العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

اللغة العربية.. هويتنا الوطنية

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬على‭ ‬المواءمة‭ ‬بين‭ ‬التعددية‭ ‬والانتماءات‭ ‬الفرعية‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬العامة‭.. ‬وفي‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وترسيخ‭ ‬المفهوم‭ ‬الإنساني‭ ‬الأكبر،‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬العادلة‭ ‬والحقة‭.. ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬تحديدا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مهدّدات‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭. ‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مرتكزات‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفي‭ ‬تمثيل‭ ‬الدولة‭ ‬رسميا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإلمام‭ ‬التام‭ ‬والمتقن‭ ‬باللغة‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬الفرعيـة‭ ‬لا‭ ‬تسـتطيع‭ ‬بنـاء‭ ‬المواطنـة‭ ‬الكاملة،‭ ‬لكونهـا‭ ‬ضـيقة‭ ‬ومحصـورة‭ ‬ضـمن‭ ‬ميدان‭ ‬فئتهـا‭ ‬الاجتماعيـة‭ ‬الـتي‭ ‬تمثّلهـا‭ ‬وتقيـد‭ ‬خيـارات‭ ‬الفـرد‭ ‬فيها،‭ ‬وتخلق‭ ‬مجتمعا‭ ‬خاصا‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬العام‭.‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬وهناك‭ ‬أفراد‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.. ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬‮«‬اللهجة‭ ‬المحلية‮»‬‭ ‬ومكنونات‭ ‬مفرداتها،‭ ‬فعلى‭ ‬الأقل‭ ‬إتقان‭ ‬اللغة‭ ‬الدارجة‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬الفصحى،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لحظة‭ ‬تمثيل‭ ‬البلاد‭ ‬خارجيا‭.‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬أي‭ ‬موظف‭ ‬أو‭ ‬مسؤول‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬اللغة‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬يوقع‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬حرج،‭ ‬محلي‭ ‬وخارجي،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬نعرات‭ ‬وخلافات‭ ‬ومشكلات‭ ‬والتباسات‭.. ‬فما‭ ‬فائدة‭ ‬وأثر‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬فرد‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬لا‭ ‬تتقن‭ ‬لغة‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع؟

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للفرد‭ ‬الالتحاق‭ ‬بجامعاتها،‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬جنسيتها‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اتقان‭ ‬اللغة‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭.. ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬دراسية‭ ‬إلزامية‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬تكون‭ ‬شرطا‭ ‬مشددا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬والانتساب‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭. ‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬اهتمام‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬وإهمال‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬والمقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تخريج‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬تتقن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.. ‬تكسر‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭.. ‬تخطئ‭ ‬في‭ ‬المفردات‭.. ‬تخلق‭ ‬فجوة‭ ‬مجتمعية‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭.. ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معلنة‭ ‬فهي‭ ‬محل‭ ‬حديث‭ ‬واضح‭ ‬واستياء‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬المغلقة‭.‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحرك‭ ‬فاعل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬الرسمية‭.. ‬نلاحظ‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬نشطت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والحديث‭ ‬عنها،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخها‭ ‬وإعلائها‭.. ‬غاب‭ ‬عنها‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الثقافة‮»‬‭.. ‬ستظل‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬بالثقافة‭ ‬الوطنية‭.. ‬من‭ ‬دون‭ ‬الثقافة‭ ‬واللغة‭ ‬ستكون‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬ناقصة‭.. ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬وتطورات‭ ‬العولمة‭.‬

لندخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬مباشرة‭.. ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭ ‬ومتوحّد‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أفراده،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الاختلافات‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭.. ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ووحدة‭ ‬كافة‭ ‬مكوناته،‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يزخر‭ ‬بالتعددية،‭ ‬والانصهار‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الدولة‭.‬

يقول‭ ‬أحد‭ ‬الفلاسفة‭: ‬ليـس‭ ‬بمقـدور‭ ‬الهُويـّات‭ ‬الفرعيـة‭ ‬فـي‭ ‬مثـل‭ ‬هـذه‭ ‬المجتمعـات‭ ‬بنـاء‭ ‬هُويـَّة‭ ‬وطنية،‭ ‬لأن‭ ‬مجال‭ ‬عملها‭ ‬واهتمامها‭ ‬يـدور‭ ‬ويتفاعل‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الاجتمـاعي‭ ‬الضيق،‭ ‬وليـس‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الواسع‭ ‬أي‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الأساس،‭ ‬التي‭ ‬جوهرها‭ ‬هو‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭.‬

ختاما‭.. ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬معين،‭ ‬أو‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬مناسبة‭ ‬محددة‭.. ‬ولا‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نحرج‭ ‬أحدا،‭ ‬فردا‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬رسمية‭.. ‬فالأمثلة‭ ‬والنماذج‭ ‬والقصص‭ ‬كثيرة‭.. ‬فهل‭ ‬وصلت‭ ‬الرسالة؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا