الإكزيما هو شكل من أشكال التهاب الجلد المزمن، أكثر الأمراض الجلدية شيوعا لدى الأطفال والكبار ويمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، وقد يتعرض المصابون به لخطر الإصابة بأنواع مختلفة من الحساسية لذا من الضروري سرعة العلاج. في الحوار التالي مع الدكتورة زينب المصلي استشاري الأمراض الجلدية والتجميل والحساسية بالمركز الطبي الجامعي – مدينة الملك عبد الله، توضح أنواع الإكزيما وأهمية فحص مرضى الإكزيما.
*ما التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما)؟
-هو مرض جلدي مزمن وغير معدٍ يتميّز بجفاف الجلد وحكّة مزمنة وتكرار الالتهابات. غالبًا ما يبدأ في الطفولة، وقد يستمر إلى مراحل لاحقة من العمر. السبب الرئيسي هو اضطراب في حاجز الجلد مع فرط نشاط في الجهاز المناعي تجاه عوامل بيئية مختلفة.
*هل هناك علاقة بين التهاب الجلد التأتبي وحساسية الطعام أو الهواء؟
-نعم، لكن ليست كل حالات الإكزيما مرتبطة بالحساسية. العلاقة تعتمد على عمر المريض وشدة المرض:
عند الأطفال الصغار (خاصة دون عمر السنتين)، قد تكون هناك علاقة بحساسية بعض الأطعمة مثل الحليب، البيض، القمح، أو المكسرات.
عند الكبار أو الأطفال الأكبر سنًا، غالبًا تكون العوامل البيئية والمهيجات الهوائية مثل عثة الغبار، الغبار المنزلي، حبوب اللقاح، أو شعر الحيوانات أكثر ارتباطًا.
*متى نبدأ بالاشتباه في وجود حساسية مصاحبة؟
-نفكر في وجود حساسية طعام أو هواء عندما تظهر واحدة أو أكثر من العلامات التالية:
1. انتكاسات جلدية واضحة بعد تناول طعام معين (في غضون دقائق إلى ساعات).
2. أعراض تنفسية مرافقة مثل العطاس، انسداد الأنف، الدموع، أو نوبات أزيز مع الإكزيما.
3. سوء السيطرة على المرض رغم العلاج الجيد والعناية بالترطيب.
4. وجود تاريخ عائلي قوي للحساسية (كالربو أو حساسية الأنف أو الطعام).
5. وجود أكزيما شديدة في منطقة الوجه خاصة حول الفم والعينين عند الأطفال الصغار.
*متى يُنصح بإجراء فحوصات الحساسية؟
-إذا كانت الأعراض تشير بوضوح إلى علاقة بين نوبات الإكزيما وتناول طعام محدد.
إذا كان المريض يعاني من أعراض تنفسية موسمية أو مستمرة بالإضافة إلى الإكزيما.
إذا كان المريض مرشحًا لاستخدام علاج مناعي موجّه (مثل الدوبيلوماب)، فقد يساعد تحديد المحفزات في الخطة العلاجية.
في الحالات الشديدة المقاومة للعلاج التقليدي، لفهم المسببات المساهمة.
*ما أنواع الفحوصات التي يمكن إجراؤها؟
1. اختبار وخز الجلد (Skin Prick Test):
يُستخدم للكشف عن حساسية المريض تجاه مسببات هوائية مثل: غبار المنزل، العث، الفطريات، حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات.
ويمكن أيضًا استخدامه لفحص بعض الأطعمة الشائعة.
2. اختبار الأجسام المضادة IgE النوعية (Specific IgE):
يتم عبر فحص الدم لتحديد وجود أجسام مضادة تجاه مواد معينة (أطعمة أو مهيجات هوائية).
يُفضل عند وجود إكزيما شديدة لا تسمح بإجراء اختبار الجلد.
3. اختبار الطعام الفموي (Oral Food Challenge):
يُجرى تحت إشراف طبي دقيق لتأكيد أو نفي حساسية طعام محدد عندما تكون النتائج غير واضحة.
*هل من الضروري فحص كل مريض بالإكزيما؟
ليس بالضرورة. فالفحوصات تُجرى بحسب القصة السريرية وليس بشكل روتيني.
الكثير من مرضى الإكزيما لا يعانون من حساسية مثبتة، والفحوصات العشوائية قد تعطي نتائج إيجابية كاذبة وتؤدي إلى حمية غذائية غير ضرورية.
نصائح عامة للمرضى:
الترطيب اليومي المنتظم هو حجر الأساس في العلاج.
تجنّب الحكّة والفرك الزائد للجلد.
استخدام منظفات لطيفة خالية من العطور.
مراجعة الطبيب المختص قبل أي حمية غذائية أو فحوصات حساسية.
السيطرة الجيدة على الأكزيما تقلل فرص التحسس المستقبلي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك