العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

مجرد رأي

بقلم: حسن علي

السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

كنت‭ ‬ذات‭ ‬ليلة‭ ‬أتصفح‭ ‬الشبكة‭ ‬العنقودية‭ ‬بأصابع‭ ‬بطيئة‭ ‬الحركة‭ ‬والإتقان‭ ‬فاستوقفني‭ ‬أحد‭ ‬المنتديات‭ ‬الأدبية‭ ‬البحرينية‭. ‬رأيت‭ ‬فيه‭ ‬جذباً‭ ‬لذائقتي‭ ‬المعوقة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬صفحات‭ ‬الإنترنت،‭ ‬إنه‭ ‬ذلك‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬ينقل‭ ‬الكلمة‭ ‬الأدبية‭ ‬الراقية‭ ‬مستفيداً‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬الإعلان‭ ‬المتقن‭ ‬لترويج‭ ‬التجارب‭ ‬الأدبية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اللون‭ ‬والحركة‭ ‬والتنظيم‭ ‬ووعي‭ ‬العين‭ ‬بحضور‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬بشكل‭ ‬يعطي‭ ‬للكلمة‭ ‬الشعرية‭ ‬المساحة‭ ‬العظمى‭ ‬ويضيف‭ ‬لها‭ ‬لوناً‭ ‬رائعاً‭ ‬فوق‭ ‬روعتها‭.‬

وازداد‭ ‬الأعجاب‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬عندما‭ ‬حاولت‭ ‬هذه‭ ‬المنتديات‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬أدواتها‭ ‬الأدبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬طرح‭ ‬البرامج‭ ‬الأدبية‭ ‬بفرعيها‭ ‬الإبداعي‭ ‬والنقدي،‭ ‬فظل‭ ‬الشاعر‭ ‬البحريني‭ ‬يتسابق‭ ‬مع‭ ‬زميله‭ ‬ويستطر‭ ‬بيديه‭ ‬الإلكترونيتين‭ ‬أجمل‭ ‬التجارب‭ ‬ليقرأها‭ ‬الناس‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وبالحضور‭ ‬المناسب‭.‬

وظلت‭ ‬أقرأ‭ ‬وأقرأ‭ ‬وكلي‭ ‬انبهار‭ ‬بما‭ ‬يحدث،‭ ‬جميل‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬ينقل‭ ‬الكلمة‭ ‬الراقية‭ ‬والحس‭ ‬الجميل‭ ‬والفكر‭ ‬الناضج‭ ‬ليوسع‭ ‬دائرة‭ ‬التذوق‭ ‬الأدبي‭ ‬وينقلها‭ ‬للآخرين‭ ‬كأجمل‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬إلا‭ ‬الماديات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التخطيط‭ ‬والفعل‭.‬

وأنا‭ ‬أتجول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البساتين‭ ‬الرائعة،‭ ‬وجدت‭ ‬مناظر‭ ‬عكرت‭ ‬صفو‭ ‬هذا‭ ‬التجول‭ ‬الرائع،‭ ‬وهي‭ ‬اللغة‭ ‬المحمومة‭ ‬المندفعة‭ ‬للنقد‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المتعاملين‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات‭. ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬النقد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الفنون‭ ‬المتصلة‭ ‬بالأدب‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬معنى‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬تشكل،‭ ‬إنها‭ ‬مهارة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والأناة‭ ‬والصبر،‭ ‬مع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التخصصية‭ ‬المتمرسة‭.‬

هذا‭ ‬كله‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬موجوداً‭ ‬لدى‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬الكتابة‭ ‬الأدبية‭ ‬وأيديهم‭ ‬تغرس‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬القراءة‭ ‬النقدية‭ ‬التخصصية‭ ‬الرائعة‭.‬

ولكنني‭ ‬رأيت‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬لا‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي،‭ ‬فبعضها‭ ‬كلمات‭ ‬سوقية‭ ‬لا‭ ‬بحس‭ ‬القارئ‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬لكبار‭ ‬مثقفي‭ ‬الكلمة‭ ‬الشعرية‭ ‬الجميلة‭.‬

إن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأدب‭ ‬يولد‭ ‬الإحساس‭ ‬الرائع‭ ‬بالكون‭ ‬الذي‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬البشري‭ ‬فيجعل‭ ‬لسان‭ ‬الفرد‭ ‬ينتفي‭ ‬فنون‭ ‬روائع‭ ‬الكلمة،‭ ‬ويهذب‭ ‬إحساس‭ ‬الفرد‭ ‬ليوصله‭ ‬إلى‭ ‬أرقى‭ ‬مقامات‭ ‬الاستفسار‭ ‬الفائق‭ ‬المرهف‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذه‭ ‬الصفحات‭ ‬أن‭ ‬يحلقوا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬دراسة‭ ‬التجربة‭ ‬الأدبية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬ذاتية‭ ‬مطلقة‭ ‬تتجاوز‭ ‬معناها‭ ‬اللفظي‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬تثير‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬وخيال‭ ‬القارئ‭ ‬لتحلق‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬رحبة‭ ‬متميزة،‭ ‬ثم‭ ‬تسبح‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬أكثر‭ ‬خصوصية‭ ‬أدبية‭ ‬فتدرس‭ ‬الأساليب‭ ‬الشعرية‭ ‬محاولة‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬فحص‭ ‬المفردة‭ ‬الشعرية‭ ‬وقياس‭ ‬طاقتها‭ ‬الخيالية،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التجربة‭ ‬الأدبية‭ ‬بروح‭ ‬ملؤها‭ ‬الحب‭ ‬للأدب،‭ ‬وبلغة‭ ‬تنشغل‭ ‬عن‭ ‬الترهات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الضيقة‭ ‬إلى‭ ‬أفق‭ ‬جميل‭ ‬ونية‭ ‬جميلة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬أجمل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا