الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المعرفة والحكمة.. في كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء
جاءت الكلمة التي ألقاها نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في القمة الخليجية الأوروبية، المنعقدة في بروكسل بمملكة بلجيكا، لتؤكد صوت الحكمة والمعرفة، والسلام والتنمية، والشراكة والتعاون.
فالقمة الخليجية الأوروبية كما وصفها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنها تمثل «محطة تاريخية» في العلاقات الثنائية، فهي ليست مجرد اجتماع بين الدول، بل تقارب في التطلعات المشتركة نحو الاستقرار والسلام والازدهار العالمي.. وهنا إشارة واضحة لبيان الهدف والغاية من أي اجتماعات ولقاءات، من خلال التقارب الذي يحقق المصالح المتبادلة، والتنمية الشاملة.
وفي إشارة حصيفة أوضح سموه في مستهل الكلمة، رسالة واضحة المعالم بشأن القواسم المشتركة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، وأهمية تعزيز الشراكة الثنائية بينهما.. وفي هذا الخطاب تأكيد لعمق الروابط المشتركة، كما هي المصالح الاقتصادية والتعاون التجاري.
كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء جددت الموقف البحريني الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، بكل تفاصيلها وأولوياتها، وتجاه الأمن والسلام في المنطقة، وحذرت كذلك من تفاقم الأوضاع والنزاعات في أوروبا.. في إشارة حكيمة ومباشرة بأن التحديات والصعوبات مشتركة مرة أخرى.. وأن تداعيات ما يحصل في الشرق الأوسط يصل حتما إلى أوروبا.. وما يحصل في أوروبا يلقي بظلاله وآثاره على الشرق الأوسط.. حاضرا ومستقبلا.
وفي استثمار دبلوماسي لحدث دولي تمثل في انعقاد القمة الخليجية الأوروبية، أكدت كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن منطلق روح الشراكة الدولية، الدعوة التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى المجتمع الدولي لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وحث جميع الدول على الانضمام إلى هذه المبادرة الحيوية، التي تهدف إلى تعزيز الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
كما أن الحديث عن الحلول والمعالجات لن يتحقق إلا من خلال الآليات الفاعلة لتنفيذه، فقد كانت دعوة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء واضحة ومباشرة، في التحرك السريع والعاجل، لإجراء إصلاحات شاملة في منظومة عمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي.. فتلك المؤسسات فقدت ثقة الشعوب والكثير من الدول.. ولا يزال الأمل معقودا فيها، شرط تصحيح مسارها.. وتعديل بوصلتها.. وتطوير عملها.
وفي نظرة تفاؤل وإيجابية، ممزوجة بإرادة صلبة وعزيمة وإصرار، اختتم سمو ولي العهد كلمته لبث روح الأمل والعمل، بأن الطريق أمامنا لا يخلو من العقبات، ولكن من خلال العمل معاً وتعزيز الشراكات الحالية، فإننا سنبني مستقبلاً يتميز بالسلام والازدهار ونحقق معاً الهدف المشترك.
يقول الفيلسوف الصيني «لاوتزو»: (لتحقيق «المعرفة» عليك أن تضيف أشياء كل يوم.. ولكن لتحقيق «الحكمة» عليك أن تزيل أشياء كل يوم).. وكلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حققت «المعرفة» بإضافة أمور حيوية من أجل البشرية.. كما حققت «الحكمة» بدعوتها لإزالة الحروب المستمرة، وتطوير المنظومة العالمية من أجل المستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك