صدر حديثًا عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع، رواية «سفرطاس» للباحث والأكاديمي الروائي والشاعر القطري د. خالد الجابر.
تقع الرواية في 212 صفحة من القطع المتوسط، ينقل فيها المؤلف رحلة عبر أبعاد الزمن الثلاث (الماضي-الحاضر-المستقبل).
السفرطاس.. تسميته شعبية دارجة منذ عشرات السنين وتعني (وعاء السفر)، حيث يمتلئ بطعام الغداء، وهو عبارة عن وعاء معدني مؤلف من عدة طبقات محكمة الإغلاق يوضع في كل طبقة الطعام المعد في المنزل، لأحد الأفراد الذي تطول به ساعات العمل.
وعن سبب اتخاذ المؤلف «سفرطاس» كعنوان لروايته يقول في مقدمة الرواية:
«كالسَّفَرْطاس المُكدَّسِ بطبقاته المتنوِّعة، يحمل في أعماقه شَفرة الزمن المعقَّدة، تحيا ذاكرة الإنسان بكلِّ ما فيها من ذكريات ومخاوف ورغبات، خلال رحلة لا تنتهي عبر أبعاد الزمن الثلاثة؛ الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ في خِضم هذا التنقل المستمرِّ يتشكَّل الصراع بين الداخل والخارج، ليَصوغَ هُويَّته المتغيرة والمتجددة بلا توقُّف».
من أجواء رواية «سفرطاس»
بدأت ذاكرة جابر في استرداد قصص جده وأبيه عن زمن الغوص، ذلك الزمن الذي كان فيه البحر عَالمًا يحمل بين أمواجه الأمل والخوف معًا، ذلك الامتداد الأزرق الذي يفصلهم عن الحياة ويُعيدهم إليها بعد كل رحلة، كان شريان رِزقهم، ولكنه كان سرًّا غامضًا لا يرحم من يخوض غماره، تذكَّر حديث جَدِّه عندما كان يجلس بجواره تحت ظلِّ شجرة النخيل في ظهيرة حارقة، كان يُسهب في رواية حكايات البَحَّارة وهم يستعدون للإبحار.
صوتُ النهَّامِ الجهوري العميق يقودهم إلى البحر بأهازيجه التي تملأ النفوس حماسًا، وتبثُّ في قلوبهم الشجاعة، كان النهَّام هو الرفيق الأوفى للبحَّارة، صوته يُسكت الصمت الموحش الذي يُخيم على الأمواج:
«هُو يَا مَال، هُو يَا مَال»…
كان يُغنِّي، تمتزج كلماته مع صوت الأمواج لتصبح جزءًا من النسيج الذي يربطهم بالبحر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك