الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الملاكم «تايسون».. والاستدامة الضائعة
أول السطر:
معاناة حملات الحج.. الإرباك في تسجيل الإلكتروني للحجاج.. تسجيل أكثر من (12 ألف شخص) يرغب في الحج.. في حين أن الكوتا البحرينية تستوعب (4626 حاجا فقط).. تسجيل الأجانب في حملات بحرينية يأخذ من نصيب الحاج البحريني.. عدد السكان في تزايد و«الكوتا» لم تتغير.. لا بد من تحركات وحلول.. ومنا إلى اللجنة العليا للحج.
الملاكم «تايسون».. والاستدامة الضائعة:
حينما بدأت الدولة العثمانية بالضعف والانهيار والتفكك لأسباب عديدة، داخلية وخارجية.. لقبت باسم «رجل أوروبا المريض».. وحل مكانها نظام دولي.. أصبح هو السائد في تلك الفترة، ثم تحول النظام الدولي إلى نظام الدولة العظمى، الوحيدة المتفردة.. واليوم بدأت إرهاصات قيام نظام دولي جديد ومتعدد، يتابع نشأته، ويترقب ولادته، العالم أجمع.
هي الدورة الزمنية لكل أمر في الحياة والطبيعة.. كل شيء يبدأ ويتطور، وإذا أصابه الخور والخمول والضعف، تبدأ مرحلة الانهيار وتسري في أجزائه وتقضي عليه.. وحده العاقل الحكيم من يتخذ قرار الابتعاد في وقته المناسب، أو يتجدد من تلقاء نفسه، ويعمل بالتطوير الداخلي الذاتي من أجل الاستدامة.
الملاكم العالمي المسلم «محمد علي كلاي»، اعتزل حلبة الملاكمة، بعد أن خسر المباراة أمام خصمه «تريفور بيريبك»، وذلك في 11 ديسمبر عام 1981، ليترك خلفه سجلا حافلا ومكانة كبيرة لا تزال تذكر حتى يومنا هذا.
بالأمس تابع الملايين في العالم مباراة اسطورة الملاكمة «مايك تايسون» العائد إلى الحلبة وقد بلغ من العمر «58 عاما».. ولكنها عودة «الرجل المريض».. حيث مني بخسارة وصفتها القنوات الإعلامية والرياضية بأنها وصمة عار دائمة على إرث «مايك تايسون» الذي خسر مباراته أمام صانع المحتوى «جيك بول» الذي تحول إلى ملاكم ويبلغ من العمر «27 عاما».
حصل «ماك تايسون» على 20 مليون دولار، فيما نال الشاب «جيك بول» 40 مليون دولار.. فهل كان ذلك المبلغ مناسبا لأن يهدر تاريخه ولقبه الأسطوري في تاريخ لعبة الملاكمة؟
مناسبة كل ما سبق.. أن الحياة لها أحكامها التي يجب أن تحترم ويحافظ عليها.. وترك الأثر الإيجابي والسمعة الطيبة والمكانة الرفيعة والانجاز المتميز، أفضل من هدم كل ذلك من أجل مكافأة سوف تنتهي، ويبقى السجل التاريخي، الذي لا ينتهي ويحفظ ويوثق كل الأمور، وتتناقله الأجيال.
ما ينطبق على خطأ الملاكم «مايك تايسون» ينطبق على الدول والمجتمعات.. وعلى المؤسسات والمنظمات.. إما أن تتطور وتبقى في الساحة وتتكيف مع التغييرات والمستجدات، وإلا فإن ترك الأثر الطيب والاعتزال هو الأفضل.. أما الإصرار على البقاء بذات الإمكانيات والوسائل فهي الخسارة المحتومة.. لأن دورة الحياة وسنة التدافع هي الأصل في الكون وحياة البشرية.
آخر السطر:
مجلس تأديب المحامين.. مع تحفظنا على كلمة «تأديب» للعاملين في هذه المهنة الرفيعة.. إلا أن قيام المجلس بمهامه ومسؤولياته، ونشر العقوبات على المحامين المخالفين، يستحق التقدير ويستوجب التعميم على باقي المهن الأخرى التي تقع فيها مخالفات وتجاوزات، وتكون العقوبات والغرامات غير معلنة.. وبعض الوزارات والمؤسسات والهيئات تكتفي نشر عقوبات من دون أسماء المخالفين!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك