تُعدّ متلازمة نقص المناعة المكتسبة، والمعروفة اختصاراً بـالإيدز (AIDS)، واحدة من أخطر الأوبئة الصحية العالمية في العصر الحديث. وهي تمثل المرحلة المتقدمة من العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الفيروس يستهدف ويدمر خلايا الجهاز المناعي، وتحديداً الخلايا التائية المساعدة CD4+، مما يترك الجسم عاجزاً عن مقاومة العدوى والأمراض. في الحوار التالي مع الدكتور يوسف التحو اختصاصي طب العائلة عضو جمعية اصدقاء الصحة يوضح طرق الوقاية والعلاج من فيروس الايدز.
• ما هو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)؟
فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس قهقري يعمل على إضعاف الجهاز المناعي تدريجياً. عند الإصابة بالعدوى يمر الشخص بثلاث مراحل رئيسية:
1. العدوى الحادة: تظهر أعراض شبيهة بالإنفلونزا بعد أسابيع قليلة من الإصابة، لكنها قد تكون خفيفة ويتم تجاهلها.
2. فترة الكمون السريري: وهي فترة طويلة قد تمتد سنوات، يكون فيها الفيروس نشطاً ويتكاثر بمستويات منخفضة، من دون ظهور أعراض واضحة.
3. متلازمة الإيدز (AIDS): وهي المرحلة النهائية التي يتم تشخيصها عندما ينخفض عدد الخلايا التائية CD4+ إلى أقل من 200 خلية/ملم³، أو عند ظهور أمراض انتهازية محددة، مثل التهاب الرئة بالمتكيسة الرئوية أو ساركوما كابوزي.
• كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية بشكل أساسي عبر سوائل جسمية محددة:
الدم: عن طريق نقل الدم الملوث أو مشاركة الإبر والحقن.
السائل المنوي وسوائل المهبل: عن طريق الاتصال الجنسي غير الآمن (المهبلي، الشرجي، أو الفموي).
حليب الأم: من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة الطبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن الفيروس لا ينتقل عن طريق العناق، المصافحة، مشاركة الطعام، استخدام المراحيض، أو لدغات الحشرات.
هل هناك طرق للوقاية؟ وما هي طرق العلاج؟
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ حتى الآن، فإن التقدم الطبي قد حول الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من حكم بالموت إلى حالة مزمنة يمكن التحكم بها. ويتم ذلك من خلال:
العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (Antiretroviral Therapy - ART): وهو نظام علاجي يتضمن تناول مزيج من الأدوية يومياً. يعمل هذا العلاج على قمع تكاثر الفيروس في الجسم، مما يسمح للجهاز المناعي بالتعافي، ويقلل من الحمل الفيروسي إلى مستويات لا يمكن كشفها، وبالتالي يصبح الشخص غير قادر على نقل الفيروس جنسياً.
تظل الوقاية هي حجر الزاوية في مكافحة الإيدز، وتشمل:
الممارسات الجنسية الآمنة: الاستخدام المستمر والصحيح للواقي الذكري. برامج تبادل الإبر النظيفة: للحد من الانتقال بين متعاطي المخدرات بالحقن.
الوقاية قبل التعرض: وهي أقراص يومية للأشخاص غير المصابين المعرضين لخطر كبير للإصابة.
الوقاية بعد التعرض: وهي أقراص تؤخذ في غضون 72 ساعة من التعرض المحتمل للفيروس.
إن الفحص المنتظم وزيادة الوعي الصحي هما أفضل وسيلتين لإنهاء وباء الإيدز وضمان حصول المتعايشين مع الفيروس على حياة صحية وطبيعية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك