العدد : ١٧٠٤٢ - الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٢ - الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

العدالة الغائبة والاغتراب المجهول قراءة فلسفية لنص «أفق ضيق» للأديب المغربي حسن أجبوه

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

رغم‭ ‬تفحُّصِه‭ ‬لملفات‭ ‬بُطولاتهم‭ ‬ضد‭ ‬غُزاة‭ ‬بلده؛‭ ‬إلاّ‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬مرة‭ ‬يُؤجل‭ ‬الجَلسة

تمتَم‭ ‬صوتٌ‭ ‬وسط‭ ‬الأجساد‭ ‬المُنهكة‭.. ‬من‭ ‬خلف‭ ‬القُضبان‭ ‬الحديديّة‭ ‬مستنكرًا‭: ‬

‭-‬سيدي‭.. ‬طيلة‭ ‬سنواتٍ‭ ‬وأنا‭ ‬أُعرض‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬الموقرة‭.. ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬تُهمتي؟

دون‭ ‬أن‭ ‬يكلِّف‭ ‬عناء‭ ‬النّظر‭ ‬لشبح‭ ‬الصّوت،‭ ‬أعلن‭ ‬بصوت‭ ‬جهوري‭ ‬تتَخلّلُه‭ ‬تصفيقات‭ ‬

‭-‬أنت‭ ‬عربي‭...‬ألا‭ ‬تفهم‭ ‬؟‭!‬

النص‭ ‬‮«‬أفقٌ‭ ‬ضيّق‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬حسن‭ ‬اجبوه‭ ‬يعكس‭ ‬أزمة‭ ‬الهُوية‭ ‬والانتماء‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬واقعٍ‭ ‬مريرٍ‭ ‬يعاني‭ ‬فيه‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬والاضطهاد‭. ‬يصوّر‭ ‬الكاتب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشهد‭ ‬المحكمة‭ ‬صورة‭ ‬لواقعٍ‭ ‬مظلم؛‭ ‬حيث‭ ‬يبرز‭ ‬صوت‭ ‬البطل‭ ‬المجهول،‭ ‬المظلوم،‭ ‬الذي‭ ‬رغم‭ ‬تفحّصه‭ ‬لبطولات‭ ‬قومه‭ ‬ودفاعهم‭ ‬عن‭ ‬أرضهم،‭ ‬يُواجه‭ ‬تهماً‭ ‬مبهمةً‭ ‬وعقبات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬حتى‭ ‬سبب‭ ‬محاكمته‭.‬

تحليل‭ ‬فلسفي‭ ‬لنص‭ ‬‮«‬أفق‭ ‬ضيق‮»‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نعرج‭ ‬إلى‭ ‬التحليل‭ ‬النص‭ ‬وجب‭ ‬علينا‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬عتبة‭ ‬النص‭ ‬وهو‭ ‬العنوان‭ ‬‮«‬أفق‭ ‬ضيق‮»‬‭: ‬من‭ ‬منظور‭ ‬فلسفي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬أبعاد‭ ‬عميقة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتصورنا‭ ‬للواقع،‭ ‬والحدود‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬أنفسنا‭ ‬أو‭ ‬بيئتنا‭ ‬على‭ ‬تفكيرنا‭. ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬بتحليل‭ ‬المصطلح‭ ‬ذاته‭:‬

·الأفق‭: ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬الرؤية،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬أو‭ ‬نتصوره‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭. ‬إذا‭ ‬أسقطنا‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬التفكير،‭ ‬فإن‭ ‬الأفق‭ ‬يمثل‭ ‬مدى‭ ‬اتساع‭ ‬تصوراتنا‭ ‬وأفكارنا‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭.‬

·الضيق‭: ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬القيود‭ ‬أو‭ ‬الانحصار،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لعوامل‭ ‬خارجية‭ ‬كالمجتمع‭ ‬أو‭ ‬الظروف،‭ ‬أو‭ ‬لعوامل‭ ‬داخلية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالفرد‭ ‬نفسه‭ ‬مثل‭ ‬محدودية‭ ‬المعرفة،‭ ‬التعصب،‭ ‬أو‭ ‬القناعات‭ ‬الصارم‭ ‬وغيرها‭ ....‬

الأفق‭ ‬الضيق‭ ‬كإشكالية‭ ‬معرفية

الأفق‭ ‬الضيق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطرح‭ ‬إشكالية‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬معرفتنا‭ ‬وتصوراتنا‭ ‬للحقيقة،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقييد‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭. ‬وقد‭ ‬تناول‭ ‬الفلاسفة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬زوايا‭: ‬فمثلا

كانط‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬أن‭ ‬عقولنا‭ ‬محكومة‭ ‬بإطارات‭ ‬معينة‭ ‬تجعلنا‭ ‬نرى‭ ‬العالم‭ ‬بطرق‭ ‬محددة،‭ ‬لكنه‭ ‬أقرّ‭ ‬بإمكانية‭ ‬توسعة‭ ‬الأفق‭ ‬عبر‭ ‬النقد‭ ‬والتساؤل‭.‬

أما‭ ‬هيغل‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬المعرفة‭ ‬تتطور‭ ‬عبر‭ ‬عملية‭ ‬جدلية‭ ‬تتطلب‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بوجهات‭ ‬نظر‭ ‬متضادة،‭ ‬وكأن‭ ‬الأفق‭ ‬يتسع‭ ‬بالتدريج‭ ‬ليشمل‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬وجودية‭ ‬قد‭ ‬يُفسر‭ ‬الأفق‭ ‬الضيق‭ ‬كمسألة‭ ‬وجودية‭ ‬تتعلق‭ ‬بتجربة‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬يشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬بأنه‭ ‬محصور‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬خياراته‭ ‬محدودة‭. ‬هنا،‭ ‬يظهر‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الفردية‭ ‬والمجتمع‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الذات‭ ‬والآخرين‭. ‬يتحدث‭ ‬سارتر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الآخر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬حريتنا،‭ ‬حيث‭ ‬نشعر‭ ‬بأننا‭ ‬نحيا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬تمليها‭ ‬أعين‭ ‬وأحكام‭ ‬الآخرين‭.‬

كما‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬الأفق‭ ‬الضيق‭ ‬كحالة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬الفكري،‭ ‬الذي‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬ممارسة‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭. ‬ولقد‭ ‬أكد‭ ‬الفلاسفة‭ ‬مثل‭ ‬ديكارت‭ ‬وسقراط‭ ‬أهمية‭ ‬الشك‭ ‬المنهجي‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتوسيع‭ ‬الأفق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬المسلّمات‭ ‬يفتح‭ ‬مجالًا‭ ‬لرؤية‭ ‬حقائق‭ ‬جديدة‭. ‬أما‭ ‬النص‭ ‬فهو‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬فلسفية‭ ‬حول‭ ‬العدالة،‭ ‬الهوية،‭ ‬والاغتراب‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬اجتماعي‭ ‬ضاغط‭. ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬فلسفية،‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مستويات‭: ‬·فلسفة‭ ‬العدالة‭ ‬والتهمة‭ ‬المجهولة‭: ‬أحد‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يثيرها‭ ‬النص‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬العدالة‭ ‬وغيابها،‭ ‬حيث‭ ‬يقف‭ ‬البطل‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬تهمته،‭ ‬كما‭ ‬يبرز‭ ‬أيضا‭ ‬قسوة‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬السلطة‭ ‬المهيمنة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تأجيل‭ ‬الجلسة‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬واضح،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬عدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬للعدالة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ويُحوّل‭ ‬المحاكمة‭ ‬إلى‭ ‬مشهد‭ ‬عبثي‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭.‬

·كذلك،‭ ‬تنعدم‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬المحاكمة،‭ ‬حيث‭ ‬البطل‭ ‬لم‭ ‬يُبلّغ‭ ‬حتى‭ ‬بالتهمة‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬ضحية‭ ‬لنظام‭ ‬قمعي‭ ‬يعامله‭ ‬بتعسف‭. ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬لجوهرها‭ ‬العادل‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬قمعية‭. ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يرتبط‭ ‬بفلسفات‭ ‬العدالة‭ ‬لدى‭ ‬فلاسفة‭ ‬مثل‭ ‬ميشيل‭ ‬فوكو‭ ‬الذي‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬كيفيات‭ ‬السلطة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬وحقوقهم،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬الهوية‭ ‬وحدها‭ ‬تهمة‭.‬

·الاغتراب‭ ‬وسلطة‭ ‬القمع‭: ‬الحوار‭ ‬يعكس‭ ‬حالة‭ ‬اغتراب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬البطل‭ ‬يستنكر‭ ‬وضعه‭ ‬بصوت‭ ‬ينمّ‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬ودهشة،‭ ‬فيقول‭: ‬‮«‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬تُهمتي؟‮»‬،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬بائسة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الموقف‭. ‬هنا‭ ‬يعيش‭ ‬البطل‭ ‬حالة‭ ‬اغتراب‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬بسبب‭ ‬طغيان‭ ‬السلطة‭. ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬فلسفة‭ ‬كارل‭ ‬ماركس‭ ‬حول‭ ‬الاغتراب،‭ ‬حيث‭ ‬يُحرم‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬إنسانيته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النظام‭ ‬القمعي‭. ‬تتحول‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬رمزية‭ ‬للسجن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬قمع‭ ‬الأصوات‭ ‬الحرة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬أشباح‮»‬‭ ‬صوتية‭ ‬بلا‭ ‬تأثير‭.‬

·الحقيقة‭ ‬والحرية‭: ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬النص،‭ ‬تُطرح‭ ‬فكرة‭ ‬الحرية‭ ‬المنقوصة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬البطل‭: ‬‮«‬أنت‭ ‬عربي‭... ‬ألا‭ ‬تفهم؟‭!‬‮»‬،‭ ‬ليختصر‭ ‬العداء‭ ‬والتعصب‭ ‬ضده‭ ‬بسبب‭ ‬هويته،‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬كامل‭ ‬لإنسانيته‭. ‬فالبطل‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أو‭ ‬التهمة‭ ‬ليعرف‭ ‬ذنبه،‭ ‬لكن‭ ‬القاضي‭ ‬يجيب‭ ‬بسطحية‭ ‬وسخرية،‭ ‬وكأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬السلطة‭ ‬لإدانة‭ ‬الشخص‭ ‬هو‭ ‬هويته‭. ‬هنا،‭ ‬يبرز‭ ‬نقد‭ ‬للفلسفة‭ ‬المادية‭ ‬والسطحية‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬السلطوية،‭ ‬حيث‭ ‬تغيب‭ ‬المعايير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لصالح‭ ‬السيطرة‭ ‬المطلقة‭.‬

·الهوية‭ ‬والانتماء‭: ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬للبطل‭ ‬هنا‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬وتهمة،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالاً‭ ‬وجودياً‭ ‬حول‭ ‬معنى‭ ‬الهوية‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬اضطهاد‭. ‬النص‭ ‬يحمل‭ ‬بُعداً‭ ‬سارترِيا،‭ ‬إذ‭ ‬تفرض‭ ‬السلطة‭ ‬عليه‭ ‬وجوده‭ ‬كعربي‭ ‬بطريقة‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬رفضها،‭ ‬بل‭ ‬تصبح‭ ‬عبئاً‭ ‬يقيده‭ ‬دون‭ ‬سبب‭. ‬هنا،‭ ‬تستلهم‭ ‬الفلسفة‭ ‬الوجودية،‭ ‬إذ‭ ‬يعيش‭ ‬البطل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬العبثية‭ ‬واللاجدوى،‭ ‬كون‭ ‬هويته‭ ‬ليست‭ ‬اختياراً‭ ‬لكنها‭ ‬تحدد‭ ‬مصيره‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭.‬

النص‭ ‬يجسد‭ ‬نقداً‭ ‬قوياً‭ ‬للطبيعة‭ ‬التعسفية‭ ‬للسلطة‭ ‬ويثير‭ ‬قضايا‭ ‬فلسفية‭ ‬حول‭ ‬الهوية،‭ ‬العدالة،‭ ‬ومعنى‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬قمعي‭ ‬يستهدف‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائه‭. ‬رسالة‭ ‬الكاتب‭ ‬تبدو‭ ‬صرخة‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‭ ‬وتهميش‭ ‬الهوية،‭ ‬ودعوة‭ ‬للتفكر‭ ‬في‭ ‬معنى‭ ‬العدالة‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يشوبه‭ ‬الظلم‭ ‬والتعصب‭.‬

وفي‭ ‬الأخير‭ ‬أشكر‭ ‬الكاتب‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يوصل‭ ‬لنا‭ ‬فكرته‭ ‬التي‭ ‬صاغها‭ ‬بأسلوب‭ ‬سلس‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬النص‭ ‬مختصرًا‭ ‬ومكثفًا،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الإيحاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التصريح،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬فن‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬جدًا‭.‬

·كما‭ ‬استعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرمزية،‭ ‬فـالأجساد‭ ‬المُنهكة‭ ‬والقُضبان‭ ‬الحديدية‭ ‬تشيران‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬والقهر‭ ‬المستمر،‭ ‬و«الصوت‭ ‬الجهوري‮»‬‭ ‬يعكس‭ ‬السلطة‭ ‬الجائرة‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬للعدالة‭ ‬أو‭ ‬الإنسانية‭.‬

دام‭ ‬الألق‭ ‬والإبداع‭ ‬أستاذ‭ ‬حسن‭ ‬أجبوه

تحياتي

ناقدة‭ ‬جزائرية‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا