العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

بفيلم «ماي ورد»...
محمود الشيخ يحاول إنعاش المشهد السينمائي البحريني

السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

ماي‭ ‬ورد‭ ‬فيلم‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬شركة‭ ‬فريم‭ ‬بوكس‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬2024‭ ‬وإخراج‭ ‬محمود‭ ‬الشيخ،‭ ‬وشاركه‭ ‬التأليف‭ ‬محمد‭ ‬عتيق،‭ ‬الفيلم‭ ‬بطولة‭ ‬الفنانين‭ ‬مريم‭ ‬زيمان،‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي،‭ ‬حسين‭ ‬عبدالعلي،‭ ‬يحيى‭ ‬عبدالرسول،‭ ‬ريم‭ ‬ونّوس،‭ ‬دانة‭ ‬آل‭ ‬سالم‭ ‬وآخرون‭.‬

يتطرق‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬موضوعات‭ ‬التقاليد‭ ‬والأسرة‭ ‬وتعقيدات‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬داخل‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ،‭ ‬ويحكي‭ ‬قصة‭ ‬امرأة‭ (‬مريم‭ ‬زيمان‭) ‬تواجه‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬رغباتها‭ ‬الشخصية‭ ‬وتوقعات‭ ‬من‭ ‬حولها‭.‬

يقدم‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬الجيد‭ ‬واختيارات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الجديرة‭ ‬بالملاحظة،‭ ‬لكنه‭ ‬يعاني‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬إمكانياته‭ ‬الكاملة‭.‬

أحد‭ ‬الجوانب‭ ‬الأكثر‭ ‬جدارة‭ ‬بالثناء‭ ‬هو‭ ‬فريق‭ ‬التمثيل،‭ ‬حيث‭ ‬يجمع‭ ‬الفيلم‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬الجيدين‭ ‬للغاية،‭ ‬مع‭ ‬أداء‭ ‬متميز‭ ‬من‭ ‬مريم‭ ‬زيمان‭ ‬وجمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬وحسين‭ ‬عبدالعلي‭ ‬وعقيل‭ ‬الماجد‭.‬

فقد‭ ‬أدّت‭ ‬الفنانة‭ ‬مريم‭ ‬زيمان‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وعملت‭ ‬كنقطة‭ ‬محورية‭ ‬تدور‭ ‬حولها‭ ‬القصة‭ ‬بأكملها،‭ ‬فكانت‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬جميع‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأخرى‭ ‬ببعضها،‭ ‬وينسج‭ ‬ترابطها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والعاطفي،‭ ‬فكل‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬القصة‭ ‬تقريبًا‭ ‬مرتبط‭ ‬بها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬وجودها‭ ‬ليس‭ ‬محوريًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ضروريًا‭ ‬لتقدم‭ ‬السرد،‭ ‬وقد‭ ‬أدت‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬وجيد‭.‬

كما‭ ‬أنّ‭ ‬وجود‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬قدم‭ ‬أداءً‭ ‬دقيقًا‭ ‬وأصيلاً‭ ‬يرتقي‭ ‬بالمشاهد‭ ‬التي‭ ‬ظهر‭ ‬فيها،‭ ‬فقد‭ ‬تميز‭ ‬أداءه‭ ‬بسحره‭ ‬الخالي‭ ‬من‭ ‬الجهد،‭ ‬حيث‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المطلوب‭ ‬بين‭ ‬الخفة‭ ‬والتماسك‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬وقد‭ ‬تميز‭ ‬دوره‭ ‬بأداء‭ ‬سلس‭ ‬وطبيعي‭ ‬أضاف‭ ‬نكهة‭ ‬كوميدية‭ ‬منعشة‭ ‬وغير‭ ‬مبتذلة،‭ ‬مما‭ ‬رفع‭ ‬من‭ ‬العمق‭ ‬العاطفي‭ ‬للقصة‭ ‬دون‭ ‬تقويض‭ ‬جديتها،‭ ‬ولقد‭ ‬جعلت‭ ‬قدرة‭ ‬الرويعي‭ ‬على‭ ‬إضفاء‭ ‬روح‭ ‬الدعابة‭ ‬على‭ ‬السرد‭ ‬بعفوية‭ ‬ورشاقة‭ ‬حضوره‭ ‬يبدو‭ ‬طبيعيًا،‭ ‬ولا‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬مكانه‭ ‬أبدًا،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬توقيته‭ ‬الكوميدي‭ ‬دقيقًا،‭ ‬فقدم‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬البهجة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنتقص‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬شخصيته؛‭ ‬بل‭ ‬أضافت‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬طبقة‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬بعفوية‭ ‬رسخت‭ ‬القصة‭ ‬وجعلتها‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بثقل‭ ‬موضوعها‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهذا‭ ‬شهادة‭ ‬على‭ ‬مهارته‭ ‬كممثل‭.‬

ورغم‭ ‬كون‭ ‬وقت‭ ‬ظهور‭ ‬حسين‭ ‬وعقيل‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬محدودًا‭ ‬وأدوارهما‭ ‬مقيدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬بارز،‭ ‬فقد‭ ‬أضافت‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬ظهر‭ ‬فيها‭ ‬حسين‭ ‬عبد‭ ‬العلي‭ ‬عمقًا‭ ‬عاطفيًّا‭ ‬للعمل،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الحالة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تُظهر‭ ‬صراعًا‭ ‬داخليًا‭ ‬حقيقيًا،‭ ‬والمصدر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬الفلم‭ ‬لتصدير‭ ‬الألم‭ ‬غير‭ ‬المعلن‭.‬

بينما‭ ‬أظهر‭ ‬عقيل‭ ‬الماجد‭ ‬في‭ ‬مشهده‭ ‬الوحيد‭ ‬دقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬التفسير‭ ‬والتبرير‭ ‬لشخصية‭ ‬جمعان‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬درامي‭ ‬بسيط‭ ‬وطبيعي‭ ‬جدًا،‭ ‬ففسر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬سلوكيات‭ ‬جمعان‭ ‬المتضاربة،‭ ‬وتناقض‭ ‬داخله‭ ‬بمظهره‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬خلق‭ ‬شكوك‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬لدى‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬ظهور‭ ‬عقيل‭ ‬وقيامه‭ ‬بتبديدها‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬حوى‭ ‬تقريبًا‭ ‬أفضل‭ ‬حوار‭ ‬في‭ ‬العمل‭.‬

ويُحسَب‭ ‬أيضًا‭ ‬للعمل‭ ‬النهج‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬انتهجه،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬خالية‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬واختار‭ ‬بدلاً‭ ‬منها‭ ‬تعبيرات‭ ‬دقيقة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتصديق،‭ ‬وساهم‭ ‬استخدام‭ ‬الأصوات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأصالة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬واضحًا‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬المؤثرات‭ ‬الصوتية‭ ‬والموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬غير‭ ‬اللازمة‭ ‬أو‭ ‬الاستعراضية،‭ ‬مما‭ ‬أسس‭ ‬للشخصيات‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬يمكن‭ ‬التعاطف‭ ‬معه‭ ‬وتجنب‭ ‬المبالغة‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬غالبًا‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬القصة‭.‬

ولكن‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬فإنّ‭ ‬وتيرة‭ ‬الفيلم‭ ‬وبنيته‭ ‬كانتا‭ ‬غير‭ ‬متناسقتين،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬تبدو‭ ‬متسرعة،‭ ‬مع‭ ‬مقاطع‭ ‬قصيرة‭ ‬للغاية‭ ‬تخفق‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الزخم،‭ ‬أو‭ ‬السماح‭ ‬للجمهور‭ ‬بالانخراط‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬المشهد‭ ‬أو‭ ‬القصة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وهذا‭ ‬النهج‭ ‬غير‭ ‬المترابط‭ ‬يقطع‭ ‬التدفق‭ ‬ويترك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬مكتملة،

وقد‭ ‬ظهرت‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواضع‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مثل‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬فيه‭ ‬البطلة‭ ‬مع‭ ‬حفيدتها‭ ‬وكان‭ ‬الحوار‭ ‬كالتالي‭:‬

*ويش‭ ‬فيك‭ ‬مريوم‭ ‬حبيبتي

*أبوي‭ ‬ما‭ ‬جابلي‭ ‬لعبة‭ ‬من‭ ‬السفر

أو‭ ‬مشهد‭ ‬الضيفة‭ ‬زوجة‭ ‬الشيخ‭ ‬مع‭ ‬البطلة‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬الجلوس‭:‬

*شو‭ ‬أخبار‭ ‬حفيدتك

*الحمد‭ ‬لله‭ ‬الحمد‭ ‬لله

وينتهي‭ ‬المشهد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬ما‭ ‬قبله‭ ‬أو‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬أحداث،‭ ‬وقد‭ ‬تكررت‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬دون‭ ‬غرض‭ ‬مفهوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المخرج،‭ ‬بينما‭ ‬أخذت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬إطالات‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬إنفاق‭ ‬وقتها‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬القصة،‭ ‬مثل‭ ‬مشهد‭ ‬العزاء‭ ‬وتنظيف‭ ‬المنزل،‭ ‬والبكاء‭ ‬على‭ ‬الجد‭ ‬المتوفى‭.‬

والحوارات‭ ‬أيضًا‭ ‬كانت‭ ‬ضعيفة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وتفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الثقل‭ ‬العاطفي‭ ‬أو‭ ‬السردي‭ ‬اللازم‭ ‬لدعم‭ ‬السياق‭ ‬الدرامي‭.‬

ولم‭ ‬يؤدِ‭ ‬إدراج‭ ‬ممثلين‭ ‬إضافيين‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬بدا‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬غير‭ ‬ضروري،‭ ‬ودفع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬الفوضى‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬القصة‭.‬

وأعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬اختيارًا‭ ‬آخر‭ ‬مشكوك‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المشاهد،‭ ‬ورغم‭ ‬أنّ‭ ‬القصد‭ ‬منها‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬إضافة‭ ‬طبقات‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬سياقية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بدا‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬وغير‭ ‬ضروري‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬حالاته،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬إيقاع‭ ‬الفيلم‭.‬

ويؤخذ‭ ‬على‭ ‬محمود‭ ‬الشيخ‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬شخصية‭ ‬حسين‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬دوره‭ ‬الغني‭ ‬بالإمكانات‭ ‬العاطفية‭ ‬مقيدًا‭ ‬للأسف‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استكشافه‭ ‬بالكامل،‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬حسين‭ ‬كرجل‭ ‬أُطلق‭ ‬سراحه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬الانطواء،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعمق‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬قصته‭ ‬الخلفية‭ ‬ورحلته‭ ‬العاطفية‭ ‬وإعادة‭ ‬اندماجه‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬المخرج‭ ‬بتقييد‭ ‬ظهوره‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬شخصيته‭ ‬ترك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬إمكاناته‭ ‬غير‭ ‬مستغلة‭.‬

كنت‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬شخصية‭ ‬حسين‭ ‬دورًا‭ ‬أكثر‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬السرد،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬صراعاته‭ ‬مع‭ ‬الصدمات‭ ‬والعزلة‭ ‬حالة‭ ‬موازية‭ ‬مؤثرة‭ ‬لموضوعات‭ ‬الفيلم‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬التوقعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬توسيع‭ ‬قصته،‭ ‬ولكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬طبقات‭ ‬إلى‭ ‬الحبكة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التأثيرات‭ ‬المتتالية‭ ‬للحبس‭ ‬العاطفي‭ ‬والنفسي‭ ‬داخل‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الشخصية‭ ‬والعائلية،‭ ‬وبذلك‭ ‬فقد‭ ‬أضاع‭ ‬المخرج‭ ‬فرصة‭ ‬إثراء‭ ‬المشهد‭ ‬العاطفي‭ ‬للفيلم‭. ‬

إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يتمتع‭ ‬بنقاط‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬التمثيل‭ ‬والنهج‭ ‬الطبيعي‭ ‬للأداء،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الإيجابيات‭ ‬قابلتها‭ ‬عيوبه‭ ‬السردية‭ ‬والبنيوية،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬التحرير‭ ‬أكثر‭ ‬إحكامًا،‭ ‬والحوارات‭ ‬أقوى،‭ ‬وسرد‭ ‬القصص‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكًا،‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يتألق‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حقًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإشكاليات‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬يحمل‭ ‬أهمية‭ ‬لصناعة‭ ‬السينما‭ ‬البحرينية،‭ ‬حيث‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬البحرينية‭ ‬الطويلة‭ ‬نادرة،‭ ‬ووجوده‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬شهادة‭ ‬على‭ ‬مثابرة‭ ‬وشغف‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬المحليين،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬ضرورية‭ ‬للغاية‭ ‬للسينما‭ ‬البحرينية‭ ‬لاستعادة‭ ‬الرؤية‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا‭.‬

ويظهر‭ ‬كذلك‭ ‬كمحفز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬لصناع‭ ‬الأفلام‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬فهو‭ ‬يُظهر‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬المحدودة‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬السينما‭ ‬البحرينية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للتعبير‭ ‬الإبداعي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬المواهب‭ ‬المحلية،‭ ‬ودفعهم‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬بأفكارهم‭ ‬ومشاريعهم،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬القيود‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها،‭ ‬مقدمًا‭ ‬الأمل‭ ‬لهذا‭ ‬الجيل‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬لمواصلة‭ ‬ترك‭ ‬بصمتهم‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬البحرينية‭.‬

ماي‭ ‬ورد‭ ‬فيلم‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬به‭ ‬كجهد‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصناعة‭ ‬الأفلام‭ ‬المحلية‭ ‬واستدامتها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا