العدد : ١٧٠١٤ - الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠١٤ - الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البحرين العربية.. والادعاءات الإيرانية

مرة‭ ‬تلو‭ ‬أخرى‭ ‬يحاول‭ ‬‮«‬المتشدد‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬أزماته‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭.. ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬جبهات‭ ‬التطاول‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.. ‬أن‭ ‬يشتت‭ ‬ذهن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الإيراني‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬المتأزم‭ ‬والمتهالك‭ ‬داخليا‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬أعداء‭ ‬جدد‭ ‬بسبب‭ ‬تصريحات‭ ‬إيرانية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الحكمة‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

بالأمس‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬المدعو‭ ‬‮«‬كمال‭ ‬خرازي‮»‬‭ ‬ليعيد‭ ‬ذات‭ ‬الأسطوانة‭ ‬المشروخة،‭ ‬وذات‭ ‬الأوراق‭ ‬المفضوحة،‭ ‬حول‭ ‬أحقية‭ ‬إيران‭ ‬بالدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬والجزر‭ ‬الإماراتية،‭ ‬وبأن‭ ‬شاه‭ ‬إيران‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬بهلوي‭ ‬ارتكب‭ ‬خيانة‭ ‬لا‭ ‬تغتفر،‭ ‬ووافق‭ ‬على‭ ‬انفصال‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬استفتاء‭ ‬‮«‬صوري‮»‬‭.. ‬وهذا‭ ‬كلام‭ ‬مغلوط،‭ ‬رد‭ ‬عليه‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وقيادته‭ ‬الحكيمة،‭ ‬ووثقته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬عربية،‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬اختار‭ ‬عروبة‭ ‬بلاده،‭ ‬وحكامه‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬ووقف‭ ‬مع‭ ‬الشرعية‭ ‬ورفض‭ ‬الوصاية‭ ‬والأوهام‭ ‬الإيرانية‭. ‬

تلك‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة،‭ ‬فالبحرين‭ ‬بلد‭ ‬إسلامي‭ ‬عربي‭ ‬منذ‭ ‬الأزل،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬جمهورية‭ ‬إسلامية‮»‬‭.. ‬وندعو‭ ‬المتشدد‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬جيدا‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬البحرين‭ ‬وعروبتها‭ ‬وشرعيتها،‭ ‬وإن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬وغيره‭ ‬تؤكد‭ ‬حجم‭ ‬المأساة‭ ‬والضياع‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬إيران‭ ‬والأزمة‭ ‬الغارقة‭ ‬فيها،‭ ‬والواقع‭ ‬السيء‭ ‬الذي‭ ‬تحاول‭ ‬الهروب‭ ‬منه‭ ‬والتملص‭ ‬عنه‭.‬

الغريب‭ ‬أن‭ ‬المدعو‭ ‬‮«‬كمال‭ ‬خرازي‮»‬‭ ‬طالب‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بعدم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬إيران‭.. ‬تمام‭ ‬كما‭ ‬أقحم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬وهرطقاته‭.. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الرغبة‭ ‬الإيرانية‭ ‬بقطع‭ ‬كل‭ ‬أواصر‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وخلق‭ ‬أزمات‭ ‬وتوترات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.. ‬ضاربة‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬على‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ونصرة‭ ‬القضايا‭ ‬الحيوية،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭!‬

واضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬تلقتها‭ ‬إيران‭ ‬ووكلاؤها‭ ‬مؤخرا،‭ ‬سببت‭ ‬انتكاسة‭ ‬سياسية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وقلصت‭ ‬أوهام‭ ‬وأحلام‭ ‬التوسع‭ ‬والتغلغل،‭ ‬وضربت‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مقتل‭.. ‬فسارع‭ ‬‮«‬المتشدد‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والتطاول‭ ‬على‭ ‬سيادتها،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تزييف‭ ‬التاريخ‭ ‬والحقائق‭.. ‬كي‭ ‬يجعل‭ ‬الناس‭ ‬هناك‭ ‬يتجهون‭ ‬نحو‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭!‬

واضح‭ ‬جدا‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬بوصلة‭ ‬‮«‬المتشدد‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬قد‭ ‬ضاعت‭ ‬وتاهت‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬متلاطم‭ ‬الأمواج‭ ‬جراء‭ ‬الوضع‭ ‬الحاصل‭ ‬فيها،‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعيشها،‭ ‬لتتجه‭ ‬نحو‭ ‬البحرين‭ ‬وتسير‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬وقد‭ ‬نأت‭ ‬بشعوبها‭ ‬وأراضيها‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭.‬

تصدير‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إلهاء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وإشغاله‭ ‬عما‭ ‬يعانيه،‭ ‬وخلق‭ ‬عدو‭ ‬وتهديد‭ ‬جديد،‭ ‬هي‭ ‬الفكرة‭ ‬الحاضرة‭ ‬دوما‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬المتشدد‭ ‬الإيراني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬الدولي‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬بلاده،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬توجيه‭ ‬الإيرانيين‭ ‬نحو‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬مختلقة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬المسألة‭ ‬‮«‬الحقيقة‮»‬‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬المتهالك‭ ‬المنهار‭ ‬داخلها‭.‬

على‭ ‬‮«‬المتشدد‭ ‬الإيراني‮»‬،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬الهرمة،‭ ‬أن‭ ‬يتنبه‭ ‬نحو‭ ‬وضع‭ ‬بلاده‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وعلاقته‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وأن‭ ‬يسخر‭ ‬كل‭ ‬إمكانياته‭ ‬للنهوض‭ ‬ببلاده‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬التهم‭ ‬جزافا،‭ ‬ومحاولة‭ ‬طمس‭ ‬الحقائق‭ ‬وتزييف‭ ‬التاريخ‭.. ‬فمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الخليفية‭ ‬عربية‭.. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬جمهورية‭ ‬إسلامية‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا