العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الكنيست الإسرائيلي.. وقطع الاتصالات العالمي

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬انشغل‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬بحادثة‭ ‬الانقطاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتعطل‭ ‬حركة‭ ‬الطيران‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬المطارات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتأثر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬والبورصة‭.. ‬كان‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يمارس‭ ‬تطرفه‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الموافقة‭ ‬بالأغلبية‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يرفض‭ ‬إقامة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬ستشكل‭ ‬‮«‬خطرا‭ ‬وجوديا‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومواطنيها‮»‬‭.‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تحليلات‭ ‬وتفسيرات‭ ‬‮«‬المؤامرة‮»‬،‭ ‬وصدق‭ ‬تنبؤات‭ ‬العرافين‭ ‬أمثال‭ ‬‮«‬ليلى‭ ‬عبداللطيف‮»‬‭ ‬وغيرها،‭ ‬في‭ ‬حادثة‭ ‬الانقطاع‭ ‬لوسائل‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمواصلات،‭ ‬أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬رفضها‭ ‬واستنكارها‭ ‬لقرار‭ ‬الكنيست‭ ‬قائلة‭: (‬إما‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭ ‬والدمار‭ ‬الدائمان‭.. ‬إما‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وإما‭ ‬الاحتلال‭.. ‬إما‭ ‬دولتان‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬فصل‭ ‬عنصري‭ ‬واحدة‭.. ‬هذا‭ ‬الكنيست‭ ‬المخزي‭ ‬اختار‭ ‬بالفعل‭).‬

التقرير‭ ‬الصحفي‭ ‬لقناة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬حول‭ ‬قرار‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أوضح‭ ‬كافة‭ ‬الأمور‭ ‬وكشف‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة‭ ‬ومعلومات‭ ‬حيوية‭ ‬حول‭ ‬الموضوع،‭ ‬ينبغي‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليه،‭ ‬لمعرفة‭ ‬كيف‭ ‬تسير‭ ‬الأمور‭ ‬وأسباب‭ ‬القرار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتوقيته‭ ‬تحديدا،‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬المحوري‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬صوَّت‭ ‬الكنيست‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار؟‮»‬‭.‬

من‭ ‬أصل‭ ‬120‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الكنيست،‭ ‬حظي‭ ‬القرار‭ ‬بتأييد‭ ‬68‭ ‬نائبا،‭ ‬من‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬والمعارضة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬مقابل‭ ‬رفض‭ ‬تسعة‭ ‬نواب،‭ ‬وتغيب‭ ‬الباقين‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭. ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬كالعضو‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬بيني‭ ‬غانتس،‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مؤيدي‭ ‬القرار‭ ‬الأخير،‭ ‬ويستبق‭ ‬هذا‭ ‬التصويت‭ ‬زيارة‭ ‬مرتقبة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يعتزم‭ ‬أن‭ ‬يلتقي‭ ‬خلالها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬ويلقي‭ ‬خطابا‭ ‬أمام‭ ‬الكونغرس‭.‬

وتقول‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭: ‬بدا‭ ‬تصويت‭ ‬الكنيست‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت،‭ ‬بمثابة‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة،‭ ‬تؤكد‭ ‬رفض‭ ‬إسرائيل‭ ‬فكرة‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقبلا،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تسعى‭ ‬لإعادة‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬بهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬للصراع‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بينهما،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وكان‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬صوَّت‭ ‬أيضا‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬لصالح‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يرفض‭ ‬أي‭ ‬اعتراف‭ ‬أحادي‭ ‬الجانب‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وذلك‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬اعترافها‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المعلنة‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬عاما‭.‬

وحتى‭ ‬قبل‭ ‬هجوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬غالبية‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزراء‭ ‬في‭ ‬حكومته،‭ ‬يعلنون‭ ‬رفضهم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬لفكرة‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬كما‭ ‬يدعو‭ ‬وزراء‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬اليمين‭ ‬المتشدد‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاستيطانية‭ ‬هناك‭. ‬ويعكس‭ ‬التصويت‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬توجها‭ ‬قائما‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬استطلاعات‭ ‬رأي‭ ‬متعددة‭ ‬أن‭ ‬64‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يعارضون‭ ‬إقامة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭.‬

وإلى‭ ‬حين‭ ‬عودة‭ ‬التيار‭ ‬وإصلاح‭ ‬الخلل‭ ‬والقطع‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬العالمي‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬‮«‬تيار‮»‬‭ ‬السلام،‭ ‬وشبكة‭ ‬الاتصالات‭ ‬للجهود‭ ‬الدولية،‭ ‬وإجهاض‭ ‬كل‭ ‬الحلول،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬المطالبات‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬المفاوضات‭.. ‬كالعهد‭ ‬والنهج‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المعروف‭ ‬منذ‭ ‬التاريخ‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا