الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
أسلحة جيل السوشيال ميديا
سلحوا أبناءكم (الجيل الجديد) بأسلحة السوشيال ميديا الجديدة منذ الصغر لكي يستطيعوا ان يكونوا اقوياء وسعداء في زمن التنمر العلني وانعدام المشاعر الانسانية...
التقيت منذ فترة مجموعة من الصديقات لم أرهم منذ زمن بمناسبة ولادة احداهن توأما جميلا، وما ان دخلت علينا وهي سعيدة، متألقة، وجهها منور وفي كامل اناقتها حتى قالت لها احداهن، (من أشباه البشر الجدد او المتنمرات) ماذا حدث لك؟ لقد زاد وزنك كثيرا أين الرشاقة والجمال السابق؟ فصعقنا جميعا من قله ذوق المتنمرة وانطفأ النور في وجه صاحبتنا المتألقة مباشرة وشعرت بأنها ستبكي ولكنها قالت: ان شاء الله سأبدأ الرجيم والتخفيف بعد فترة فمازلت في دوامة الولادة و التربية، وحاولنا جميعا أن نغطي على كلامها، ولكن المتنمرة كانت تحاول أن تبث سمها على الجميع فالتفتت على صديقة اخرى وقالت لها بسخرية: بسج بوتكس وجهك منتفخ جنه كيكة اسفنجية ثم ضحكت بقوة وهي تقول لنا: شوفوها صارت جنها كيكة العيد الميلاد... ولم تكتف بضحيتين، بل التفتت لي وقالت: ماذا حدث لشعرك لماذا انتشر فيه الشيب؟ وقبل ان تكمل تنمرها علينا ابتسمت لها وقلت: لأنني لم اصبغه بعد، وهنا قررت أن اوقفها عند حدها لكي تتوقف عن التنمر على الناس للأبد وقلت لها: ماذا حدث لك؟ مع انكِ أصغر مني كثيرا إلا انني لم اعرفك من البداية، حيث بان على وجهك الكبر كثيرا وبالرغم أنك لم تتزوجي ولم تحملي مثلنا الا انك أصبحتي تشبهين (زهيوي بو دبه)؟ حيث كان لها كرش صغير، ففوجئت كثيرا ولم تتوقع ان يرد عليها اي أحد منا كالعادة، حيث كنا نسكت دائما على اسلوبها الوقح وتنمرها علينا، لذلك تلون وجهها بألوان كثيرة وخافت ان تتمادى (لان المتنمرين عادة جبناء وضعفاء) ثم قالت بانكسار: الله كريم.... لن أنكر بأنني ندمت قليلا على قسوتي في الرد عليها ولكنها كانت الطريقة الوحيدة التي اسكتتها ووقفتها عن التنمر على الجميع.
في زمن السوشيال ميديا كل انسان يعبر عن مكنوناته الجيدة او السيئة من خلال حساب مزور وهو جالس على سريره او كرسيه المفضل في حجرته او سيارته لذلك علينا ان نربي ابناءنا على ان يردوا على هذه النوعيات بنفس اسلوبهم القاسي لكي يشربوا من نفس الكأس عل وعسى يتعظوا أو يخجلوا من أنفسهم لأن هذه النوعيات انتشرت مع الاسف لدرجه انهم أصبحوا يتنمرون في العلن على الناس.
الفنانة كندة علوش زاد وزنها بشكل ملحوظ فتعرضت لتنمر بشع عبر السوشيال ميديا، لم ترد على اي أحد ولكنها خرجت منذ ايام لترد على كل الانتقادات والتنمر البشع الذي تعرضت له، وقالت إن وزنها كان نتيجة علاجها من الكيماوي، حيث أصابها المرض الخبيث... فهل ندم المتنمرون؟ هل أصبحنا في زمن بشع لدرجة اننا علينا ان نعلن عن مصائبنا وامراضنا لكي نتجنب التنمر والسخرية؟ ام علينا ان نختفي عن الانظار لو لم نرغب في اعلان مشاكلنا على الملأ؟ الفنانة كانت في عز أزمتها النفسية والجسدية والمرضية وكانت تحتاج الى كل كلمة حلوة ولكنها تعرضت لكل أنواع القسوة البشرية لمجرد ان وزنها زاد دون ان تفصح عن السبب... هل من حقنا كبشر ان ننتقد ونسخر من غيرنا في العلن لأي سبب كان؟؟
نعم انه زمن السوشيال ميديا الملعون الذي يجعلنا نضطر الى ان نكون قساة.. وعلينا أن نربي ابناءنا على أسلحة الرد الجديدة مع الأسف الشديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك