الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
سلوكيات مجتمعية.. خاطئة وغريبة
أول السطر:
من أكبر الأمور المزعجة اليومية في الشارع العام، تصرفات بعض سائقي المركبات، ممن يتجاوز النظام المروري والطابور، وممن لا يحترم القانون ولا الناس في الطريق العام، وإذا ما نصحته، ونبهته استثار غضبا وصراخا عليك، وكأنك أنت المخطئ..!! ولا ندري إلى متى ستستمر هذه السلوكيات الغريبة مادامت الازدحامات المرورية مستمرة..؟؟
سلوكيات مجتمعية..
خاطئة وغريبة:
يحدث كثيرا أن يتضايق الشخص منا إن كان الجالس بقربه رجلا «ثرثارا»، أو برفقته طفلا يزعجك، أو كانت رائحته غير طبيعية.. يحدث كذلك أن تصلي قرب شخص ما ويقوم برفع صوته في الصلاة ويشوش عليك صلاتك، أو يزاحمك في الوقوف في الصف أثناء الصلاة.. ستجد نفسك مضطرا لأن تتحمل تلك الدقائق كي ينصرف ويزاح عنك ما أنت فيه.. ولكن كيف تتصرف إن كانت تلك الأمور تحدث بين الجيران والبيوت والشقق السكنية..!!
الجار للجار.. والجار له حقوق.. والجار وصى به الرسول الكريم والدين الحنيف، ولكن هل ما يحصل من بعض الجيران في بلادنا ومجتمعاتنا يعكس ما تربينا عليه وتوارثناه، من قيم مجتمعية أصيلة وراسخة، من المحبة والتواصل والتعاون والتفاهم..؟؟
منذ أيام أبلغني أحد الأصدقاء أنه اضطر آسفا إلى رفع دعوى قضائية على جيرانه في العمارة السكنية، والسبب أن طفلهم تسبب بتكسير سيارته خلال لعبه للكرة بالقرب من مواقف السيارات، وقد سبق أن تكرر هذا الحادث وقام بإبلاغ ولي أمر الطفل، ولكن من دون جدوى.
الخلافات والمناوشات على مواقف السيارات بين الجيران، وسد الأبواب ومنافذ الكراجات، من أشهر المشاكل التي تحدث بين الجيران.. كما أن «هوشة» وضرب الأطفال لبعضهم البعض من الأسباب البارزة لتلك الخلافات، ناهيك عن تعمد بعض الجيران للقيام بتصرفات غير حضارية سواء في «رمي القمامة» أو ترميم البيوت وتأثر جدران بيت الجار، أو تصليحات المياه في الشقة وتأثر سقف الشقة التي تقع بالأسفل، وغيرها كثير من المشاكل التي نشاهدها ونسمع عنها، وتضج بها المحاكم ومراكز الشرطة.
في ثقافتنا الوطنية الأصيلة والإسلامية والإنسانية، قواعد راقية وتعاليم جميلة وأصول عظيمة في التعامل بين الجيران، ولربما كان هناك «إتيكيت الجيران» غير مكتوب ولكنه معمول به.. ولا ينحصر الأمر على جنسية معينة، بقدر ما هو ثقافة وتربية، وسلوك وتعامل.
الصور الإيجابية والحضارية بين الجيران في بلادنا كبيرة وكثيرة ونموذجية.. ولكن هناك بعض صور وسلوكيات خاطئة وغريبة، مندسة و«همجية».. وجب التصدي لها ورفضها.
آخر السطر:
ظاهرة غريبة لم تكن موجودة من قبل في بلادنا ومساجدنا، ينبغي أن يتم وضع حد لها، وهي قيام الكثير من المصلين «غير البحرينيين» خصوصا، باستغلال «المياه المعدنية» الموجودة في المسجد والمخصصة لداخل المسجد لا خارجه، والتعامل معها وكأنها هدايا مجانية وسبيل عام، يمكن أخذ أي كمية منها ونقلها إلى البيوت، لدرجة أنك تجد التسابق من البعض «كبارا وصغارا» على الثلاجات، لأخذ مجموعة من «علب المياه المعدنية» مرة واحدة عند الانصراف من المسجد، وفي هذا إساءة لتعاليم الإسلام وتبرع المحسنين وأخلاقيات المسلم والمصلي.. فنرجو توجيه هؤلاء، وإيقاف ومنع هذا السلوك غير الحضاري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك