الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حملات الحج والمنصة الإلكترونية
نحن من جيل سنحت له الفرصة، بأن يشاهد رحلة قوافل الحج البحرينية إلى مكة المكرمة تغادر البلاد عن طريق البحر.. كانت «فرضة المنامة»، هي محطة الانطلاقة - مرفأ البحرين المالي حاليا - كان المشهد مهيبا وفريدا، يتناسب وأوضاع ذلك الزمن الجميل، وكان التسجيل للحج بشكل تقليدي مع الحملات.
ومع تطور الدولة ومؤسساتها، وبنائها ونهضتها، تطورت آلية تسيير قوافل الحج، حتى وصلنا إلى استحداث آلية جديدة لتسجيل الحجاج، وفقا لما أعلنته بالأمس اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة، بتدشين «منصة إلكترونية» تتيح للحجاج التسجيل مباشرة، وفق إجراءات ميسرة ومتكاملة، اعتبارًا من موسم 1446هـ-2025م.
الجميل في الأمر أن إعلان المنصة والإجراءات الجديدة للحج القادم، تم بحضور جميع الحملات، التي أشادت بالمشروع، الذي سيعرض خدمات جميع الحملات وأسعارها عبر منصة إلكترونية واحدة، ويعزز التنافسية والشفافية بين الحملات، وتوفير عدة خيارات للحجاج، وفق منهجية مؤسسية، عصرية متقدمة.
المشروع الجديد يراعي مسؤوليات وواجبات حملات الحج، ويخلق التنافسية بينها، ويكافئ المتميز منها.. كما يراعي حقوق الحجاج وخدماتهم.. وفي البداية والنهاية فهو يؤكد حرص مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، ودعم واهتمام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، على التطوير المستدام لكافة مجالات العمل، وفي مقدمتها فريضة الحج، مع جهود متميزة ومتابعة شخصية من سعادة السيد نواف بن محمد المعاودة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة.
منصة الحج ستتيح للحجاج اختيار 3 حملات لأولوية التسجيل مع إمكانية قصرها على حملة واحدة، وتمكين الحجاج من الاختيار في ظل توافر تفاصيل الخدمات المفضلة وأسعارها، كما أن المنصة ستسهم في تمكين الحملات من إدارة رخصها وتحديث بياناتها بشكل مستمر، مع متابعة إجراءات الحج وتقديم الطلبات والاستعلام عنها، بجانب تأكيد أولوية التسجيل للبحرينيين، وبالأخص لمن يحج أول مرة.
تفاصيل كثيرة ومزايا عديدة حملها إعلان اللجنة العليا للحج، وهي تعالج الملاحظات والتحديات وحتى الشكاوى من الحملات والحجاج، من خلال تحديد حد أدني لتسجيل الحجاج في الحملات، وإلغاء توزيع الكوتا بين الحملات ومنع الاندماج بينها.. حتى الضمان المالي الذي ستدفعه الحملات للبعثة سيعود اليها بعد ذلك، في حال التزامها بالإجراءات، وجودة الخدمات المقدمة للحجاج، واحترام القانون.. ذلك أن منظومة موسم الحج القادم تعد مرحلة جديدة وتستوجب تعاون جميع الحملات، وعليها أن تثبت جدارتها في المنافسة والشفافية.
وبالتأكيد مع تدشين المنصة الالكترونية المتوقع في سبتمبر المقبل، أن تتضح الصورة أكثر، ويتم التفاعل معها بشكل أكبر، مع إخضاعها للتطوير الدائم، والتقييم المستمر، والأخذ بملاحظات الحملات والحجاج، تحقيقا للأهداف والغايات المنشودة.
تبقى نقطة بالغة الأهمية، وهي ألا يتم استغلال المشروع والمنصة والخدمات والمزايا، من أجل رفع أسعار حملات الحج على الحجاج بشكل مبالغ فيه، وفقا لمبررات إدارية أو نفقات إضافية، وخاصة أن المشروع الجديد تم طرحه حاليا قبل موسم الحج القادم بعشرة أشهر، وهي مدة مناسبة للتقويم وتصحيح المسار في الخدمات والأسعار.. والمنافسة والشفافية تعززان من أن البقاء للأفضل خدمات وسعرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك