الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
بين «الإجازة» الثالثة.. و«البصمة» الثالثة
تداول الناس بشكل كبير في دول مجلس التعاون الخليجي إعلان حكومة دبي بتقليل ساعات العمل في الجهات الحكومية، وذهب الناس إلى الحديث في المطالبة بالأخذ بهذا النظام الوظيفي الجديد في دولهم.. ولكني أحسب أن الكثير من الناس لم يتوقف عند التفاصيل، واكتفى بقراءة العنوان فقط.
ولتوضيح الأمور والتفاصيل، فإن الإعلان، كما جاء في وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، أن المبادرة «تجريبية» على 15 جهة حكومية فقط، وهي تأتي ضمن مبادرة (صيفنا مرن)، وتنفيذا لاستراتيجية «جودة الحياة في دبي 2033».. أي أن المبادرة ليست لكل الدوائر في الإمارات عموما، وليست في كل الدوائر في دبي خصوصا، وجاءت المبادرة ضمن خطة استراتيجية مدروسة، وليس ضمن ردود أفعال أو تأثر بتجربة ما.
كما أن المبادرة ليست مفتوحة طوال العام، ولكن سيبدأ تطبيقها اعتباراً من 12 أغسطس ولغاية 30 سبتمبر 2024، من خلال تقليل ساعات العمل اليومية إلى سبع ساعات، وتكون الإجازة أيام الجمعة والسبت والأحد، بدلا من يومي السبت والأحد، ونصف يوم عمل في يوم الجمعة كما كان سابقا.
المبادرة لم تأت كفكرة وقرار مباشر، بل قبل إطلاق المبادرة أجرت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي «استبياناً» لاستطلاع إمكانية وآراء الجهات لتبني تقليل ساعات العمل خلال فترة الصيف، وبموجب الاستبيان لاقى المقترح تأييداً كبيراً من قِبل المشاركين، وتم الأخذ به.
كما أن المبادرة ستخضع للتقييم والتقويم، ولن تترك هكذا «على البركة»، وبحسب (مزاج) كل مؤسسة وجهة.. حيث ستقوم دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي خلال فترة تطبيق المبادرة بتقديم الدعم المطلوب للجهات، والتواصل معها حول أثر تطبيق النظام على الموظفين وإنتاجيتهم، بجانب رصد الملاحظات والتغذية الراجعة بشكل دوري لرفع تقرير نهائي، يُوضح ويُقيّم نتائج المبادرة، والتوصيات النهائية بشأنها، وإمكانية تطبيقها على مختلف الدوائر الحكومية في إمارة دبي، خلال فترة الصيف في الأعوام المُقبلة.
الأهداف والغايات من المبادرة عديدة، من أبرزها: تعزيز أداء الموظفين، والارتقاء بجودة حياتهم، وتوفير المرونة في بيئة العمل، بجانب زيادة سعادة ورفاهية الموظفين خلال فترة الصيف، مع تعزيز الحياة الاجتماعية، والتوازن بين الحياة العملية والاجتماعية، وأثر ذلك على تحسين الإنتاجية.. كما تهدف المبادرة إلى تقليل استهلاك الطاقة في الدوائر الحكومية، وذلك في إطار الحرص على تعزيز استدامة الموارد الحكومية.
هذه هي تفاصيل الإعلان والمبادرة في حكومة دبي، وهذا هو النهج الإداري السليم الذي يجب التوقف عنده والحديث عنه.. تماما كما أن نمو الاقتصاد في دبي، وزيادة الإنتاجية، وجودة الأداء، والخطط الاستراتيجية، وغيرها كثير.. هي التي فرضت المبادرة، وليس غيرها.
فإلى الذين طالبوا بتطبيق مبادرة دبي في دولهم الخليجية نقول: هاتوا تطور اقتصاد وإنتاجية ونشاط دبي، ثم تحدثوا عن «إجازة الأيام الثلاثة».. إحدى الدول الخليجية لاحظت مؤسساتها الحكومية تسرب الموظفين أثناء الدوام الرسمي، فتم فرض نظام (البصمة الثالثة).. واحدة عند دخول العمل، وثانية عند المغادرة والانصراف، وثالثة بينهما خلال ساعات العمل..!!
سيقول البعض إن العبرة في «إنتاجية» الموظف وليس في أيام وساعات العمل.. ولكن ما الحل إن كانت «الإنتاجية» ضعيفة..؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك