الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
يوم الطبيب.. وحكاية 1000 عاطل..!!
غدا الأربعاء.. سنحتفل بيوم الطبيب البحريني.. الذي يجسد اهتمام الدولة بدعم ومساندة مسيرة الأطباء ودور الكوادر الطبية في مملكة البحرين.. في ظل جهود مضاعفة وبارزة من الحكومة الموقرة لدعم بحرنة الوظائف في القطاع الصحي والطبي، ومبادرات «تمكين» لتدريب الأطباء والخريجين البحرينيين، واهتمام رفيع من المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة.
بالأمس القريب نشرت «أخبار الخليج» إحصائية رسمية كشفت وجود ما يقارب 1000 باحث عن العمل في التخصصات الصحية مسجلين في وزارة العمل، في ظل وجود أكثر من 22 ألف رخصة طبية وفنية وتمريضية، من الطواقم المستوفية للشروط من البحرينيين والأجانب.
سيظل الاحتفاء والاحتفال بيوم الطبيب البحريني يواجه تحديا وطنيا كبيرا، يتمثل في توفير فرص العمل الطبية، وتسكين الخريجين البحرينيين في المجال الصحي، في ظل وجود منظومة صحية رسمية، ومجموعة من المستشفيات والعيادات الطبية في القطاع الخاص، التي لم تستجب بعد للنسبة المئوية من البحرنة التي يطمح إليها الشارع البحريني، مع ضرورة عدم احتساب البحرينيين العاملين في مواقع «الاستقبال» فيها.. حتى تكون الأرقام أكثر فاعلية ومصداقية.
جهود وزارة الصحة و«تمكين» ملحوظة ومشكورة.. ولكن اليد الواحد لا تصفق ولا تنجز إنجازا شاملا يحقق الهدف المنشود، ليس في توظيف الألف عاطل اليوم، ولكن في تهيئة سوق العمل لتوظيف الخريجين القادمين في السنوات المقبلة غدا.
ما حققته وتحققه المنظومة الصحية والكوادر البحرينية يجب أن لا يتوقف عند الإنجاز الوطني الاستثنائي خلال جائحة «كورونا»، والإشادات المستمرة، وشهادات التقدير والتكريم.. ولكن الأمر يستلزم المزيد من توفير فرص العمل، التي تستوجب مضاعفة مشاركة القطاع الخاص الصحي، الذي يغلب عليه الطواقم والكوادر الأجنبية.
مؤخرا تم منح سعادة وزيرة الصحة «جائزة المرأة المتميزة في القطاع الصحي العربي»، وإطلاق خدمة المسار السريع لكبار السن في أقسام مجمع السلمانية الطبي، ومن قبله إعلان تصفير قوائم الانتظار في زراعة القوقعة، وغيرها كثير.. مؤشرات إيجابية لحجم العمل والإنجاز داخل المنظومة الصحية، في ظل وجود أكثر من 30 جمعية تعمل في المجال الطبي والرعاية الصحية لفئات المجتمع.
بالمناسبة.. جاء ضمن أهداف جمعية الأطباء البحرينية، والعديد من الجمعيات العاملة في ذات المجال، (المساعدة على تهيئة فرص العمل لأعضائها والمساهمة في مواجهة تحدياتهم المهنية).. وأتصور أن هذا الهدف تحديدا لم نصل إلى تحقيقه بالكامل بعد، ولم تتحرك الجمعيات المختصة بشكل يؤكد فاعليتها، ودورها المنشود والمطلوب.
وبالمناسبة كذلك.. ما ينطبق على الباحثين عن العمل في المجال الطبي ينطبق كذلك على أبناء الوطن من حملة الشهادات العليا، وندرة توظيفهم في الجامعات التي تشهد نسبة عالية من الأكاديميين الأجانب.. وهو ملف وطني آن الأوان لفتحه وتحريكه، وبحرنته بشكل مناسب.
وكل عام والطبيب البحريني بألف خير.. وكذلك الـ(1000) عاطل وباحث عن العمل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك