الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الأهم والمهم.. وجمعية الرحالة
الأهم الآن هو عودة الشباب البحرينيين الخمسة إلى البلاد، سالمين معافين، بعد التحفظ عليهم من السلطات اليمنية لأسباب أمنية، إثر دخولهم إلى مواقع محظورة.. والمهم بعد ذلك الاستفادة مما حصل، لعدم تكراره منهم ومن غيرهم من الشباب الرحالة المحبين للسفر والتجوال.
وحسنا فعلت إدارة الشؤون القانونية بوزارة الداخلية ببيان الأمور وتوضيح الملابسات، وتأكيد دور الدولة ومسؤوليتها في متابعة القضية، والاطمئنان على سلامة الشباب البحريني، والسعي الكريم لإعادتهم إلى الوطن بعد اكتمال الإجراءات القانونية هناك.
سمعنا الكثير من الكلام والحديث من البعض، وتساؤلات عن سبب الذهاب إلى تلك المناطق؟ ولماذا ذهب الشباب البحريني إلى اليمن في ظل الأوضاع المعروفة هناك؟ وغيرها من التساؤلات المشروعة والمنطقية، ولكن ليس الآن هو وقتها.. لأن الوقت الآن هو سلامة الشباب وعودتهم إلى الوطن، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
وتجدر الإشارة هنا كذلك إلى بيان جهود السفارات البحرينية في الخارج، عند وقوع مشكلة أو حادث مروري للبحرينيين في الخارج، وسرعة التحرك الدبلوماسي في رعاية المواطنين، وهذا دور مشهود لوزارة الخارجية البحرينية دائما.
إلا أن الأمر الواجب التوقف عنده والإشارة إليه والحديث عنه، في حادثة الشباب البحرينيين الخمسة، هو دور جمعية الرحالة البحرينية، في توعية الشباب عن مخاطر السفر إلى بعض المناطق والدول التي تشهد التوترات وعدم الاستقرار، وعن كيفية الاستفادة من السفر والتجوال بما هو مفيد، وأهمية الاطلاع على التعليمات والإرشادات التوعوية التي تصدرها وزارة الخارجية والجهات المعنية في البلاد.
في مايو العام الماضي أصدر وزير التنمية الاجتماعية قراراً بالترخيص لجمعية الرحالة البحرينية، ويرأسها حاليا الأخ الفاضل أحمد عبدالرحمن، وتتولى الجمعية نشر ثقافة السفر والترحال، وتعزيز المبادئ الإنسانية والأخلاقية لكافة شرائح المجتمع، كما تقوم بتأصيل مفهوم التعايش والتسامح بين الشعوب من خلال الرحلات السياحية.
أذكر أنه حينما استقبلت وزير شؤون الشباب رئيس وأعضاء جمعية الرحالة البحرينية، في أكتوبر الماضي، تم عرض أهداف وأعمال وبرامج الجمعية، ورؤيتها المستقبلية في تنظيم البرامج والأنشطة التي توصل إلى تحقيق أهداف الجمعية الرامية إلى نشر ثقافة السفر وفق مفاهيم متجددة.
حادثة توقيف عدد من البحرينيين في الخارج، ليست هي الأولى من نوعها، والسلطات البحرينية تبذل قصارى جهدها دائما لعودة البحرينيين إلى وطنهم، انطلاقا من واجبها الأصيل في رعاية أبنائها، مع التأكيد الراسخ على احترام قوانين الدول وأنظمتها، وضرورة التزام كافة المسافرين والرحالة بتلك القوانين.
نثق تمام الثقة أن جهود وتحركات وزارة الداخلية ستسهم في عودة الشباب البحريني إلى الوطن بإذن الله تعالى، وهذا هو الأهم.. وبعد ذلك لا بد من الاستفادة مما حصل، وأهمية تفعيل دور جمعية الرحالة البحرينية.. ذلك أن للسفر مخاطر ومحظورات، كما له فوائد ومنافع، وللدول قوانين وإجراءات واجبة الاحترام والالتزام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك