الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
اللغة العربية.. هويتنا الوطنية
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. تعزيز الهوية الوطنية يكمن في قدرة الفرد والمجتمع على المواءمة بين التعددية والانتماءات الفرعية مع الثقافة الوطنية العامة.. وفي قدرة الدولة على زيادة الوعي الديمقراطي، وترسيخ المفهوم الإنساني الأكبر، وتحسين الوضع المعيشي، وتعزيز المواطنة العادلة والحقة.. باعتبار أن غياب هذه الأمور تحديدا من أهم مهدّدات الهوية الوطنية.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. أحد أبرز مرتكزات الهوية الوطنية تكمن في قدرة الفرد على التواصل مع المجتمع، وفي تمثيل الدولة رسميا، من خلال الإلمام التام والمتقن باللغة.. ذلك أن الثقافة الفرعيـة لا تسـتطيع بنـاء المواطنـة الكاملة، لكونهـا ضـيقة ومحصـورة ضـمن ميدان فئتهـا الاجتماعيـة الـتي تمثّلهـا وتقيـد خيـارات الفـرد فيها، وتخلق مجتمعا خاصا داخل المجتمع العام.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. لا يمكن الحديث عن الهوية الوطنية في دولنا الخليجية، وهناك أفراد لا يتقنون اللغة العربية.. إن كانت هناك صعوبة في معرفة «اللهجة المحلية» ومكنونات مفرداتها، فعلى الأقل إتقان اللغة الدارجة أو اللغة الفصحى، وخاصة في المحافل العربية والإقليمية والدولية، لحظة تمثيل البلاد خارجيا.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. عدم قدرة أي موظف أو مسؤول على إتقان اللغة الرسمية للدولة يوقع المجتمع في حرج، محلي وخارجي، ويتسبب في إثارة نعرات وخلافات ومشكلات والتباسات.. فما فائدة وأثر الهوية الوطنية مع فرد أو جماعة لا تتقن لغة الدولة والمجتمع؟
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. في الدول الغربية والأجنبية لا يمكن للفرد الالتحاق بجامعاتها، والعمل في مؤسساتها، والحصول على «جنسيتها»، من دون اتقان اللغة الرسمية للدولة.. هناك برامج دراسية إلزامية مدة عام كامل، تكون شرطا مشددا للحصول على الإقامة والانتساب إلى الدراسة وفرص العمل.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. اهتمام المجتمعات الخليجية باللغة الإنجليزية وإهمال اللغة العربية في المناهج والمقررات الدراسية تسبب في تخريج فئة من الشباب لا تتقن اللغة العربية.. تكسر في الكلمات.. تخطئ في المفردات.. تخلق فجوة مجتمعية بين الأفراد.. إن لم تكن معلنة فهي محل حديث واضح واستياء بالغ في المجالس المغلقة.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. لا يمكن تسليط الضوء على الهوية الوطنية من دون تحرك فاعل للمؤسسات الثقافية الرسمية.. نلاحظ اليوم أن كل المؤسسات التي نشطت في تعزيز الهوية الوطنية والحديث عنها، والسعي إلى ترسيخها وإعلائها.. غاب عنها دور «الثقافة».. ستظل الهوية الوطنية غير مكتملة الأركان من دون اهتمام أكبر بالثقافة الوطنية.. من دون الثقافة واللغة ستكون الهوية الوطنية ناقصة.. وخاصة في ظل التحديات الراهنة وتطورات العولمة.
لندخل في صلب الموضوع مباشرة.. الهوية الوطنية من أهم العوامل التي تساعد على بناء مجتمع متماسك ومتوحّد بين جميع أفراده، بغض النظر عن الاختلافات فيما بينهم.. والهوية الوطنية تسهم في تحقيق الاستقرار المجتمعي، ووحدة كافة مكوناته، في مجتمع يزخر بالتعددية، والانصهار تحت مظلة الدولة.
يقول أحد الفلاسفة: ليـس بمقـدور الهُويـّات الفرعيـة فـي مثـل هـذه المجتمعـات بنـاء هُويـَّة وطنية، لأن مجال عملها واهتمامها يـدور ويتفاعل فقط في الميدان الاجتمـاعي الضيق، وليـس في الميدان الواسع أي الدولة في الأساس، التي جوهرها هو الوطنية الشاملة.
ختاما.. لا نريد أن نشير إلى موقف معين، أو التطرق إلى مناسبة محددة.. ولا نود أن نحرج أحدا، فردا أو مؤسسة رسمية.. فالأمثلة والنماذج والقصص كثيرة.. فهل وصلت الرسالة؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك