«بُــعــد رابـــع» مجموعة قصصية للدكتور علي خميس الفردان
تقديم: أحـــمَـــد الــمُـــؤذّن
أصدر الكاتب الدكتور علي خميس الفردان مجموعـته القصصية الثانية التي طرحها تحت عـنوان «بُــعـد رابـع» عـبر الناشر العراقي مـؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2024 بتصميم غـلاف جميل ومعبـر بلمسات المبدع أيمن جعفـر. المجموعـة القصصية تتألف من 121 صفحـة من القطع المتوسـط، حيث يكشف فيها الفردان عـن اختمار قدرتـه السردية التي تفكك تشابكات وصراعـات الحياة وفهم تعقيداتها في مجمل القصص الواردة.
فمن قصة «مقهى الغرام» يستهل الكاتب بداية سرده الممتع ليضعنا في قلب الامتحان ما بين زوج غـارق في صمته وقد ترك زوجه غير مكترث بها، حلت بينهما المشاكل والشقاق وصار كل طرفٍ يخون الآخر عبر عالم المنصات الاجتماعية، ثمة صراع نفسي شيق يجيده الكاتب حتى السطر الأخير من القصة التي يفاجئنا بها وكيف رفع منسوب دهشتنا بها.
قصة أخرى تؤكد التحام الكاتب بجغرافية بيئته ضمن القرية البحرينية كما جاء في قصة بعنوان «عـبود الشقي» المثير للمتاعـب وما يخلفه من مشاكسات في أنحاء القرية بدت هذه القصة ترسم مسارها كأحداث من مخزون الذاكـرة التي تنوء بصاحبها وجاءت نهاية الأحداث مأساويـة وتُسدل الستار على شخصية من هامش المجتمع.
ثيمـة الألم تنتقل في نصوص المجموعـة القصصية وتشكل ببعدها الموضوعـي عند الفردان كوحـدة تستوعـب مجمل تلك الروح السردية الموجهة في بؤرة الحدث بحد ذاته، وهو ما يدل على وعـي الكاتب. قدرته السردية الجميلة في قصص المجموعـة قادرة على جذب المتلقـي وإحداث التأثير النفسي، كما أن عـنصر المفارقـة حاضر بقوة في أسلوبه وهذا ما يجعلنا نتفاءل بأن «الفردان» سينجـز مشروعـًا روائيًـا في المستقبل القريب فهو يمتلك زمام اللعبـة ويعرف كيف ينطلق في التوقيت الملائم ليعلن ولادة عـمله الروائي الأول، فمجموعـته كما هو واضح من عـنوانها وضعت نصب عـينيها تلك الأبعاد المتضاربة في واقع الإنسان المشحون بالصراعات حيث يبحث لنفسـه عن وطـن من الأمان وسـط غـربة الواقع وتخبطاتـه التي تصيبنا بالجنون!
هناك قصص أخرى ضمتها المجموعـة سيكتشف القارئ ذلك البعد الذي وظفه الفردان.
الجدير ذكرة ان الفردان صدرت له في الأعـوام الماضية، «قبـلة العشاق»/ ديوان شعر، عـن دار فراديس للطباعـة والنشر، البحرين 2007 ومجموعـة قصصية بعنوان.. قطـار الوهم، مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع، العراق 2022 والفردان ناشط ثقافي متعـدد الاهتمامات ينشر في الصحافة المحلية والعربية والعديد من المواقع الإلكترونية، قدم الكثير من القراءات الأدبية والمقالات عبر الصحافة المحلية.
«لعبة الكتابة: الميتاقص والرواية العربية» للباحثة آمنة حجاج
صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب «لعبة الكتابة: الميتاقص والرواية العربية» للباحثة آمنة حجاج. ويقع الكتاب في 168صفحة من القطع المتوسط.
تقول حجاج في تقديمها لكتابها:
«ينطلق هذا الكتاب من أفكار مدارها التفكير بالعملية السرديّة ومسالكها، في الرواية خاصة، ويروم الإفادة من ظاهرة الميتاقص والنظر في الآليات التي وظفها الكاتب العربي لينتقل بخطابه السرديّ نحو الرؤى التجريبية التي تتخذ من الميتاقص سبيلا لها؛ ذلك أن الميتاقص بات يشكّل جزءًا رئيسيا من واقع الرواية العربية المعاصرة، يثير الأسئلة، ويستفزّ الدراسات، ويفتح آفاق البحث والقراءة عن مشروعية وجوده، وجدواه، وجمالياته، وخصوصيته، مشكّلاً إبان ذلك هويّته الخاصة به· وأتناول في هذا البحث بعض النماذج الحديثة في هذا السياق، وأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة أو عن بعضها: هل كان الميتاقص في الرواية العربية ترفًا وتأنقًا أسلوبيًّا يجاري الأطروحات السرديّة الغربية وحسب، أم هو فعلًا ظاهرة فكرية تحفر في عمق الهوية السرديّة وتتناولها بالنقد والتقويم والشرح والتعليق؟..إلخ.
سبق أن صدر للباحثة آمنة حجاج عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2023 كتاب «المفارقة في روايات الداخل الفلسطيني: مراوغة البناء وغواية التأويل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك