الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الإعلام الخليجي.. و«الذباب الإلكتروني»
يقول المثل الإفريقي: «عندما يصبح للحماقة جماهير.. تبدأ في الاعتقاد بأنها حكمة».. ومع تطور وسائل الاتصال ومنابر الإعلام الحديث، برزت في مجتمعاتنا الخليجية ظاهرة «الذباب الإلكتروني» التي تسعى إلى الإساءة للعلاقات الخليجية، ونشر ممارسات غير أخلاقية، والتشجيع على انسلاخ الناشئة والشباب عن قيم المجتمع، والهوية الوطنية والانتماء الخليجي العربي.
وقد شهدنا في مطلع الشهر الجاري إطلاق حملة إماراتية لمكافحة «الذباب الإلكتروني»، دشنها معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام الإماراتي، لمواجهة الحسابات المزيفة والمبرمجة، لنشر معلومات مغلوطة تهدف إلى هدم قيم وأخلاقيات المجتمعات.
«أرجو منكم حظر كل من يسيء لأي عربي أينما كان.. إيماننا بأصالتنا وعروبتنا هو ما يمنحنا هذا الدافع.. كلهم نفس الأشخاص، يعيدون إنشاء حسابات للنميمة والتفرقة.. مهنة مسلية تملأ الفراغ أحياناً، صيد الذباب».. هكذا أعلن المسؤول الإعلامي حملته، التي لاقت التجاوب والتفاعل من شريحة خليجية وعربية كبيرة واسعة.
ودعما للحملة، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة بالإمارات: «جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية، والساعية لتحقيق أهداف مختلفة، عبر نشر الفتنة، وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي».
كما أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية دعمه ومساندته للحملة، وأشار إلى خطورة الانتشار الواسع للحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تروج للإساءات وتثير الفتن بين الشعوب الخليجية.
في مملكة البحرين، أكد سعادة الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام أن العلاقات التاريخية الراسخة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعد نموذجًا متميزًا يحتذى به.. وشدد على ضرورة أن يواصل الإعلام الخليجي بمختلف وسائله ومنصاته دوره البناء في تعزيز هذه العلاقات وتسليط الضوء على ما يجمعنا كدول خليجية، ونبذ كل ما من شأنه المساس بنسيجنا الاجتماعي الخليجي».
وأتمنى من الإعلام البحريني عموما، وأصحاب المنصات والمواقع الالكترونية خصوصا، المشاركة الفاعلة في الحملة الخليجية لمكافحة «الذباب الالكتروني»، والارتقاء بمستوى الطرح والتناول، بدلا من التراشق الحاصل في بعض المواقع، والانزلاق نحو هاوية الهدم والانتصار للذات، وإغفال حجم الهجوم والتحركات ضد دولنا الخليجية.
ربما كان الاهتمام الإعلام الخليجي الرسمي حاليا موجها نحو مكافحة «التنمر الإلكتروني»، ومكافحة «الابتزاز الإلكتروني» وتوعية فئة الأطفال والناشئة من مخاطر تلك الممارسات، وهذا أمر محمود ومطلوب، وينبغي أن يصاحبه كذلك الاهتمام بمكافحة «الذباب الإلكتروني» ضد المصالح الخليجية واللحمة الوطنية، وتلك مسؤولية رسمية ومجتمعية.
خليجنا خط أحمر.. وما تسعى له منصات «الذباب الإلكتروني»، سواء في الداخل أو تلك التي تصدر من الخارج.. وسواء المعلنة منها أو المخفية هويتها بشكل رمزي.. فإن التصدي لها واجب وطني وخليجي بالغ الأهمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك