العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ما هكذا يا «تجارة» تورد الإبل..!!

للمثل‭ ‬العربي‭ ‬المعروف‭: ((‬ما‭ ‬هكذا‭ ‬يا‭ ‬سعد‭ ‬تورد‭ ‬الإبل‭)) ‬قصة‭ ‬مشهورة،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬رجلا‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬مالك‮»‬‭ ‬أسند‭ ‬لأخيه‭ ‬‮«‬سعد‮»‬‭ ‬رعاية‭ ‬الإبل‭ ‬مكانه،‭ ‬بسبب‭ ‬انشغاله‭ ‬بزواجه،‭ ‬ولكن‭ ‬الأخ‭ ‬‮«‬سعد‮»‬‭ ‬أهمل‭ ‬رعاية‭ ‬الإبل،‭ ‬ولم‭ ‬يحسن‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يردها‭ ‬إلى‭ ‬الماء‭.. ‬فقال‭ ‬له‭ ‬‮«‬مالك‮»‬‭: ((‬أوردها‭ ‬سعد‭ ‬وسعد‭ ‬مشتمل‭.. ‬ما‭ ‬هكذا‭ ‬يا‭ ‬سعد‭ ‬تورد‭ ‬الإبل‭)).. ‬وذهبت‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬كمثال‭ ‬لعدم‭ ‬إجادة‭ ‬الشخص‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الموكلة‭ ‬إليه،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬والأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬منه‭.‬

في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬نشهد‭ ‬ونتابع‭ ‬ونقرأ‭ ‬قرارات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭.. ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وترتيب‭ ‬الأوضاع‭ ‬وفق‭ ‬مسار‭ ‬قانوني‭ ‬سليم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ممارسات‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القرارات،‭ ‬أو‭ ‬اسلوب‭ ‬عرضها،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بنشرها‭ ‬دون‭ ‬تفاصيل‭ ‬وتوضيح‭ ‬ومتابعة،‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وعدم‭ ‬جدواها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفي‭ ‬تأثيرها‭ ‬للغايات‭ ‬المرجوة،‭ ‬التي‭ ‬سنت‭ ‬ووضعت‭ ‬وصيغت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭. ‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬تابعنا‭ ‬حزمة‭ ‬قرارات‭ ‬وإجراءات‭ ‬وحملات‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬وتعزيز‭ ‬القانون،‭ ‬ودعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وانتعاش‭ ‬الحراك‭ ‬التجاري‭ ‬والصناعي‭ ‬والاستهلاكي‭.‬

فقد‭ ‬أطلقت‭ ‬الوزارة‭ ‬مشكورة‭ ‬حملة‭ ‬توعوية‭ ‬ورقابية‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬موسم‭ ‬العودة‭ ‬للمدارس‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مع‭ ‬موسم‭ ‬العودة‭ ‬للمدارس‭.. ‬ترانا‭ ‬موجودين‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ((‬موسم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭)) ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬الرديئة‭ ‬والأسعار‭ ‬المرتفعة،‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالشأن‭ ‬التعليمي‭ ‬للناشئة،‭ ‬وتلك‭ ‬مبادرة‭ ‬رائعة‭ ‬وموفقة‭.‬

كما‭ ‬أعلنت‭ ‬الوزارة‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬صديق‭ ‬المستهلك‮»‬،‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬للمستهلكين،‭ ‬وخلق‭ ‬بيئة‭ ‬استهلاكية‭ ‬تتسم‭ ‬بالثقة‭ ‬والشفافية‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بالحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬لطرفي‭ ‬العلاقة‭ ‬التجارية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬والمستهلك‭.‬

ثم‭ ‬تابعنا‭ ‬بالأمس‭ ‬مبادرة‭ ‬الوزارة‭ ‬بعقد‭ ‬لقاء‭ ‬تعريفي‭ ‬مفتوح‭ ‬للتجار‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬حول‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬تكامل‮»‬،‭ ‬ومعاملة‭ ‬البضائع‭ ‬البحرينية‭ ‬والسعودية‭ ‬بالمثل،‭ ‬وشرح‭ ‬التفاصيل‭ ‬والإجراءات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬التاجر‭ ‬والمصنع‭ ‬والصناعة‭ ‬البحرينية‭.‬

كل‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬والمبادرات‭ ‬المتميزة،‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬الوزارة‭ ‬وتنفيذا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬ومتابعة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬والصناعي‭ ‬والاستهلاكي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمرا‭ ‬واحدا‭ ‬لم‭ ‬تحسن‭ ‬الوزارة‭ ‬التعامل‭ ‬معه،‭ ‬وهو‭ ‬المتعلق‭ ‬بالقرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬بشأن‭ ‬السماح‭ ‬بمزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬‮«‬افتراضي‮»‬‭.‬

وأحسب‭ ‬أن‭ ‬الفئة‭ ‬الكبيرة‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬القرار‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عنده،‭ ‬ولم‭ ‬تقرأه،‭ ‬ولم‭ ‬تهتم‭ ‬به،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بها‭ ‬وبعملها،‭ ‬وهو‭ ‬البيع‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وآلية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬‮«‬افتراضي‮»‬،‭ ‬والأنشطة‭ ‬الممنوع‭ ‬مزاولتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭.. ‬وأحسب‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتفاعل‭ ‬سيكون‭ ‬حينما‭ ‬تقع‭ ‬المخالفة،‭ ‬ويتم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.. ‬عندها‭ ‬فقط‭ ‬سيقول‭ ‬الناس‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يتم‭ ‬توعيتنا‮»‬،‭ ‬وستقول‭ ‬الوزارة‭: ‬‮«‬نشرنا‭ ‬خبرا‮»‬‭..!! ‬

لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬وكما‭ ‬اهتمت‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬حملات‭ ‬التوعية،‭ ‬وعقد‭ ‬اللقاء‭ ‬التعريفي‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬تكامل‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬كذلك‭ ‬بمضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬بشأن‭ ‬البيع‭ ‬عبر‭ ‬المواقع‭ ‬والحسابات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المواقع‭ ‬والحسابات‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬البيع‭ ‬الفردي‭ ‬لم‭ ‬تتفاعل‭ ‬بعد‭ ‬مع‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬الافتراضي،‭ ‬ولا‭ ‬تعرفه‭ ‬أساسا،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تجهل‭ ‬الأنظمة‭ ‬والإجراءات‭ ‬القانونية‭.. ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭: ‬ما‭ ‬هكذا‭ ‬يا‭ ‬‮«‬تجارة‮»‬‭ ‬تورد‭ ‬الإبل‭..! ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا