العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

الدراما البحرينية ما بين سندان أزمة دعم ومطرقة افتقار معهد حاضن للمواهب

بقلم: رضا الستراوي

السبت ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

الفن‭ ‬لوحة‭ ‬تشكل‭ ‬أبعاد‭ ‬الواقع‭ ‬الحياتي‭ ‬والمجتمعي،‭ ‬فالفن‭ ‬لغة‭ ‬وحكاية‭ ‬تعطينا‭ ‬بعدا‭ ‬تصويريا‭ ‬لخفايا‭ ‬وقضايا‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬بلوحة‭ ‬فنية،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬رواية‭ ‬أو‭ ‬قصة،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬لوحة‭ ‬خطها‭ ‬الفنان‭ ‬بريشته،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬حديثنا‭ ‬فنحن‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ (‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬البحرينية‭)‬،‭ ‬فهي‭ ‬وتد‭ ‬ثابت،‭ ‬وركن‭ ‬أساسي‭ ‬يستند‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬يمتهنون‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬ومن‭ ‬يلونون‭ ‬برؤاهم‭ ‬أبعاده‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬التلفاز‭ ‬يمثل‭ ‬المنصة‭ ‬الأكثر‭ ‬مشاهدة‭ ‬وتأثيراً‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬الهواتف،‭ ‬فمن‭ ‬المؤلم‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم،‭ ‬لا‭ ‬يلقى‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬ودعم‭ ‬إنتاجي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مضرب‭ ‬مثل‭ ‬وإلهاما‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬عطائها‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭.‬

إن‭ ‬ابتعاد‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والممثلين‭ ‬والمخرجين‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬ودعم‭ ‬دور‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬بإنتاجها‭ ‬المتنوع،‭ ‬والذي‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مثالب‭ ‬الحياة‭ ‬وعلى‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬مهمة،‭ ‬يسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.‬

فمن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نلتفت‭ ‬لها،‭ ‬فهي‭ ‬رافد‭ ‬عرفته‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الجوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفنانين‭ ‬المتميزين‭ ‬في‭ ‬الإخراج‭ ‬والتمثيل‭.‬

فالنظرة‭ ‬الثاقبة،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬للدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬صولاتها‭ ‬وجولاتها‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬بها‭ ‬وعرفها‭ ‬الجوار‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬واقع‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬مما‭ ‬يولد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغبن‭ ‬الابتعاد‭ ‬عنها،‭ ‬وعدم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬لها‭.‬

فمن‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬فنانين‭ ‬عاشقين‭ ‬للدراما،‭ ‬فمن‭ ‬الأجدى‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬في‭ ‬إنتاجات‭ ‬تمثل‭ ‬بلادا‭ ‬أخرى،‭ ‬ولا‭ ‬تعكس‭ ‬وجهها‭ ‬الفني‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ففي‭ ‬رسائلها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه،‭ ‬وهجرة‭ ‬من‭ ‬ينتمون‭ ‬لها‭ ‬شيء‭ ‬مؤلم‭.‬

وأسماء‭ ‬ممثليها‭ ‬تنم‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأخرى‭ ‬والإنتاج‭ ‬المحلي،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العطاء‭ ‬داخلي‭ ‬ثم‭ ‬ينظر‭ ‬للخارج‭.‬

وقد‭ ‬ولد‭ ‬ابتعاد‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭ ‬الفنية‭ ‬العاشقة‭ ‬للدراما،‭ ‬عن‭ ‬عزوف‭ ‬مشاركة‭ ‬البراعم‭ ‬في‭ ‬الدراما،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬اليافعة‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬فقط‭ ‬عمن‭ ‬يعلمهم‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬للفن‭ ‬وحيثياته،‭ ‬فغياب‭ ‬المعاهد‭ ‬عن‭ ‬احتضان‭ ‬وصقل‭ ‬هذه‭ ‬الثمرات‭ ‬قد‭ ‬حط‭ ‬الحمل‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والممثلين‭ ‬والمخرجين،‭ ‬والذين‭ ‬بدورهم‭ ‬لا‭ ‬يسعهم‭ ‬المجال‭ ‬لتوجيههم‭ ‬وتعليمهم،‭ ‬لافتقارهم‭ ‬للوقت‭ ‬والدعم‭.‬

فالصحوة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬الدراما‭ ‬المحلية‭ ‬التسعينات،‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬أضعف‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬وذلك‭ ‬لغياب‭ ‬الداعم‭ ‬لها‭.‬

فمن‭ ‬يحمل‭ ‬اليوم‭ ‬شعلة‭ ‬إعادة‭ ‬إحيائها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ (‬سعدون‭)‬،‭ (‬نيران‭)‬،‭ (‬البيت‭ ‬العود‭)‬،‭ (‬حسن‭ ‬ونور‭ ‬السنا‭)‬،‭ (‬أولاد‭ ‬بو‭ ‬جاسم‭)‬،‭ (‬حزاوي‭ ‬الدار‭)..‬،‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬نخب‭ ‬درامية‭ ‬في‭ ‬برهتها،‭ ‬كانت‭ ‬مناراً‭ ‬شامخاً‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المسلسلات‭ ‬والإنتاجات‭ ‬الخليجية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فمن‭ ‬يعيد‭ ‬بريق‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها،‭ ‬ويشعل‭ ‬مشعلها‭ ‬بالضوء‭ ‬وفتيل‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬ما‭ ‬القطعة‭ ‬الناقصة‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬سلطة‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لجانب‭ ‬الدراما‭ ‬الخليجية‭ ‬المتطورة؟،‭ ‬فلا‭ ‬القلم‭ ‬النابض‭ ‬ناقص،‭ ‬ولا‭ ‬الممثلين‭ ‬نضبوا،‭ ‬ولا‭ ‬الرؤية‭ ‬الفنية‭ ‬للمخرجين‭ ‬غائبة،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬الدراما‭ ‬هو‭ ‬الدعم،‭ ‬فتلك‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬الدراما‭ ‬ورعاتها‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬بطريقة‭ ‬عصرية،‭ ‬مزيجاً‭ ‬بين‭ ‬إبداع‭ ‬الماضي،‭ ‬وتطور‭ ‬الحاضر‭.‬

فمن‭ ‬المشار،‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬الحبيب‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني،‭ ‬والدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬الإنتاج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬والمسلسلات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يترجم‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين،‭ ‬كما‭ ‬ترجم‭ ‬ببرنامج‭ (‬السارية‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬باحتضان‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتأسيس‭ ‬ورش‭ ‬لتعليم‭ ‬التمثيل‭ ‬للمواهب‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير،‭ ‬قد‭ ‬يسهم‭ ‬بعودة‭ ‬الدراما‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬الصحيح،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬لبزوغ‭ ‬نخب‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الجدد،‭ ‬بعد‭ ‬افتقار‭ ‬الساحة‭ ‬البحرينية‭ ‬لأسماء‭ ‬جديدة‭ ‬تواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬القدماء‭ ‬من‭ ‬الصفوة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا