العدد : ١٧٠١٥ - الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠١٥ - الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

نصوص: كوى مثقلة بالبوح المباغت

بقلم: زهراء غريب {

السبت ١٩ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

مسرنم‭ ‬في‭ ‬الضباب

1

يسير‭ ‬المرء‭ ‬مسرنما‭ ‬في‭ ‬الضباب؛‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬عبء‭ ‬ثقيل‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬ومن‭ ‬حوله؛‭ ‬متطفل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أمواج‭ ‬الحياة‭.‬

القلب‭ ‬عبء‭ ‬على‭ ‬الجسد،‭ ‬والجسد‭ ‬عبء‭ ‬على‭ ‬الروح‭.‬

السؤال‭ ‬عبء،‭ ‬الحديث‭ ‬عبء،‭ ‬التعبير‭ ‬عبء،‭ ‬وإثقال‭ ‬قلب‭ ‬الآخرين‭ ‬بهذا‭ ‬العبء‭ ‬ذنب‭ ‬كبير‭.‬

كل‭ ‬شيء‭ ‬يتقزم‭ ‬أمام‭ ‬عتبات‭ ‬الواقع‭ ‬المرير،‭ ‬وكل‭ ‬ألم‭ ‬مباغت‭ ‬يفقده‭ ‬الجليد‭ ‬المرادف‭ ‬والسياط‭. ‬

لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬التأوه‭ ‬والاحتجاج‭ ‬وبث‭ ‬اللواعج‭..‬

لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬التمسك‭ ‬بشيء‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬مستندا‭ ‬إلى‭ ‬الزيف‭ ‬والريح‭.‬

وأمام‭ ‬قلة‭ ‬قليلة‭ ‬صادقة‭ ‬تحاول‭ ‬عرقلة‭ ‬انطفائه،‭ ‬سيرى‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء؛‭ ‬فيدفع

الجميع‭ ‬بعيداً‭ ‬بذرائع‭ ‬منطقية‭ ‬للغاية‭.‬

يؤثر‭ ‬ارتداء‭ ‬قناع‭ ‬البهجة‭ ‬والعافية‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬وزر‭ ‬البوح‭ ‬بهكذا‭ ‬عبء،‭ ‬ولن‭ ‬يكتشف‭ ‬أحد‭ ‬أنه‭ ‬ممثل‭ ‬جيد‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬يرتمي‭ ‬في‭ ‬الصمت‭ ‬والعزلة‭ ‬التي‭ ‬يدرك‭ ‬أنها‭ ‬أمام‭ ‬ثقل‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬خيار‭ ‬ناجع‭ ‬للتعافي‭ ‬فلا‭ ‬شأن‭ ‬ولا‭ ‬ذنب‭ ‬للآخرين‭ ‬فيما‭ ‬يكابد‭ ‬من‭ ‬عناء‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لقد‭ ‬رمم‭ ‬الزمن‭ ‬حطامه‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬ينهض‭ ‬وفاء‭ ‬بوعد‭ ‬بالحلم‭ ‬والحياة‭.‬

2

لا‭ ‬منجى‭ ‬سواك

ها‭ ‬أنت‭ ‬مغمور‭ ‬بالتجارب‭ ‬والألم؛‭ ‬ربما‭ ‬يسألك‭ ‬الزمن‭: ‬هل‭ ‬كان‭ ‬قلبك‭ ‬بحاجة‭ ‬فعلا‭ ‬إلى‭ ‬التعري‭ ‬أمام‭ ‬أحكام‭ ‬الآخرين؟‭ ‬

وماذا‭ ‬جنيت‭ ‬من‭ ‬البوح‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬أوجاعك‭ ‬جلسة‭ ‬سينمائية‭ ‬ممتعة؟‭ ‬مثيرة‭ ‬ربما‭ ‬للسخرية‭ ‬أو‭ ‬الشفقة‭.‬

تؤمن‭ ‬أخيرا‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬منجى‭ ‬إزاء‭ ‬معارك‭ ‬الحياة‭ ‬سواك،‭ ‬وكم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬صنعك‭ ‬طوبة‭ ‬مقدس؛‭ ‬فعليه‭ ‬لزاما‭ ‬التعري‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬قلوب‭ ‬نقية‭ ‬بالحب‭ ‬تسندك‭ ‬بصدق‭ ‬وتشل‭ ‬تداعيك‭ ‬في‭ ‬العتمة‭ ‬الأبدية‭.‬

وها‭ ‬أنت‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭.. ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القبر‭.. ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السماء،‭ ‬بكاهل‭ ‬مثقل‭ ‬بالتحدي‭ ‬متكئا‭ ‬على‭ ‬الصمت؛‭ ‬عتادك‭ ‬العتيد‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا