العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

سلوكيات مجتمعية.. خاطئة وغريبة

أول‭ ‬السطر‭:‬

من‭ ‬أكبر‭ ‬الأمور‭ ‬المزعجة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العام،‭ ‬تصرفات‭ ‬بعض‭ ‬سائقي‭ ‬المركبات،‭ ‬ممن‭ ‬يتجاوز‭ ‬النظام‭ ‬المروري‭ ‬والطابور،‭ ‬وممن‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬القانون‭ ‬ولا‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬العام،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬نصحته،‭ ‬ونبهته‭ ‬استثار‭ ‬غضبا‭ ‬وصراخا‭ ‬عليك،‭ ‬وكأنك‭ ‬أنت‭ ‬المخطئ‭..!! ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ستستمر‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الغريبة‭ ‬مادامت‭ ‬الازدحامات‭ ‬المرورية‭ ‬مستمرة‭..‬؟؟‭  ‬

سلوكيات‭ ‬مجتمعية‭.. ‬

خاطئة‭ ‬وغريبة‭:‬

يحدث‭ ‬كثيرا‭ ‬أن‭ ‬يتضايق‭ ‬الشخص‭ ‬منا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الجالس‭ ‬بقربه‭ ‬رجلا‭ ‬‮«‬ثرثارا‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬برفقته‭ ‬طفلا‭ ‬يزعجك،‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬رائحته‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭.. ‬يحدث‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬قرب‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬ويقوم‭ ‬برفع‭ ‬صوته‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬ويشوش‭ ‬عليك‭ ‬صلاتك،‭ ‬أو‭ ‬يزاحمك‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬أثناء‭ ‬الصلاة‭.. ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬مضطرا‭ ‬لأن‭ ‬تتحمل‭ ‬تلك‭ ‬الدقائق‭ ‬كي‭ ‬ينصرف‭ ‬ويزاح‭ ‬عنك‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬فيه‭.. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬تتصرف‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭ ‬والبيوت‭ ‬والشقق‭ ‬السكنية‭..!!‬

الجار‭ ‬للجار‭.. ‬والجار‭ ‬له‭ ‬حقوق‭.. ‬والجار‭ ‬وصى‭ ‬به‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬والدين‭ ‬الحنيف،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجيران‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ومجتمعاتنا‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬تربينا‭ ‬عليه‭ ‬وتوارثناه،‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬مجتمعية‭ ‬أصيلة‭ ‬وراسخة،‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والتواصل‭ ‬والتعاون‭ ‬والتفاهم‭..‬؟؟

منذ‭ ‬أيام‭ ‬أبلغني‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أنه‭ ‬اضطر‭ ‬آسفا‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬على‭ ‬جيرانه‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬السكنية،‭ ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬طفلهم‭ ‬تسبب‭ ‬بتكسير‭ ‬سيارته‭ ‬خلال‭ ‬لعبه‭ ‬للكرة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات،‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تكرر‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬وقام‭ ‬بإبلاغ‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬الطفل،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.‬

الخلافات‭ ‬والمناوشات‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬بين‭ ‬الجيران،‭ ‬وسد‭ ‬الأبواب‭ ‬ومنافذ‭ ‬الكراجات،‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭.. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هوشة‮»‬‭ ‬وضرب‭ ‬الأطفال‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬البارزة‭ ‬لتلك‭ ‬الخلافات،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تعمد‭ ‬بعض‭ ‬الجيران‭ ‬للقيام‭ ‬بتصرفات‭ ‬غير‭ ‬حضارية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬‮«‬رمي‭ ‬القمامة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ترميم‭ ‬البيوت‭ ‬وتأثر‭ ‬جدران‭ ‬بيت‭ ‬الجار،‭ ‬أو‭ ‬تصليحات‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬الشقة‭ ‬وتأثر‭ ‬سقف‭ ‬الشقة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬بالأسفل،‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬ونسمع‭ ‬عنها،‭ ‬وتضج‭ ‬بها‭ ‬المحاكم‭ ‬ومراكز‭ ‬الشرطة‭.‬

في‭ ‬ثقافتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الأصيلة‭ ‬والإسلامية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬قواعد‭ ‬راقية‭ ‬وتعاليم‭ ‬جميلة‭ ‬وأصول‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬الجيران،‭ ‬ولربما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬إتيكيت‭ ‬الجيران‮»‬‭ ‬غير‭ ‬مكتوب‭ ‬ولكنه‭ ‬معمول‭ ‬به‭.. ‬ولا‭ ‬ينحصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬جنسية‭ ‬معينة،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثقافة‭ ‬وتربية،‭ ‬وسلوك‭ ‬وتعامل‭.‬

الصور‭ ‬الإيجابية‭ ‬والحضارية‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬كبيرة‭ ‬وكثيرة‭ ‬ونموذجية‭.. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬صور‭ ‬وسلوكيات‭ ‬خاطئة‭ ‬وغريبة،‭ ‬مندسة‭ ‬و‮«‬همجية‮»‬‭.. ‬وجب‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬ورفضها‭.   ‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

ظاهرة‭ ‬غريبة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ومساجدنا،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬قيام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصلين‭ ‬‮«‬غير‭ ‬البحرينيين‮»‬‭ ‬خصوصا،‭ ‬باستغلال‭ ‬‮«‬المياه‭ ‬المعدنية‮»‬‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬والمخصصة‭ ‬لداخل‭ ‬المسجد‭ ‬لا‭ ‬خارجه،‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬وكأنها‭ ‬هدايا‭ ‬مجانية‭ ‬وسبيل‭ ‬عام،‭ ‬يمكن‭ ‬أخذ‭ ‬أي‭ ‬كمية‭ ‬منها‭ ‬ونقلها‭ ‬إلى‭ ‬البيوت،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنك‭ ‬تجد‭ ‬التسابق‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬كبارا‭ ‬وصغارا‮»‬‭ ‬على‭ ‬الثلاجات،‭ ‬لأخذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬‮«‬علب‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‮»‬‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬عند‭ ‬الانصراف‭ ‬من‭ ‬المسجد،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬إساءة‭ ‬لتعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬وتبرع‭ ‬المحسنين‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المسلم‭ ‬والمصلي‭.. ‬فنرجو‭ ‬توجيه‭ ‬هؤلاء،‭ ‬وإيقاف‭ ‬ومنع‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬غير‭ ‬الحضاري‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا