العدد : ١٧٠٣٧ - الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٧ - الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور المنصة الوطنية للحماية المدنية في تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع

بقلم: د. نبيل العسومي

الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تعمل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أدائها‭ ‬وتحسين‭ ‬خدماتها‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬واللوجستية‭  ‬للاستفادة‭ ‬منها‭ ‬وتوظيفها‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مخاطر‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬لينعم‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬بحياة‭ ‬هادئة‭ ‬ومستقرة‭ ‬وآمنة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قد‭ ‬درجت‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬بأفراده‭ ‬ومؤسساته‭ ‬وجمعياته‭ ‬في‭ ‬جهودها‭ ‬وبرامجها‭ ‬وخططها‭ ‬الأمنية‭ ‬والمدنية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية‭ ‬تشاركية،‭ ‬ولذلك‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬كان‭ ‬إنشاء‭ ‬شرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬والسلامة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬وفي‭ ‬المجمعات‭ ‬والمتنزهات‭ ‬وخلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬المختلفة‭ ‬وأيام‭ ‬الإجازات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمناسبات‭ ‬وأمام‭ ‬المدارس‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬نراها‭ ‬موجودة‭ ‬وتقوم‭ ‬بمهامها‭ ‬وواجباتها‭ ‬وفق‭ ‬النظام‭ ‬وعلى‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬واستكمالا‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود‭ ‬الطيبة‭ ‬واستمرارا‭ ‬للنهج‭ ‬الذي‭  ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬دشن‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التوعية‭ ‬الأمنية،‭ ‬حيث‭ ‬تحتوي‭ ‬المنصة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المعلومات‭ ‬والإرشادات‭ ‬التثقيفية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسلامة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمنزل‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬والمجمعات‭ ‬والمتاجر‭ ‬والتخييم‭ ‬وبرك‭ ‬السباحة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الحوادث‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الامطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والرياح‭ ‬الشديدة‭  ‬والعواصف‭ ‬والتلوثات‭ ‬البيئية‭ ‬والإشعاعات‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والازمات‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تدشين‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية‭ ‬وسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬وما‭ ‬تحتوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬قيمة‭ ‬ومفيدة‭ ‬وضرورية‭ ‬متاحة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬ويمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬بسهولة‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بإجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬الواجب‭ ‬اتباعها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والعمل‭ ‬والتزود‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والإرشادات‭ ‬الواجب‭ ‬اتباعها‭ ‬وكيفية‭ ‬التصرف‭ ‬أثناء‭ ‬وبعد‭ ‬وقوع‭ ‬الحوادث‭ ‬والطوارئ‭ ‬لتجنب‭ ‬تداعياتها‭ ‬وآثارها‭ ‬وأضرارها‭.‬

إن‭ ‬أهمية‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬دورها‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬والكوارث‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجية‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬وفق‭ ‬الخطط‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬المشكورة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬وحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الكوارث‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتطورة‭ ‬وتوظيفها‭ ‬لتطوير‭ ‬وعي‭ ‬المواطنين‭ ‬بأهمية‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تتضمنها‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية‭ ‬باعتبارها‭ ‬مشروعا‭ ‬وطنيا‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التقنية‭ ‬المتطورة‭ ‬والشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬وضرورة‭ ‬تحمل‭ ‬الجميع‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يحتضننا‭ ‬وجعل‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭.‬

وللاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬كما‭ ‬اسلفنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بحملة‭ ‬إعلامية‭ ‬نشطة‭ ‬لتوعية‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بضرورة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية‭ ‬وما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وإرشادات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬مهمة‭ ‬لنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬هنا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬إذاعة‭ ‬وتلفزيون‭ ‬وصحافة‭ ‬وعمل‭ ‬ملصقات‭ ‬تعريفية‭ ‬خاصة‭ ‬بالمنصة‭ ‬وسبل‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وإلقاء‭ ‬محاضرات‭ ‬تعريفية‭ ‬على‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطوارئ‭ ‬والكوارث‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬المعرفة‭ ‬التي‭ ‬تجعلهم‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لضمان‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬واعتماد‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتطورة‭ ‬والسريعة‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭  ‬الجمهور‭ ‬والفئة‭ ‬المستهدفة‭ ‬وتوفير‭ ‬المعلومات‭ ‬الكافية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬وسبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬ومن‭ ‬تداعياتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحمل‭ ‬الجميع‭ ‬لمسؤولياتهم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬التي‭ ‬يبذلونها‭ ‬متمنين‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا