الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أبلغ المعاني في نيل المعالي
الأربعاء الماضي كان حدثا مميزا ومؤثرا في مملكة البحرين، ولعل صدور الأمر الملكي السامي بالعفو الشامل عن (457 محكوما) قد نال الاهتمام الأوسع، والتركيز الأكبر، والمتابعة الأكثر، تأكيدا للرؤية الإنسانية والنهج الحكيم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والتداعيات الإيجابية والآثار الحميدة للأمر السامي على البيت والأسرة البحرينية.
أكثر من 2500 محكوم استفادوا من العفو الملكي السامي «الشامل والخاص» خلال ستة أشهر ماضية، ما يؤكد مرة أخرى حرص جلالة الملك المعظم -حفظه الله ورعاه- على تعزيز التماسك المجتمعي، وإتاحة الفرصة للمحكومين للاندماج الإيجابي، في ظل الاهتمام البارز من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بتنفيذ التوجيهات السامية، وتنظيم العديد من المشاريع والمبادرات البرامج النوعية ذات الرؤية الشاملة والمتكاملة.
وأتمنى مخلصا أن تتضمن التقارير الحقوقية، وكذلك تقارير السفارات الأجنبية في بلادنا، ما تشهده مملكة البحرين من رعاية واهتمام بمنظومة حقوق الإنسان، في ظل دولة القانون والمؤسسات، والتسامح والعدالة، وجهود وزارة الداخلية في تحقيق الإنجازات المتميزة لمملكة البحرين.. وتلك مسألة يجب أن تكون ضمن أولويات أجندة العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية «تحديدا» وسفاراتنا بالخارج، فمثل هذه المواضيع الوطنية والتنموية هو الذي يجب التركيز عليه وتأكيده، والسعي للترويج لها واستثماره أكثر من أي أمر آخر لدى السادة السفراء.
الأربعاء الماضي كذلك شهد تفضل جلالة الملك المعظم باستقبال عدد من أصحاب الإنجازات، وجاء في الكلمة السامية عدد من المحاور، أرى من الواجب الوقوف عندها، والإشارة إليها، لأنها تحمل في مضامينها رسالة بحرينية ونهجا أصيلا، وتقديرا مستحقا.
فقد أكد صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- أن إنجازات أبناء مملكة البحرين أدخلت الفخر والسرور، وجددت الأمل الواثق بالله أولاً، وبالمستقبل الواعد لهذه البلاد المعطاءة والحاضنة لكل مسعى مخلص، كما تفضل جلالته -أيده الله- بتوجيه الشكر الخاص لحفظة القرآن الكريم، الفائزين في المسابقات المحلية والدولية، سائلا الله أن يبارك فيهم وينفعهم فيما حفظوا، والذين نعتز بتواجدهم بيننا، لينالوا التكريم على ما أنجزوا.
كما أشاد جلالته -حفظه الله ورعاه- بكل مجتهد من أبناء الوطن يحرص على استمرار الأعراف والتقاليد الأصيلة في الخدمة الوطنية، كما ورثناها عن الأجداد والآباء، الذين كتبوا، بدورهم، أروع قصص المجد، وتعلمنا منهم «أبلغ المعاني في نيل المعالي».. مضيفا جلالته: إننا لنفخر بكم، وبكل إنجاز وطني يجعل من شرف خدمة الوطن الغالي هدفه الأسمى، وننظر لجميع هذه النجاحات، كالزاد الذي يقوي روح الانتماء ويثري العطاء، ونحن نتجه للغد المشرق بكل تطلعاته الجميلة.. مع تهنئة جلالته -حفظه الله ورعاه- بالعام الدراسي الجديد، وأن يكون حافلاً بالتفوق والنجاح والتميز.
ولعل تلك الإشارة السامية الرفيعة، التي أكدت على الثوابت الوطنية، وبثت روح الحماسة والإيجابية لخدمة الوطن في كل موقع، هي الركيزة الدائمة والمستمرة التي يحرص جلالة الملك المعظم على تعزيزها وترسيخها، ورعايتها والاهتمام بها، والإعلاء من شأنها، باعتبارها أساس أي تنمية وإنجاز وتقدم وتطور وهدف منشود، للحاضر والمستقبل.. تحقيقا للعبارة الذهبية التي أشار إليها جلالته، حفظه الله ورعاه، عبر توارث وتعليم الأجيال القادمة «أبلغ المعاني في نيل المعالي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك