المعلمة، التي أخذت برهوم فوراً إلى الممرضة.
أعطته الممرضة دواءً سحرياً، وبعد 15 دقيقة تحسّن برهوم وعاد إلى حالته الطبيعية.
لكنها قررت أن تأخذه إلى الطبيب للاطمئنان عليه.
في العيادة، أخبرها الطبيب أن برهوم تعرض لصدمة تحسسية، وعلى الأغلب أن البسكويت كان يحتوي على مكسرات.
وقال إنه من الضروري إجراء فحوصات لمعرفة أنواع المكسرات التي تسبب له الحساسية، وأنه يجب تجنبها تماماً.
وفي حال تناولها بالخطأ، يجب إعطاؤه مضاد الهيستامين – أو كما يسميه أحمد «الدواء السحري»!
كان الخبر كالصاعقة على أم برهوم. كيف يمكن أن تسيطر على طفل في الرابعة من عمره وهي ليست معه طوال الوقت؟
كيف يفهم ويميز محتوى الطعام؟
لكن برهوم، ببراءته، فهم أنه ممنوع من بسكويت أحمد.
في اليوم التالي، ذهب إلى المدرسة وأخبر أصدقاءه بما حدث.
صُدموا ولم يعرفوا كيف يمكنهم مساعدته.
عاد أحمد إلى البيت وأخبر والدته، وهي طبيبة مختصة بالحساسية.
شرحت له أن جسم برهوم يهاجم المكسرات كما لو كانت شيئاً ضاراً، ولهذا السبب تحدث له هذه الأعراض.
وسأل أحمد: «ما هو العلاج؟»
أجابت: «الحل حالياً هو تجنّب المكسرات تماماً، أو أي طعام يحتوي عليها ويجب أن نكون حذرين، ونأمل أن يتوصل العلم قريباً إلى علاج دائم لهذه الحالة».
في اليوم التالي، جمع أحمد أصدقاءه، وأخبرهم بما قالته أمه.
وقرروا جميعاً ألا يجلبوا أي طعام قد يسبب حساسية لبرهوم.
وأصبحوا دائماً يسألون المطاعم عما إذا كان الطعام يحتوي على مكسرات قبل أن يطلبوا!
وفي يوم من الأيام، اجتمعوا مجددا في عيد ميلاد صديقهم ليث وكانت بعض الحلويات تحتوي على كريمة الفستق.
وما إن تناولها برهوم، حتى شعر بالحكة، وركض إلى أمه وقال: «ماما حكوكه».
ففهمت والدته فوراً وأعطته الدواء.
منذ ذلك اليوم، أصبح برهوم أكثر حذراً، وأصدقاؤه أكثر تفهما ولطفا معه، على أمل أن يأتي يوم يوجد فيه علاج أو تطعيم لحساسية المكسرات.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك