العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

السياقة في الشارع.. معركة

عشريني‭ ‬يضرب‭ ‬آخر‭ (‬بوكس‭) ‬يسبب‭ ‬له‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬بسبب‭ ‬احتكاك‭ ‬سيارتين‭.. ‬

فيديو‭ ‬منتشر‭ ‬لشاب‭ ‬يكسر‭ ‬زجاج‭ ‬سيارة‭ ‬رجل‭ ‬أجنبي‭ ‬لأنه‭ ‬ضرب‭ ‬له‭ (‬البوق‭) ‬بعد‭ ‬رعونة‭ ‬سياقته‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ (‬يعني‭ ‬اوقف‭ ‬خطأ‭ ‬كيفي‭) ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬تجرأ‭ ‬وتضرب‭ ‬لي‭ ‬البوق؟‭ ‬الا‭ ‬تعلم‭ ‬ان‭ ‬الشارع‭ ‬ملكي‭ ‬انا‭ ‬وحدي‭.‬

والمصيبة‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هالحوادث‭ ‬يحاكمون‭ ‬بتعويض‭ ‬بسيط‭ ‬و‭ ‬بالحبس‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭ ‬ويمكن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬بعد‭..‬

السياقة‭ ‬أصبحت‭ ‬كالدخول‭ ‬إلى‭ ‬معركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭.. ‬لذلك‭ ‬أصبحت‭ ‬أفكر‭ ‬ان‭ ‬اتحصن‭ ‬بعدة‭ ‬أشياء‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬اخرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬فقد‭ ‬تحولت‭ ‬الشوارع‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬ملاكمة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬المستهتر‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬يملكون‭ ‬الشارع،‭ ‬وبين‭ ‬الناس‭ ‬المسالمة‭..‬

فكرت‭ ‬ان‭ ‬البس‭ ‬درعا‭ ‬حديدا،‭ ‬واضع‭ ‬بجانبي‭ (‬هلمت‭) ‬لأحمي‭ ‬وجهي‭ ‬من‭ (‬البوكس‭) ‬وبالمرة‭ ‬اشترى‭ (‬بوكسر‭ ‬الملاكمة‭) ‬لكي‭ ‬أكون‭ ‬مستعدة‭ ‬لأي‭ ‬طارئ‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وخوفا‭ ‬من‭ ‬نزول‭ ‬شاب‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬وضربي‭ ‬لأنني‭ ‬بصراحة‭ ‬اكره‭ ‬الغلط‭ ‬واتعصب‭ ‬من‭ ‬حركات‭ ‬الشباب‭ ‬المستهتر‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وطريقة‭ ‬رعونتهم‭ ‬في‭ ‬السياقة‭ ‬فأتجرأ‭ ‬أحيانا‭ ‬واضرب‭ ‬لهم‭ ‬البوق‭ ‬ومما‭ ‬نشاهده‭ ‬ونقرأ‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬فضرب‭ ‬البوق‭ ‬يعتبر‭ ‬اهانة‭ ‬شديدة‭ ‬للشباب‭ ‬المستهتر‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضربهم‭ ‬الناس‭ (‬مهما‭ ‬كان‭ ‬سنهم‭ ‬او‭ ‬جنسهم‭) ‬واحداث‭ ‬عاهات‭ ‬مستديمة‭ ‬لهم،‭ (‬فما‭ ‬فيني‭ ‬شدة‭) ‬بصراحة‭ ‬ينكسر‭ ‬ضرسي‭ ‬أو‭ ‬ينخفس‭ ‬خشمي‭ ‬فقررت‭ ‬البس‭ (‬هلمت‭)  ‬احسن‭ ‬لي‭.‬

خرجت‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬لموعد‭ ‬مستشفى‭ ‬لأتفاجأ‭ ‬بأحد‭ ‬المخلوقات‭ ‬الغريبة‭ ‬الشابة‭ ‬أمامي‭ ‬يخفف‭ ‬سرعته‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الشارع‭ ‬وكأننا‭ ‬وقفنا‭ (‬حيث‭ ‬قرر‭ ‬المخلوق‭ ‬الطاووس‭) ‬ان‭ ‬يكتب‭ ‬مسجا‭ ‬في‭ ‬تليفونه‭ ‬أو‭ ‬يشاهد‭ ‬يوتيوبا‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منى‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬انبهه‭ ‬بأننا‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الشارع‭ ‬وهناك‭ ‬سيارات‭ ‬خلفي‭ ‬وقفنا‭ ‬كلنا‭ ‬لأنك‭ (‬طال‭ ‬عمرك‭) ‬قررت‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬تليفونك‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نظر‭ ‬إلي‭ ‬بغضب‭ ‬واقفل‭ ‬سيارته‭ ‬ووقف‭ ‬حرفيا‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الشارع‭ ‬وأشار‭ ‬لي‭ ‬بحركات‭ ‬غريبة‭ ‬ومشينة‭ ‬معناها‭ ‬ان‭ ‬اذهب‭ ‬الى‭ ‬الجحيم‭ ‬أو‭ ‬أتجاوز‭ ‬واتعرض‭ ‬واعرض‭ ‬الناس‭ ‬للخطر‭ ‬لأنني‭ ‬أخطأت‭ ‬ولم‭ ‬انتظر‭ ‬صاحب‭ ‬السعادة‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬لعبه‭ ‬في‭ ‬تليفونه‭!!‬

قمة‭ ‬في‭ ‬الرعونة‭ ‬والاستهتار‭ ‬والغرور‭ ‬يمارسه‭ ‬علينا‭ ‬مخلوقات‭ ‬شبابية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رادع‭ ‬قوي‭ ‬يوقف‭ ‬سلوكهم‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يطاق،‭ ‬لذلك‭ ‬أكرر‭ ‬للمرة‭ ‬الالف‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬قوي‭ ‬وقاسي‭ ‬يبعد‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال‭ ‬ويردعهم‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تتفاقم‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬وتتحول‭ ‬شوارعنا‭ ‬فعلا‭ ‬الى‭ ‬ساحات‭ ‬قتال‭.‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا