حاصلة علي وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي وعلى شهادة المعلم الخبير من شركة مايكروسوفت العالمية.. صاحبة بحثين علميين تم نشرهما في مجلات عالمية.. أحرزت المركز الثاني في مسابقة التخاطب البيئي بدبي والمركز الأول في تفعيل البوابة التعليمية في المدرسة والمركز الثالث في مسابقة لنجرب افتراضيا.. لقبت بالمعلمة الرقمية المبدعة في مبادرة «يوم بلا حقيبة».. طورت تحصيل 155 طالبة باستخدام محاكاة التمكين الرقمي.. عضو هيئة الغوص التطوعي ساجدة عبد النبي الساري لأخبار الخليج:
تقول الكاتبة والشاعرة الأمريكية الشهيرة مايا انجليو: «لا يمكنك استهلاك الإبداع.. فهو يزيد في كل مرة تستخدمه»!
هذا بالفعل ما حدث مع ساجدة عبد النبي الساري التي لقبت بالمعلمة المبدعة نظرا لرحلتها الثرية التي بدأت منذ سنوات طوال، فهي تمتلك رصيدا حافلا من العطاءات النوعية للكوادر الوطنية في الميدان التعليمي والتربوي، فقد ربطت المنهج العلمي بالتقنية الحديثة في سياق برنامج التمكين الرقمي الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم، كما لعبت دورا بارزا في تنمية دافعية طالباتها وزيادة شغفهن بمادة العلوم من خلال استراتيجيات التجريب العملي والمختبرات الافتراضية وبرامج المايكروسوفت، الأمر الذي أهلها للحصول علي شهادة المعلم الخبير من شركة مايكروسوفت العالمية.
عشقها للعمل التطوعي بلا حدود، فهو يعني بالنسبة إليها الانتماء والوطنية والمشاركة وبناء المجتمع وفرصة لتطوير المستقبل والسمو والرقي، لذلك حملت على عاتقها مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، هي ترى أن كل ما في عالم التطوع تجارب مثيرة وجديدة وممتعة فأصبح العطاء بالنسبة إليها مذهبا بل إدمانا، لم تبخل يوما بأي عمل خيري لصالح مجتمعها، لذلك استحقت عن جدارة وسام الاستحقاق الطبي الذي توج خدماتها الوطنية وبخاصة أثناء جائحة كورونا.
حول هذه التجربة الثرية الملهمة كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
- لا شك أن نشأتي أثرت كثيرا في صقل شخصيتي وعلى مسيرتي بشكل عام، فقد ترعرعت في بيئة محفزة للعلم والتعلم بشدة، وكان إيمان والدتي بي وبقدراتي حافزا كبيرا بالنسبة لي نحو التميز، وقد حلمت في طفولتي بأن أسهم بشكل أو بآخر في مسيرة العلم والعلماء في وطني، حتي إنني كنت أتابع من كثب جائزة نوبل وأتمنى في داخلي الحصول عليها، وقد شجعني الكثيرون على دراسة الطب بعد الحصول على الثانوية العامة، لكني أقدمت على دراسة تخصص علم الأحياء في جامعة البحرين والذي يتماشى مع ميولي واهتماماتي وخاصة رؤية الكائنات الحية تحت الميكروسكوب، وقد كان لي مساهمات بارزة خلال مرحلة الجامعة.
مساهمات مثل ماذا؟
- لقد كنت عضوا نشطا في المجلس الطلابي بالجامعة، وفي الانتخابات، وتم تعييني نائب رئيس نادي البيئة الذي يتبع كلية العلوم، كما شاركت لعامين متواليين في مسابقة الإمارات للتخاطب البيئي ضمن فريق، وحصلنا أول مرة على المركز الثاني مكرر، ثم على المرتبة الثانية في المرة التالية، إلى جانب الكثير من الأنشطة والفعاليات الأخرى.
بعد التخرج؟
-بعد التخرج مباشرة التحقت بمهنة التدريس في التعليم الخاص بإحدى المدارس، كنت معلمة لمادة الأحياء والجيولوجيا مدة عامين، ثم انتقلت إلى العمل لدى وزارة التربية والتعليم، وقد تميزت في تقديم دروس التشريح العملية باستخدام المحاكاة الرقمية والواقع المعزز، ولم أواجه أي تحد في تلك الفترة ولله الحمد، فقد اعتدت دائما على تذليل أي عقبات قد تواجهني، وأن أنظر إلى أي عقبة على أنها حافز على العطاء والمواصلة، فليس في قاموسي شيء اسمه مستحيل، وأحرص دوما على التعلم من أي تحديات دروس في الحياة، وهذا ما حدث على سبيل المثال وقت جائحة كورونا التي كانت تجربة صعبة بالنسبة إلى الجميع، ولن أنسى دعم الوزارة لي بالطبع في تلك الفترة.
أصعب تجربة على المستوى الإنساني؟
- من أصعب التجارب التي مرت بي على المستوى الإنساني كانت محنة فقدان والدتي التي كانت بالنسبة لي الظهر والسند، وكان ذلك في الصف الثاني بالمرحلة الجامعية، ولكن ورغم قسوة ومرارة وألم الفقد إلا أنه مدني بالقوة والعزيمة على الاستمرار لتحقيق حلمها رحمها الله في أن أصبح ذا شأن في مجالي، وقد تعلمت من تلك الأزمة أهمية الوجود مع العائلة والترابط فيما بينها، وكذلك المساهمة في الأعمال التطوعية والبذل في سبيل الآخر.
ماذا عن حصولك على وسام الاستحقاق؟
- حصولي على وسام الاستحقاق الطبي جاء نتيجة لجهودي التطوعية بمراكز الفحص وقت أزمة كورونا ولمدة عامين تقريبا، حيث سجلت للتطوع منذ بداية اندلاع الجائحة بهدف المساهمة بشيء يخدم الوطن والمواطن وقت الشدة، ومن ثم ترك بصمة لي سواء في الحد من الإصابة بالفيروس أو في مساعدة المرضى والتخفيف عنهم، وقد أصبت به بعد فترة التطوع، وبالطبع كانت تجربة صعبة لكني تجاوزتها بسلام وخاصة أن لي خبرة في هذا الشأن، هذا فضلا عن كوني عضوا في فريق هيئة الغوص التطوعي، ورئيسة للجنة الدراسات والبيئة بها، وقد ساهمت من خلال ذلك في حملات تنظيف شواطئ البحرين، وإعداد بحوث ودراسات على العينات التي يتم جمعها، وتحليلها ودراستها.
الدرس المستفاد من أزمة كورونا؟
-يمكن القول إن أزمة كورونا علمتنا جميعا الكثير من الدروس والعبر من أهمها بالنسبة لي المساهمة في إتقان مهارة إدارة الوقت واستغلاله واستثماره بالشكل المطلوب بل والأمثل، وكذلك تأكيد أهمية الإنجاز والعطاء وسط أي ظروف، وفي هذه الفترة الصعبة بالطبع مارسنا مهنة التعليم أون لاين، كما نظمت العديد من الكورسات والورش التدريبية بالمجان بهدف تطوير الذات، ولعل أهم الإيجابيات التي خلفتها تلك الجائحة هو توثيق المحبة والترابط بين أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام وتعميق التكاتف فيما بينهم لمواجهتها والمرور منها بسلام، وهذا ما حدث بالفعل علي أرض الواقع.
ما أهم جهودك في هيئة فريق الغوص؟
- من خلال منصبي كرئيس لجنة الدراسات البيئية في هيئة فريق البحرين للغوص التطوعي فقد لاحظت في السنوات الأخيرة تنوع المخلفات البحرية وازديادها بشكل كبير، فقام فريقي بجمع 45 طنا من المخلفات خلال عام 2019، وبالطبع توقف نشاطنا خلال الجائحة، ثم استأنفنا عملنا خلال عامي 2021 و2022، علما بأن أعضاء الحملة حوالي 43 غواصا أو غير غواص، وتمكنا من إعداد عدة حملات لتنظيف مواقع المخلفات وإزالتها في سبعة مرافئ، وطالبت بدعم وتشجيع الفرق المشاركة في نشر الوعي والتثقيف البيئي.
في رأيك ما أهم عوامل نجاح المرأة؟
من أهم عوامل نجاح أي امرأة الإيمان والثقة بنفسها وبقدراتها، وبأنها هي من تصنع نجاحها بنفسها، دون أي مساعدة من أي طرف، وألا تستسلم لأي عثرات قد تقف في طريقها بل تتجاوزها لتسير في طريقها بكل قوة نحو الإنجاز والإبداع.
نصيحتك لأي امرأة؟
- للأسف الشديد اليوم نجد الكثيرين يهتمون بالدرجة الأولى على المظهر، سواء من الشباب أو الكبار، وهو أمر كرسته بشدة وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك تركز بعض النساء على الجمال الخارجي بعيدا عن الجوهر، لهذا السبب أتمنى من أي فتاة أن تدرك أن الجمال ليس هو معيار النجاح في الحياة، وأن شخصيتها هي التي جعلت منها إنسانة جميلة ولامعة، وأن إيمانها بالقدرة على العطاء وتحقيق أهدافها هو الطريق الذي يضع قدميها على أول طريق النجاح والإبداع، وهذا هو ما حدث معي على الصعيد الشخصي.
بحثك التالي؟
-أتمنى أن أسهم في مسيرة العلماء في مجال العلوم بصورة بارزة، وأن أواصل مشواري البحثي بكل شغف، علما بأنني أصدرت بحثين علميين الأول حول وعي المجتمع البحريني عن مرض الإيدز والذي توصلت من خلاله إلي وجود تفاوت في درجة الوعي المجتمعي به رغم تزايده في الفترة الأخيرة، والبحث الثاني كان حول أزمة كورونا وإمكانية انتقال الفيروس بالرذاذ، وهو ما أكدته أيضا دراسات سابقة، واليوم بصدد الاستعداد لإنجاز بحثي القادم عن الجينات الوراثية ومحاولة القضاء على بعض الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج.
خطتك القادمة؟
- من أهم الأهداف التي وضعتها عبر مسيرتي نصب عيني هو أن أترك بصمة مميزة ومتفردة لي في مجالي، من أجل عكس صورة مشرفة لوطني وللمرأة البحرينية سواء علي الصعيد المحلي أو الخارجي، وهذا ما غرسته بداخلي والدتي رحمها الله، حيث كان ذلك هو حلمها بالنسبة لي، ولن أنسى قط دعمها ومساندتها في كل خطوة خطوتها هي وأختي وكذلك أفراد العائلة، أما الحلم القادم الذي أسعى حاليا إلى تحقيقه وتاه مني وسط زحمة الحياة فهو مشروع إكمال رسالة الماجستير الذي توقف للأسف الشديد أثناء جائحة كورونا، وكلي أمل وإصرار على استئناف المسيرة العلمية وتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك