العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ملك الإنسانية.. والتسامح والعدالة

جاء‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بالعفو‭ ‬الشامل‭ ‬عن‭ (‬457‭) ‬محكومًا،‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬ليسجل‭ ‬مبادرة‭ ‬نوعية‭ ‬ضمن‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬عليها‭ ‬ملك‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتسامح‭ ‬والعدالة،‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭.‬

جاء‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬من‭ ‬والد‭ ‬الجميع‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬دائما‭ ‬أنه‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أو‭ ‬طرف،‭ ‬وأن‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬وصلابة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ونسيجه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬والأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬هي‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬والمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬والتوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الدائم‭ ‬والمستمر‭ ‬لكافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬

جاء‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬ليؤكد‭ ‬واجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬واعتبارات‭ ‬صون‭ ‬الاستقلال‭ ‬القضائي،‭ ‬والتوفيق‭ ‬بين‭ ‬العقوبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬والظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬وحقوقية،‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة،‭ ‬وبرعاية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭.‬

جاء‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتاحة‭ ‬فرصة‭ ‬الاندماج‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬ومعايير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبما‭ ‬يتفق‭ ‬ومنهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وثقلها‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬والمنظومة‭ ‬الحقوقية‭ ‬البحرينية‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬نسجت‭ ‬قصص‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬بصورة‭ ‬مستدامة‭ ‬متميزة‭.‬

الفرحة‭ ‬والسعادة‭ ‬والأهازيج‭ ‬والزغاريد،‭ ‬وقد‭ ‬اختلطت‭ ‬بدموع‭ ‬الشوق‭ ‬واللقاء‭ ‬والعفو،‭ ‬وقد‭ ‬عمت‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البلاد،‭ ‬وتناقلتها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وجسدت‭ ‬أسمى‭ ‬صورة‭ ‬الإنسانية‭ ‬واللحمة‭ ‬الأسرية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كي‭ ‬توثق‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس،‭ ‬ولكنها‭ ‬كذلك‭ ‬تعكس‭ ‬أثر‭ ‬الرؤية‭ ‬السامية‭ ‬والنهج‭ ‬الحكيم‭ ‬وأثر‭ ‬العفو‭ ‬الملكي،‭ ‬وأهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬ودرس‭ ‬وعبرة‭ ‬لمن‭ ‬تم‭ ‬العفو‭ ‬عنه،‭ ‬ويندمج‭ ‬إيجابيا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويبتعد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬‮«‬أشخاص‭ ‬أو‭ ‬أفكار‮»‬‭ ‬تسببت‭ ‬فيما‭ ‬حصل‭ ‬له‭. ‬

وفي‭ ‬غمار‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الإنساني‭ ‬الوطني‭ ‬المجتمعي،‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬العفو‭ ‬الملكي،‭ ‬نعرب‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬للجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬والمتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬والاهتمام‭ ‬الكبير،‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬السامية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون،‭ ‬وترسيخ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬وتدشين‭ ‬البرامج‭ ‬التأهيلية‭ ‬اللازمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬التي‭ ‬تعين‭ ‬وتساعد‭ ‬المحكومين‭ ‬لفتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬والاهتمام‭ ‬بأسرهم‭ ‬وأبنائهم‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الأفراح‭ ‬التي‭ ‬غمرنا‭ ‬بها‭ ‬العفو‭ ‬الملكي،‭ ‬نقف‭ ‬بكل‭ ‬الإجلال‭ ‬والاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والامتنان‭ ‬لجهود‭ ‬واهتمام‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة،‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وفي‭ ‬إعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬للمحكومين،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬مهنية‭ ‬حقوقية،‭ ‬عصرية‭ ‬متطورة،‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬نموذجا‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ونالت‭ ‬الإشادة‭ ‬والثناء‭ ‬المستحق،‭ ‬بجانب‭ ‬جهود‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬واللجان‭ ‬الوطنية‭.‬

شكرا‭ ‬لملك‭ ‬الإنسانية‭.. ‬شكرا‭ ‬لملك‭ ‬التسامح‭ ‬والعدالة‭.. ‬حفظكم‭ ‬الله‭ ‬ورعاكم‭ ‬سيدي‭ ‬وأبقاكم‭ ‬ذخرا‭ ‬للوطن‭ ‬وأبنائه‭.. ‬وسدد‭ ‬خطاكم‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬والنماء‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا