العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

رسالة من جزيرة الأحلام

بقلم: خليفة اللحدان .

السبت ١٢ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

التقينا‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬ربيع‭ ‬مشمس،‭ ‬لم‭ ‬تغادره‭ ‬الطفولة،‭ ‬كأني‭ ‬أعرفه‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬وهو‭ ‬يعرفني،‭ ‬بسيط‭ ‬كنسمة‭ ‬هواء،‭ ‬عميق‭ ‬كعمق‭ ‬المحيط،‭ ‬كأنه‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬قلبه،‭ ‬ترى‭ ‬على‭ ‬قسمات‭ ‬وجهه‭ ‬تعب‭ ‬السنين‭ ‬وقسوة‭ ‬الأيام،‭ ‬ولكن‭ ‬روحه‭ ‬المرحة‭ ‬تخفي‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأحزان،‭ ‬لعل‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبة‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬انسانا‭ ‬صلبا‭ ‬بصبره‭ ‬وجلده،‭ ‬نادرة‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬أره‭ ‬فيها‭ ‬حزينا‭ ‬منكسرا،‭ ‬لعل‭ ‬الفن‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬نجما‭ ‬مضيئا،‭ ‬يميزه‭ ‬حدس‭ ‬الفنان‭ ‬الأصيل،‭ ‬وهذه‭ ‬الروح‭ ‬المفعمة‭ ‬بالطيبة‭ ‬والحب‭ ‬والبساطة‭ ‬التي‭ ‬تأسرك‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬لقاء،‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬لجزيرة‭ ‬الأحلام‭ ‬وشاهدت‭ ‬تلك‭ ‬الصخور‭ ‬الكبيرة‭ ‬المتساقطة‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬شعرت‭ ‬أنها‭ ‬جاثمة‭ ‬على‭ ‬صدري‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شعرت‭ ‬به‭ ‬أنا‭ ‬أيضا‭ ‬عندما‭ ‬حللت‭ ‬ضيفا‭ ‬فيها‭. ‬ومرت‭ ‬الأيام‭ ‬بحلوها‭ ‬ومرها،‭ ‬وعندما‭ ‬أبصرنا‭ ‬النور‭ ‬معا‭ ‬وكنت‭ ‬أعد‭ ‬لديواني‭ ‬الثاني‭ (‬سرور‭) ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يعطيني‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬قصائد‭ ‬الديوان،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬كتب‭ ‬لي‭ ‬رسالة‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭ ‬بخطه‭ ‬الجميل‭ ‬الأنيق،‭ ‬ومازلت‭ ‬احتفظ‭ ‬بها‭ ‬وأقرأ‭ ‬كلماتها‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وحين‭ ‬‮«‬أخي‭ ‬الشاعر‭ ‬خليفة‭... ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءتي‭ ‬لقصائدك‭ ‬هذه‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬بأن‭ ‬تأثير‭ ‬جزيرة‭ ‬الأحلام‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مخيما‭ ‬عليك،‭ ‬وأنك‭ ‬لم‭ ‬تحاول‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أثره‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬إنك‭ ‬تستمرئ‭ ‬تلك‭ ‬الذكريات‭ ‬الحزينة‭ ‬الطريفة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬كما‭ ‬ألاحظ‭ ‬أن‭ ‬معايشتك‭ ‬للحاضر‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الريبة‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الحال،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬بالذات‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬الشرنقة‭ ‬ونصبح‭ ‬فراشات‭ ‬تشع‭ ‬بالنور‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬

*‭ ‬إلى‭ ‬الطائر‭ ‬البعيد‭ ‬في‭ ‬الملكوت

تذكر‭ ‬أحلام‭ ‬الجزيره

والمسا‭ ‬ناشر‭ ‬عبيره

كنا‭ ‬ننقش‭ ‬عمرنا‭ ‬فوق‭ ‬الصخور

ف‭ ‬الدروب‭ ‬المتعبة‭ ‬

في‭ ‬كل‭ ‬سيره‭ ‬

في‭ ‬الليالي‭ ‬السود

والفرحه‭ ‬الأسيره

في‭ ‬البحر‭ ‬والموج‭ ‬

والغبّة‭ ‬الغزيره

شا‭ ‬تذكّر‭ ‬واتذكر

وكل‭ ‬شي‭ ‬في‭ ‬قلبك‭ ‬أخضر

حتى‭ ‬من‭ ‬طيبك‭ ‬تخلّي‭ ‬

من‭ ‬ريوقك‭ ‬حق‭ ‬سميره*

أنت‭ ‬لو‭ ‬ترحل‭ ‬وتتركني‭ ‬وحيد

وينطفي‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬عيد

انت‭ ‬ضوّت‭ ‬الليالي‭ ‬السود

في‭ ‬دربي‭ ‬البعيد

انت‭ ‬خلّيت‭ ‬الحزن‭ ‬

في‭ ‬وحشة‭ ‬أيّامي‭ ‬سعيد‭ ‬

انت‭ ‬يا‭ ‬أجمل‭ ‬مجيد

انت‭ ‬يا‭ ‬أغلي‭ ‬مجيد‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا