الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين العربية.. والادعاءات الإيرانية
مرة تلو أخرى يحاول «المتشدد الإيراني» أن يصدر أزماته الداخلية إلى الخارج.. أن يفتح جبهات التطاول على دول الخليج العربي.. أن يشتت ذهن الرأي العام الإيراني عن الوضع المتأزم والمتهالك داخليا إلى خلق أعداء جدد بسبب تصريحات إيرانية بعيدة عن الحكمة واحترام القانون الدولي.
بالأمس خرج علينا رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية المدعو «كمال خرازي» ليعيد ذات الأسطوانة المشروخة، وذات الأوراق المفضوحة، حول أحقية إيران بالدول الخليجية، والجزر الإماراتية، وبأن شاه إيران محمد رضا بهلوي ارتكب خيانة لا تغتفر، ووافق على انفصال البحرين عن إيران بناء على استفتاء «صوري».. وهذا كلام مغلوط، رد عليه الشعب البحريني وقيادته الحكيمة، ووثقته الأمم المتحدة، بأن البحرين عربية، وأن الشعب البحريني اختار عروبة بلاده، وحكامه من آل خليفة الكرام، ووقف مع الشرعية ورفض الوصاية والأوهام الإيرانية.
تلك محاولة يائسة، فالبحرين بلد إسلامي عربي منذ الأزل، وقبل أن تكون إيران «جمهورية إسلامية».. وندعو المتشدد الإيراني إلى قراءة التاريخ جيدا حتى يعرف البحرين وعروبتها وشرعيتها، وإن مثل هذه التصريحات التي أدلى بها هو وغيره تؤكد حجم المأساة والضياع التي تعاني منه إيران والأزمة الغارقة فيها، والواقع السيء الذي تحاول الهروب منه والتملص عنه.
الغريب أن المدعو «كمال خرازي» طالب دولة الإمارات العربية الشقيقة والاتحاد الأوروبي بعدم الحديث عن الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران.. تمام كما أقحم مملكة البحرين في حديثه وهرطقاته.. الأمر الذي يشير إلى الرغبة الإيرانية بقطع كل أواصر عودة العلاقات الدبلوماسية وخلق أزمات وتوترات في المنطقة.. ضاربة بعرض الحائط على الكلام عن الوحدة الإسلامية ونصرة القضايا الحيوية، والحديث عن احترام سيادة الدول!
واضح جدا أن الضربات التي تلقتها إيران ووكلاؤها مؤخرا، سببت انتكاسة سياسية كبيرة، وقلصت أوهام وأحلام التوسع والتغلغل، وضربت المشروع الإيراني في مقتل.. فسارع «المتشدد الإيراني» إلى الهجوم على الدول الخليجية والتطاول على سيادتها، ومحاولة تزييف التاريخ والحقائق.. كي يجعل الناس هناك يتجهون نحو الخليج العربي!
واضح جدا كذلك، أن بوصلة «المتشدد الإيراني» قد ضاعت وتاهت في بحر متلاطم الأمواج جراء الوضع الحاصل فيها، والأزمات التي تعيشها، لتتجه نحو البحرين وتسير إلى الدول الخليجية التي تنعم بالأمن وقد نأت بشعوبها وأراضيها عن الحروب والنزاعات.
تصدير الأزمات إلى الخارج، ومحاولة إلهاء الشعب الإيراني وإشغاله عما يعانيه، وخلق عدو وتهديد جديد، هي الفكرة الحاضرة دوما لدى «المتشدد الإيراني»، من أجل تخفيف الضغط الدولي الحاصل على بلاده، ومن أجل توجيه الإيرانيين نحو مسألة «مختلقة» عن المسألة «الحقيقة» المتمثلة في الوضع المتهالك المنهار داخلها.
على «المتشدد الإيراني»، وبدلا من اللجوء إلى تلك السياسة الهرمة، أن يتنبه نحو وضع بلاده السياسي والاقتصادي، وعلاقته مع دول الجوار، وأن يسخر كل إمكانياته للنهوض ببلاده بدلا من إلقاء التهم جزافا، ومحاولة طمس الحقائق وتزييف التاريخ.. فمملكة البحرين الخليفية عربية.. قبل أن تكون إيران «جمهورية إسلامية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك