سألتني:
ماذا فعلتْ بكَ الأحزانُ؟
أجبتها مُستغرِقًا:
هزمتني الحياةُ مرارًا، كسرتني، هشمتني.
بعثرتْ أيامي ودفاتري.
أغرقتني ثم أحرقتني،
وفي ليالي الصقيع قدمت للذئاب عظامي.
آلمتني بأصحابي قبل أعدائي.
استَلّتْ شراييني، ولفّت بها عنقي.
مزقتُ شراييني بأظافري،
وغرستُ بأصابعي دمي وبقايا عروقي،
شظايا نارٍ، في صدري
وكتفي.
بعضي يقاتل بعضي، ولا ينجو مني شيُّ.
نبتَ من أحشائي عشراتُ القوارضِ
عاثتْ وجالتْ فوق جسدي مثل محتلٍ أثيم
عبثا أرممُ موميائي التي تحللت.
لم يبقَ مني سوى ذاكرةٍ مشتتة
وبعضُ صور.
لكن رسولا زارني ذاتَ هاجسٍ وتيه
تمثل صورةَ حبيبٍ خائنٍ
خلته بالودِ عائدٌ.
قدم لي الدرسَ الأخير وغادر.
استفقت ناسيا ما قال وما فعل.
لكني تمكنتُ فجأةً…..
أن أنصُبَ قامتي دون دعائم
أن أجمعَ أشلائي التي تنازعتها جهات الكون، وأصنع منها سلمًا
وأعتلي الغيم.
حلقتُ، ونبتَ لي جناحٌ شربَ لون ريشه من نبيذِ الشمسِ
غفوتُ، هجَعْتُ، هدَأْتُ
وسكنتُ قلبَ نسرِ تسرمد.
مُذّاكَ،…
وأنا النسرُ
أنا النسرُ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك