العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مملكة البحرين في قمة «بريكس»

جاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس،‭ ‬لتؤكد‭ ‬النهج‭ ‬الثابت‭ ‬والموقف‭ ‬الراسخ‭ ‬والرسالة‭ ‬الحضارية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

اللافت‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬عقدت‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭: ‬‮«‬التعددية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬والأمن‭ ‬العالميين‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬العنوان‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬ومعاش‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ومن‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتزخر‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعددية‭ ‬وتعد‭ ‬نموذجا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حينما‭ ‬يأتي‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التعددية‮»‬،‭ ‬فجاءت‭ ‬مشاركة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬ومتميزة‭.‬

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وإذ‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬الدوري‭ ‬لمجموعة‭ ‬بريكس‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬عضوًا‭ ‬فيها،‭ ‬فهي‭ ‬تؤكد‭ ‬تقديرها‭ ‬للرؤية‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬تجسدها‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الطموحة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الالتزام‭ ‬بتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتكريس‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬جدير‭ ‬بالثناء‭ ‬ويلقى‭ ‬اهتمام‭ ‬الجميع‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لمجرد‭ ‬الحضور،‭ ‬ولكن‭ ‬لتقديم‭ ‬رؤية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬ولا‭ ‬سلام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنمية‭.. ‬وإن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

من‭ ‬الملاحظ‭ ‬كذلك،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬أمور‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويرصد‭ ‬كلمات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬حرصها‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬رؤيتها‭ ‬الحضارية،‭ ‬وفق‭ ‬منهجية‭ ‬علمية،‭ ‬تربط‭ ‬التاريخ‭ ‬بالحاضر،‭ ‬وتربط‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬العالمية،‭ ‬وتداعيات‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وأخطاره‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

لذلك‭ ‬جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بأن‭ ‬الصراعات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬عميقة‭ ‬وبعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬المعنية‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬العالمي،‭ ‬وأن‭ ‬التاريخ‭ ‬برهن‭ ‬أن‭ ‬دورات‭ ‬العنف‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والنزاعات‭ ‬تقف‭ ‬حاجزًا‭ ‬معيقًا‭ ‬أمام‭ ‬التقدم‭ ‬والرقي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والوئام‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ودائما‭ ‬ما‭ ‬تأتي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وأن‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ضرورة‭ ‬إقليمية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأهداف‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقا‭ ‬لمجموعة‭ ‬البريكس‭.. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وفي‭ ‬استثمار‭ ‬ذكي‭ ‬وحكيم‭ ‬للتجمع‭ ‬الدولي‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬دعوة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬البريكس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬أعمال‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬وفي‭ ‬كلمات‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفي‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الأوروبية‭.. ‬وهذه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬تؤكدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬ومحفل‭ ‬وتجمع‭ ‬دولي‭.‬

ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تؤمن‭ ‬إيمانا‭ ‬مطلقا‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬الجماعية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬الثابت‭ ‬بالسلام،‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬لتنمية‭ ‬العالم‭ ‬ينمو‭ ‬ويتقدم‭ ‬ويتطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬والتضامن‭ ‬الإنساني‭.‬

حضور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬‭.. ‬أوصل‭ ‬الرسالة‭ ‬البحرينية‭ ‬المؤثرة‭ ‬والفاعلة‭.. ‬ونتوقع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬الحضارية‭ ‬ستجد‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬لحاجة‭ ‬العالم‭ ‬إليها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا