العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

انضممت إلى مبادرة ناصر للتدريب على مناصرة قضية ابنتي مريم وآمنة

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭: ‬‮«‬ما‭ ‬يصيب‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬نصب‭ (‬تعب‭) ‬ولا‭ ‬وصب‭ (‬وجع‭ ‬أو‭ ‬ألم‭) ‬ولا‭ ‬هم،‭ ‬ولا‭ ‬حزن،‭ ‬ولا‭ ‬أذى،‭ ‬ولا‭ ‬غم،‭ ‬حتى‭ ‬الشوكة‭ ‬يشاكها،‭ ‬إلا‭ ‬كفر‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خطاياه‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬ثمرة‭ ‬الوجع‭ ‬والصبر‭ ‬الطويل‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬النصر‭ ‬والفرج‭ ‬والثواب،‭ ‬فعندما‭ ‬يبتلي‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬إنسانا‭ ‬بالمرض‭ ‬عليه‭ ‬ألا‭ ‬يجزع‭ ‬ولا‭ ‬يسخط‭ ‬بل‭ ‬يرضخ‭ ‬لمشيئته‭ ‬ويرضى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬فلعل‭ ‬الألم‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬خيرا‭ ‬ومنحة،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬قناعة‭ ‬هذه‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬اختبرها‭ ‬القدر‭ ‬بمرض‭ ‬ابنتها‭ ‬وبإعاقة‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تهن‭ ‬قواها،‭ ‬بل‭ ‬قاومت‭ ‬وصارعت‭ ‬وصمدت‭ ‬وانتصرت‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الحياة‭.‬

أمل‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬عضو‭ ‬منصة‭ ‬الإبداع‭ ‬العربي‭ ‬لتمكين‭ ‬وإبراز‭ ‬المبدعين‭ ‬العرب،‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬المدرب‭ ‬سمير‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أم‭ ‬بطلة،‭ ‬صاحبة‭ ‬تجربة‭ ‬حياتية‭ ‬أثبتت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليها‭ ‬اثنان‭ ‬وهي‭ ‬قدرة‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬والصبر‭ ‬التي‭ ‬خصهن‭ ‬الخالق‭ ‬بها،‭ ‬لتسطر‭ ‬قصة‭ ‬صراع‭ ‬وكفاح‭ ‬فاقت‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭.‬

هي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬يغير‭ ‬صاحبه‭ ‬فيصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬عينيه‭ ‬مختلفا،‭ ‬بل‭ ‬يتحول‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬تحد‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬أمامه‭ ‬سوى‭ ‬مواجهته‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة،‭ ‬فهو‭ ‬يخبره‭ ‬بحجم‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬نعم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬عبر‭ ‬تجربة‭ ‬ابنتيها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬والاعاقة‭ ‬العضوتين‭ ‬بمدرسة‭ ‬دينا‭ ‬كانو‭ ‬المصغرة‭ ‬وبمبادرة‭ ‬ناصر‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بامتياز‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

طفولتي‭ ‬كانت‭ ‬عادية‭ ‬وسعيدة‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬أنتمي‭ ‬الى‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬الذي‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬والمفارقة‭ ‬العجيبة‭ ‬أن‭ ‬حلمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كان‭ ‬غريبا‭ ‬نوع‭ ‬ما،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مثل‭ ‬حليمة‭ ‬السعيدية‭ ‬مرضعة‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬وهي‭ ‬رمز‭ ‬للعطف‭ ‬والحنان‭ ‬والخير‭ ‬والعمل‭ ‬الصالح،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬تتماشى‭ ‬كثيرا‭ ‬مع‭ ‬طبيعتي،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قمت‭ ‬بإرضاع‭ ‬بعض‭ ‬أطفال‭ ‬العائلة،‭ ‬وقد‭ ‬صادتني‭ ‬ظروف‭ ‬صحية‭ ‬خاصة‭ ‬بوالدي‭ ‬جعلتني‭ ‬اتوقف‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬بعدها‭ ‬التحقت‭ ‬بمعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬المهني‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭.‬

بداية‭ ‬رحلتك‭ ‬مع‭ ‬مرض‭ ‬مريم‭ ‬وآمنة؟

بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬مكثت‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬تزوجت‭ ‬وأنجبت‭ ‬طفلي‭ ‬الأول‭ ‬عبدالله‭ ‬ثم‭ ‬عيسى،‭ ‬وبعده‭ ‬بخمس‭ ‬سنوات‭ ‬ولدت‭ ‬ابنتي‭ ‬مريم‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ ‬وعاشت‭ ‬حياتها‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬13‭ ‬عاما،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تشخيصها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بأنها‭ ‬مصابة‭ ‬بمرض‭ ‬الذئبة‭ ‬الحمراء،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬مناعي‭ ‬غير‭ ‬معروف،‭ ‬وقد‭ ‬مرت‭ ‬بمراحل‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الغدة‭ ‬النخامية‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات،‭ ‬وهي‭ ‬تتعرض‭ ‬حاليا‭ ‬لنوبات‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬هبوط‭ ‬السكر‭ ‬وضغط‭ ‬الدم،‭ ‬ويرى‭ ‬الأطباء‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معجزة‭ ‬إلهية‭ ‬للشفاء،‭ ‬وتتناول‭ ‬حاليا‭ ‬جرعات‭ ‬من‭ ‬الكورتيزون‭ ‬علما‭ ‬بأنها‭ ‬تدرس‭ ‬بالصف‭ ‬الثاني‭ ‬الثانوي،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬مريم‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬أنجبت‭ ‬توأما‭ ‬هما‭ ‬آمنة‭ ‬وعيشة،‭ ‬وقد‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬آمنة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬حيث‭ ‬ولدت‭ ‬بدون‭ ‬رقبة،‭ ‬وبقدم‭ ‬أرنبية،‭ ‬وإعاقة‭ ‬في‭ ‬اليدين،‭ ‬وبكلية‭ ‬واحدة،‭ ‬وبثقب‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬منذ‭ ‬الولادة‭. ‬

كيف‭ ‬تعايشت‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬آمنة؟

في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬الصدمة‭ ‬شديدة‭ ‬لا‭ ‬شك،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬اضطررت‭ ‬إلى‭ ‬تركها‭ ‬بالمستشفى‭ ‬فترة‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وكم‭ ‬شعرت‭ ‬بألم‭ ‬كبير‭ ‬حين‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬منزلي‭ ‬بدونها،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬عانيت‭ ‬فيها‭ ‬نفسيا،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬أدركت‭ ‬أهمية‭ ‬تقبل‭ ‬الأمر‭ ‬والتعايش‭ ‬معه،‭ ‬بل‭ ‬تغيرت‭ ‬نظرتي‭ ‬لهذا‭ ‬البلاء‭ ‬واعتبرته‭ ‬بركة‭ ‬وفضل‭ ‬من‭ ‬الخالق‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أفتخر‭ ‬به،‭ ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬إلحاقها‭ ‬بالروضة‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وهي‭ ‬تابعة‭ ‬لمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للحراك‭ ‬الدولي،‭ ‬وتم‭ ‬إدماجها‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬متفوقة‭ ‬في‭ ‬دراستها‭.‬

متى‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬التقاعد؟

حالة‭ ‬آمنة‭ ‬الصحية‭ ‬تتطلب‭ ‬السفر‭ ‬لإجراء‭ ‬عملية‭ ‬تصحيح‭ ‬وشد‭ ‬للعمود‭ ‬الفقري‭ ‬كل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبا‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬مريم‭ ‬وآمنة‭ ‬قررت‭ ‬التقاعد‭ ‬عن‭ ‬عملي‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وكنت‭ ‬ضمن‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬للتقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬وذلك‭ ‬لتلبية‭ ‬حاجة‭ ‬أسرتي‭ ‬إليّ،‭ ‬و‭ ‬الحق‭ ‬يقال‭ ‬إنني‭ ‬أحيانا‭ ‬أشعر‭ ‬بالندم‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬عملي‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬استقرت‭ ‬الأمور‭ ‬الصحية‭ ‬للبنتين،‭ ‬ولكني‭ ‬سعيدة‭ ‬بالإيفاء‭ ‬بمسؤولياتي‭ ‬العائلية‭ ‬وتلبية‭ ‬كافة‭ ‬احتياجات‭ ‬أبنائي‭ ‬وزوجي‭ ‬وأحاول‭ ‬جاهدة‭ ‬أن‭ ‬أحفز‭ ‬مريم‭ ‬وآمنة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬متنوعة‭.‬

أنشطة‭ ‬مثل‭ ‬ماذا؟

لقد‭ ‬ألحقت‭ ‬آمنة‭ ‬هي‭ ‬وتوأمها‭ ‬عائشة‭ ‬بمنصة‭ ‬الإبداع‭ ‬العربي،‭ ‬وشاركتا‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬حذاوينا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اكتشفت‭ ‬موهبة‭ ‬تأليف‭ ‬وسرد‭ ‬القصص‭ ‬الشعبية‭ ‬لديهما،‭ ‬وانضمت‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬قطار‭ ‬المواهب‭ ‬التابع‭ ‬للمنصة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممارستهما‭ ‬لهواية‭ ‬الرسم‭ ‬والتمثيل‭ ‬أيضا،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬فعالا‭ ‬بها،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عبرها‭ ‬وأبرزت‭ ‬موهبتهما‭ ‬وقوة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬كورونا،‭ ‬وسعيت‭ ‬بكل‭ ‬جهدي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقتهما‭ ‬في‭ ‬نفسهما،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬عائشة‭ ‬شخصية‭ ‬خجولة‭ ‬للغاية‭ ‬بطبعها،‭ ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬عزلتها‭ ‬وأن‭ ‬تنطلق‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التقوقع‭. ‬

ما‭ ‬أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬تواجهك‭ ‬مع‭ ‬آمنة‭ ‬حاليا؟

أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬تواجهني‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬آمنة‭ ‬أنها‭ ‬شخصية‭ ‬كتومة‭ ‬بشدة‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬تتعرض‭ ‬لأي‭ ‬ظلم،‭ ‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬بسهولة‭ ‬ولا‭ ‬تعبّر‭ ‬عما‭ ‬يدور‭ ‬بداخلها،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬تدربت‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وممارسة‭ ‬حياتها‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬هي‭ ‬وأختها‭ ‬التوأم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مدرسة‭ ‬دينا‭ ‬كانو‭ ‬المصغرة،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬فروع‭ ‬منها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬جناح‭ ‬31‭ ‬بمجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬جناح‭ ‬أورام‭ ‬الأطفال‭ ‬202،‭ ‬والثالثة‭ ‬بمستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي،‭ ‬ويتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جميعا‭ ‬تقديم‭ ‬الدروس‭ ‬للأطفال‭ ‬المرضى‭ ‬ومتابعة‭ ‬تحصيلهم‭ ‬الدراسي‭ ‬خارج‭ ‬المستشفى،‭ ‬وأتوجه‭ ‬هنا‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬للأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬والمعلمين‭ ‬المتطوعين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬وجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدراستهم‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬سواء‭ ‬للطلبة‭ ‬أو‭ ‬لأهاليهم‭.‬

أصعب‭ ‬تحدي؟

أصعب‭ ‬فترة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬حين‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬ولادة‭ ‬آمنة‭ ‬بدونها‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالتها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مرحلة‭ ‬محاولة‭ ‬تشخيص‭ ‬حالة‭ ‬مريم‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لحوالي‭ ‬عام،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وبدعم‭ ‬زوجي‭ ‬والأهل‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬واجهني‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬مشاكل‭ ‬بمنتهى‭ ‬القوة‭ ‬والصلابة،‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬أصبت‭ ‬باكتئاب‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬ولادة‭ ‬مريم‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬والألم،‭ ‬ونصيحتي‭ ‬هنا‭ ‬لأي‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ضغوط‭ ‬نفسية‭ ‬قد‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬أثناء‭ ‬الحمل،‭ ‬وأن‭ ‬تحاول‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة،‭ ‬وأن‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬الترفيه‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬دوما،‭ ‬ولا‭ ‬تستلم‭ ‬لأي‭ ‬ظروف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬صعوبتها،‭ ‬وأن‭ ‬تستعين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بتلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وبالتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭.‬

ما‭ ‬سلاحك‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الضعف؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬أمر‭ ‬كثيرا‭ ‬بلحظات‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬والضعف‭ ‬بسبب‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تصبح‭ ‬أحيانا‭ ‬فوق‭ ‬طاقتي،‭ ‬وهذا‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬شخصية‭ ‬قوية،‭ ‬ولكني‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬أقبل‭ ‬الهزيمة،‭ ‬ولا‭ ‬أسمح‭ ‬لشيء‭ ‬أن‭ ‬يكسرني،‭ ‬وساعدني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬دعم‭ ‬الأهل‭ ‬وخاصة‭ ‬أختي‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بالكثير‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬شجعني‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬للحلوى‭ ‬والشوكولاته‭ ‬لشغل‭ ‬وقت‭ ‬فراغي‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستمر‭ ‬سوى‭ ‬حوالي‭ ‬عامين‭ ‬بسبب‭ ‬انشغالي‭ ‬بعلاج‭ ‬آمنة‭ ‬ورعايتها،‭ ‬وأشعر‭ ‬بصعوبة‭ ‬استئنافه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

نصيحتك‭ ‬لأي‭ ‬أم‭ ‬لطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟

نصيحتي‭ ‬لكل‭ ‬أم‭ ‬رزقها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬تدعمه‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطواته‭ ‬وألا‭ ‬تكسره‭ ‬بخجلها‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬شفقتها‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تقبلها‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬تؤمن‭ ‬بمشيئة‭ ‬الرحمن،‭ ‬وتخرج‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬وتدمجه‭ ‬فيه،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬تجاه‭ ‬ابنتي‭ ‬آمنة،‭ ‬واعتبرها‭ ‬رحمة‭ ‬وفضل‭ ‬وأجر‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬وأسعى‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬لتجديد‭ ‬طاقتها‭ ‬ودعمها‭ ‬نفسيا‭ ‬وأحفزها‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تجذبها‭ ‬وتهواها‭.‬

حلم‭ ‬تتمنين‭ ‬تحقيقه؟

كل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أبنائي‭ ‬أقوياء‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مصاعب‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬صورها‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬اليوم،‭ ‬وأن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬سواء‭ ‬نفسيا‭ ‬أو‭ ‬جسديا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا