الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
المعرس البخيل الطماع
قرأت منذ أيام مقالا جميلا للزميل المتميز محميد المحميد يصف فيه وزارة العمل بأم العروس التي تبحث عن ولد الحلال (وظيفة) من المؤسسات والشركات والبنوك والوظائف الحكومية، والصعوبات التي تواجهها الام أو الوزارة في توفير ولد الحلال.
في زمننا الصعب هذا أصبح من حق العروسة ان تبحث عن علاقة زوجية دائمة، مستقرة وآمنة، ولكن المعرس أو ولد الحلال أصبح طماعا وبخيلا حيث إن (الشركات والمؤسسات وغيرها) -وخصوصا في الفترة الأخيرة- بحجة ضعف الاقتصاد تتعسف وتفرض شروطا غريبة، فالكثير منها اصبح يشترط ان توقع العروس المسكية المغلوبة على أمرها (المواطن البحريني) على عقود عمل لمدة سنتين فقط تتجدد على حسب أهواء المعرس وظروفه بغضّ النظر عن كفاءة العروس وإخلاصها، كما انها أصبحت تدفع المهور القليلة جدا بدون أي هدايا (مكافأة او علاوة)، وعلى البحريني ان يرضى بأن راتبه لا يتغير ويعمل بكل جهد وإخلاص، وينتظر بقلق وخوف قبل كل تجديد عقده لأن الشركة تزعم أنها لم تربح الملايين المرادة هذا العام (أي ذل هذا!؟).
في الفترة الاخيرة أصبح الكثير من (عيال الحلال) أو البنوك تندمج مع بعضها البعض حيث يشتري أحدهما الاخر، وطبعا يفكر المعرس القوي بعدها مباشرة في مصلحته الشخصية فقط بأن يستغني عن الكثير من العروسات أو الموظفين الغارقين في الديون ويتحملون مسؤولية أسرهم وأطفالهم.. فأين سيتوجه كل المسرحين؟؟ وماذا سيكون مصيرهم ومصير عوائلهم؟ هذا شيء لا يهم المعرس أبدا.
شاهدت منذ ايام بأمّ عيني لحظة انهيار وبكاء شاب في عمر الزهور في بداية حياته العملية وقد كافح كثيرا حتى وصل إلى وظيفة وراتب محترم فيها هو وزوجته التي تعمل في بنك آخر اشتراه البنك الذي يعمل فيه الشاب، وبما ان وظيفهما محترمة قررا ان يقترضا ويشتريا بيت العمر بدل انتظار قرقور الإسكان، والآن هما منهاران من القلق لأن البنك طلب من أحدهما الاستقالة، وبذلك ستنهار الميزانية، وستنهار الحياة الجميلة التي كافحا وتعبا في بنائها منذ سنوات.. فما الحل إذا جلست الزوجة في البيت؟ وكيف يستطيع الزوج ان يدفع كل الالتزامات الشهرية؟ وهل ستستطيع ام العروسة (وزارة العمل) ان توفر وظيفة للزوجة بنفس المواصفات؟ وهل على الزوجة ان تبدأ من جديد ومن الصفر في وظيفة جديدة؟ وهل ستحصل الزوجة على وظيفة جديدة اصلا حتى ولو بنصف الراتب الحالي؟
وهناك شاب آخر كلمني ليخبرني بقهر كبير أن الشركة التي يعمل بها منذ أكثر من سبع سنوات والتي فرضت على الموظفين البحرينيين توقيع عقود عمل لمدة سنة تتجدد كل عام أرسلت إليهم مذكرة بأن ارباحها هذا العام قليلة، ولذلك فهي تعرض عليهم راتب 6 اشهر لكل من يقبل ان يستقيل الان، ومن لا يريد الاستقالة مصيره متعلق بين الفصل والبقاء على حسب ظروف الشركة!! يقول الشاب: لديّ التزامات وقروض.. ماذا أفعل؟ أقبل العرض وأحصل على راتب 6 اشهر على الاقل وأبدأ في البحث عن وظيفة اخرى أعلم بأن فرصتي ضعيفة في وجودها أو أنتظر وأدعو الله الا يتم فصلي في أي وقت؟
هذه معاناة بعض العروسات مع المعرس الطماع.
أوافق رأي الزميل المتألق محميد المحميد أن على وزارة العمل ان تلعب دورا أقوى من دور أم العروس وأن تضمن حقوق الموظف البحريني بقوانين وآليات جديدة وإلا فستزيد أعباؤها وستحتاج الى ميزانية أكبر لدفع بدل التعطل للكثير من العاطلين والذين سيتعطلون قريبا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك