دفعت عربة التسوق أمامها (احدى عجلات العربة كانت متجهة في الجانب الخطأ)، واصطفت في طابور الانتظار أمام أمينة الصندوق. هي متسوقة مثالية. فخورة بنفسها لإبحارها عبر المطبوعات، تلتقط الكوبونات، وتشتري الحاجيات بالجملة. كانت عربتها قد فاضت بالقطرم (نبات عطري له تأثير مهدئ)، وطعام القطط، وحفاظات الأطفال، وقطع الرمان – الكثير من كل هذا.
سحبت مجلة من أحد الأرفف، كانت المجلة مغلقة بلاصق يتوجب ازالته، عرض لا يمكنها مقاومة اغرائه، تشعر بحكة متوترة لا تعرف مصدرها، لا تعرف ماذا تريد بالضبط، فلتكن إذن هذه اللحظة هي لحظتها.
كانت الصورة المطبوعة على غلاف المجلة هي لبيتٍ خلاب، تماماً كما يتمنى المرء أن يكون منزله. بيتُ غير مدنسٍ بالواقع. تبدأ بفرك لاصق المجلة، تصطبغ أناملها ببودرة ذهبية لزجة، وبدا كما لو أنها جُذبت مسحورةً بيدٍ مجهولةٍ لتغوص في أغوار المجلة. ضوء أبلج مفاجئ غشى بصرها، انفجار مثير من الشغف الملهم، دفقة ساطعة عابرة، وإذا بها داخل الصورة، وكان الأمر جلياَ، هذا هو بيتها، وهذه هي بشحمها ولحمها، هذه هي الحياة التي تستحقها.
كان الاحساس مذهلاً، ليس فقط بإمكانها رؤية المستقبل، وانما أيضاً الطريق المؤدية اليه، انظري إلى هذا البلاط، تطرقه قدماك، خطوة بخطوة، لا تتوقفي، فقط استرخي في مشيك وتأملي الطريق. وعندها، وكما يحدث في حلمٍ بعيد، تبادر الى ذهنها صفير جهاز المسح، وسمعت صوت أمينة الصندوق وهي تخاطبها:
«هل ستأخذين المجلة أيضا يا سيدتي؟».
أخذت نفساً عميقاً، وعدّلت من وقفتها لتستقيم أمام منصة الدفع، قامت بالتقاط كل النسخ الموجودة على الرف من المجلة ذاتها.
«سوف آخذ كل ما لديك»، قالت.
«حسنا سيدتي، هل ستدفعين نقداً، ام بالبطاقة الائتمانية..؟».
أي.أم. هومز هي قاصة وروائية أمريكية من مواليد 1961، أصدرت العديد من الروايات والمجموعات القصصية. من أشهر أعمالها رواية (نهاية أليس) التي صدرت في عام 1997، والمجموعة القصصية (سلامة الأشياء) التي تحولت الى فيلم بنفس الاسم سنة 2001. حازت الكاتبة على عدة جوائز أدبية مرموقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك