العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

دوري الأسـري أهـم مـن أي نـجـاح عـلــمـي أو عـمـلـي

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00


 

يقول‭ ‬دكتور‭ ‬رائد‭ ‬محمد‭ ‬الدعور‭: ‬‮«‬إن‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منا‭ ‬فسحة‭ ‬من‭ ‬الهدوء‭ ‬والسكون‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬عندما‭ ‬تشعر‭ ‬بالسلام‭ ‬النفسي‭ ‬تصبح‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬فلا‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬قدميك‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬السعادة‭.‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬قناعة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي‭ ‬يعد‭ ‬إنجازا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬ورغم‭ ‬كونه‭ ‬شعورا‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسلوب‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بلوغه‭ ‬فإنه‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬سند‭ ‬وقوة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬تأكيدها‭ ‬لأهميته‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬النجاح‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تحب‭ ‬ذاتك‭ ‬أولا‭. ‬

د‭. ‬ريم‭ ‬أحمد‭ ‬البوعينين،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬للشؤون‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والبحثية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬ضمن‭ ‬مائة‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬تميزت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وضمن‭ ‬عشر‭ ‬سيدات‭ ‬بحرينيات‭ ‬مؤثرات‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والأردن‭ ‬واليمن،‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬هي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬والسلام‭ ‬الداخلي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬إليها،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬محور‭ ‬باكورة‭ ‬مؤلفاتها‭ ‬والذي‭ ‬تولدت‭ ‬فكرته‭ ‬أثناء‭ ‬دراستها‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭. ‬

رحلتها‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكفاح‭ ‬والتميز،‭ ‬ومشوارها‭ ‬نحو‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي‭ ‬طويل‭ ‬وثري،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬نتطرق‭ ‬له‭ ‬تفصيلا‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬محبة‭ ‬للعلم‭ ‬والتعلم‭ ‬بشدة،‭ ‬حيث‭ ‬أصر‭ ‬الوالدان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬أبناءهم‭ ‬ثماني‭ ‬شهادات‭ ‬عليا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬خيارا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬قارئة‭ ‬نهمة‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وشملت‭ ‬قراءاتي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬السياسية‭ ‬والفلسفية‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬مكتبتنا‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬المؤلفات،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬بدأت‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬إصدارات‭ ‬يفوق‭ ‬محتواها‭ ‬مستوى‭ ‬عقلي‭ ‬وفكري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن،‭ ‬أما‭ ‬حلمي‭ ‬المستقبلي‭ ‬فكان‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬شخصية‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭. ‬

متى‭ ‬بدأ‭ ‬مشوارك‭ ‬مع‭ ‬علم‭ ‬الفيزياء؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تعلقي‭ ‬بمادة‭ ‬الفيزياء‭ ‬كان‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ففي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬ارتبطت‭ ‬بها‭ ‬بشدة،‭  ‬وقررت‭ ‬التعمق‭ ‬فيها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دراستها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية،‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الألغاز،‭ ‬واكتشفت‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬مطلقة‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬مسلمات‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬نسبي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬منحازة‭ ‬لأي‭ ‬رأي‭ ‬بشكل‭ ‬تام،‭  ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬التحقت‭ ‬بقسم‭ ‬الفيزياء‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كمعلمة‭ ‬لمادة‭ ‬الفيزياء‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وأثناء‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أعددت‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭.‬

ماذا‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير؟

موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬مساري‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬توجه‭ ‬كبير‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بجودة‭ ‬التعليم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬أمامي‭ ‬فرصا‭ ‬كبيرة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتم‭ ‬ابتعاثي‭ ‬لنيل‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وأنجزت‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وهناك‭ ‬تولدت‭ ‬لدي‭ ‬فكرة‭ ‬تأليف‭ ‬أول‭ ‬إصدار‭ ‬لي‭.‬

إلى‭ ‬ماذا‭ ‬تطرق‭ ‬إصدارك‭ ‬الأول؟

لقد‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬علم‭ ‬الفيزياء‭ ‬بالفلسفة،‭ ‬وبدأت‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬وهنا‭ ‬اختلفت‭ ‬رؤيتي‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء،‭ ‬وأصبحت‭ ‬خبرتي‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬وقمت‭ ‬بتدوين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أجمعها‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬والسلام‭ ‬الداخلي‭ ‬وكيفية‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظرتنا‭ ‬للأمور‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬فكثيرا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يقاصص‭ ‬نفسه‭ ‬بالطموح،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يفقد‭ ‬السلام‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬يصعب‭ ‬تحقيقه‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬يتطلب‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭.‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬كيف‭ ‬يتحقق‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي؟

شخصيا‭ ‬لدي‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬الداخلي‭ ‬يتحقق‭ ‬بالرضا‭ ‬والقبول‭ ‬بما‭ ‬أنت‭ ‬عليه،‭ ‬وبما‭ ‬حققته،‭ ‬والامتنان‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬تملك،‭ ‬وبالطبع‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يتفاوت‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬فما‭ ‬يسعد‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بالضرورة‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬فأحيانا‭ ‬شيء‭ ‬بسيط‭ ‬يكون‭ ‬سبب‭ ‬بهجة‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬نسبية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬يتحقق‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالأخلاق‭ ‬السامية‭ ‬وبالتسامح‭ ‬وبالصدق‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬النفس‭. ‬

ماذا‭ ‬بعد‭ ‬الدكتوراه‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين؟

أثناء‭ ‬إعداد‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كنت‭ ‬أشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التراخيص‭ ‬ومعايير‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة،‭ ‬وبعد‭ ‬حصولي‭ ‬عل‭  ‬الدكتوراه‭ ‬التحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬بوليتكنيك‭ ‬البحرين‭ ‬كمديرة‭ ‬إدارة‭ ‬قياس‭ ‬الجودة‭ ‬والتحليل‭ ‬والتخطيط،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬الخليجية‭ ‬لضمان‭ ‬الجودة‭ ‬والاعتماد‭ ‬الخليجي،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشكيلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬كما‭ ‬عينت‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الشؤون‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ثم‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬للشؤون‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والبحثية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬نقلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬كانت‭ ‬الانتقال‭ ‬إلي‭ ‬جامعة‭ ‬بوليتكنيك‭ ‬حيث‭ ‬مثلت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬لتطبيق‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.‬

أصعب‭ ‬تحد؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تعييني‭ ‬كنائب‭ ‬رئيس‭ ‬للشؤون‭ ‬الأكاديمية‭ ‬بجامعة‭ ‬بوليتكنيك،‭ ‬حيث‭ ‬قمت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬بعمل‭ ‬الرئيس‭ ‬لفترة،‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬بقدر‭ ‬التحدي،‭ ‬وكنت‭ ‬فخورة‭ ‬بسلاسة‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬أون‭ ‬لاين،‭ ‬أما‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬فكان‭ ‬أثناء‭ ‬دراسة‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أما‭ ‬وزوجة‭ ‬وطالبة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعرضي‭ ‬لعارض‭ ‬صحي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬وأسرتي‭ ‬اجتزت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بسلام‭ ‬رغم‭ ‬قسوتها‭.‬

أهم‭ ‬إنجاز؟

أهم‭ ‬إنجاز‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬هو‭ ‬تقلدي‭ ‬منصبي‭ ‬الحالي‭ ‬كنائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجامعة‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬اختياري‭ ‬للقيام‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭  ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬قدراتي‭ ‬ومؤهلاتي‭ ‬وكفاءتي،‭ ‬ولكن‭ ‬وبرغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬تعلمت‭ ‬درسا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬أسرتي‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أولوياتي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬مهم،‭ ‬والنجاح‭ ‬ممتع،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬العائلة‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬فالغرق‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بدرجة‭ ‬مرضية‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬صحيا،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬تحب‭ ‬نفسك‭ ‬وأسرتك‭ ‬وعشقك‭ ‬للعمل،‭ ‬فموقعي‭ ‬في‭ ‬أسرتي‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬خلال‭ ‬مشواري‭ ‬وتجربتي‭ ‬الشخصية‭. ‬

هل‭ ‬ذقت‭ ‬يوما‭ ‬طعم‭ ‬الفشل؟

أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬أو‭ ‬النجاح‭ ‬هو‭ ‬شيء‭ ‬نسبي،‭ ‬فمن‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬نحكم‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬أنه‭ ‬فاشل‭ ‬أو‭ ‬ناجح،‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أمر‭ ‬يرتبط‭ ‬بإحساس‭ ‬الشخص‭ ‬بنفسه،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تتحاشى‭ ‬دوما‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الفشل،‭ ‬وأحاول‭ ‬أن‭ ‬أتخطى‭ ‬أي‭ ‬عقبة‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬وكذلك‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أزمة‭ ‬بسلام‭ ‬وعدم‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬طويلا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬نجاحا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭.‬

نصيحتك‭ ‬الدائمة‭ ‬لأبنائك؟

نصيحتي‭ ‬الدائمة‭ ‬لأبنائي‭ ‬ألا‭ ‬يصبحوا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬ضحايا‭ ‬للمثالية‭ ‬المفرطة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬طموحاتهم‭ ‬واقعية،‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬الوصول‭ ‬يتطلب‭ ‬تضحيات،‭ ‬وأن‭ ‬التوازن‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬الحياة‭ ‬المستقرة،‭ ‬وشخصيا‭ ‬اعتدت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬دوما‭ ‬إنسانة‭ ‬واقعية،‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬فاق‭ ‬توقعاتي‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

أحلم‭ ‬بأن‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬إرث‭ ‬ثقافي‭ ‬مدون‭ ‬سواء‭ ‬لأبنائي‭ ‬أو‭ ‬للآخرين،‭ ‬وأن‭ ‬يرى‭ ‬كتابي‭ ‬الفلسفي‭ ‬الأدبي‭ ‬الأول‭ ‬النور‭ ‬قريبا،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أنا‭ ‬راضية‭ ‬بما‭ ‬حققته،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬أخطط‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أنصح‭ ‬بعدم‭ ‬الإغراق‭ ‬في‭ ‬التخطيط،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصاب‭ ‬الإنسان‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬أو‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬حين‭ ‬يخفق‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفه،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مثابرا‭ ‬ومفعما‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظروف‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا