العدد : ١٦٩٠٣ - الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٩٠٣ - الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

الثقافي

تجلِّيات الشاعرية في رواية «اسمه بدر» لفرحة النجدي، قراءة نقدية

السبت ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

جاءت‭ ‬عتبة‭ ‬عنوان‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬اسمه‭ ‬بدر‮»‬‭ ‬للروائية‭ ‬فرحة‭ ‬مُستلَّة‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬الشخصية‭ ‬المحورية‭ ‬التي‭ ‬دار‭ ‬حولها‭ ‬السرد،‭ ‬وقد‭ ‬استهلتها‭ ‬بإهداء‭: (‬إلى‭ ‬الجسد‭ ‬الذي‭ ‬انتزعت‭ ‬منه‭ ‬لأتشكَّل‭: ‬ضُمَّني‭ ‬إليك،‭ ‬قوِّم‭ ‬اعوجاج‭ ‬أضلعي‭ ‬فيك‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬سردية‭ ‬جدلية‭ ‬أن‭ (‬حواء‭) ‬خلقت‭ ‬من‭ ‬ضلعه‭ ‬الأعوج،‭ ‬ولو‭ ‬تأملنا‭ ‬قليلاً‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬الروائية‭ ‬تخاطب‭ ‬الجسد‭ ‬الذي‭ ‬تشكَّلت‭ ‬منه؛‭ ‬ليقوم‭ ‬اعوجاج‭ ‬أضلعها،‭ ‬والاعوجاج‭ ‬ربما‭ ‬يفسر‭ ‬بالنقص‭ ‬في‭ ‬العقل،‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬الخلقة،‭ ‬أو‭ ‬زيادة‭ ‬العاطفة،‭ ‬فهل‭ ‬الروائية‭ ‬تؤمن‭ ‬بذلك؟‭ ‬أجزم‭ ‬بلا،‭ ‬فما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬طيات‭ ‬الروائية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬شخصياتها‭ ‬النسائية‭ ‬القوية‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬تمرُّدها،‭ ‬واكتمال‭ ‬نضجها‭ ‬الفكري‭ ‬والعاطفي،‭ ‬وبذلك‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬الإهداء‭ ‬أنه‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الأنثوية‭ ‬الهزيلة‭ ‬الخاضعة‭ ‬لقوانين‭ ‬الرجل‭. ‬

اعتمدت‭ ‬الكاتبة‭ ‬على‭ ‬تقنية‭ ‬السؤال‭ ‬القصير‭ ‬جدا‭ ‬والمشوق،‭ ‬مع‭ ‬إجابة‭ ‬قصيرة‭ ‬تتسم‭ ‬بالغموض‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬جملة‭ ‬استهلت‭ ‬بها‭ ‬روايتها‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬قُتل؟‭! ‬‭ ‬قتل‭ ‬على‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬راجع‭ ‬ص7،‭ ‬وهي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬فصلا‭ ‬سوى‭ ‬المقدمة،‭ ‬وقد‭ ‬تفاوتت‭ ‬فصولها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الطول،‭ ‬وسبقتها‭ ‬عبارات‭ ‬شاعرية‭ ‬وأدبية‭ ‬معبرة‭ ‬صاغتها‭ ‬بإحكام‭ ‬تدور‭ ‬أغلبها‭ ‬حول‭ ‬تمجيد‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬ربطها‭ ‬ببدر‭ ‬كعبارة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬وقوع‭ ‬في‭ ‬الحب،‭ ‬إنَّما‭ ‬ارتقاء‭ ‬لمرتبة‭ ‬بشر‮»‬‭ ‬ص‭ ‬43،‭ ‬‮«‬أحببتك،‭ ‬وكان‭ ‬حبُّك‭ ‬ابتسامة‭ ‬الرَّب‭ ‬لي‮»‬‭ ‬ص69،‭ ‬و‭ ‬‮«‬ما‭ ‬الوطن‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬وطَّنا‭ ‬فيه‭ ‬أنفسنا،‭ ‬وأنت‭ ‬وطني‮»‬‭ ‬ص191،‭ ‬وعبارات‭ ‬أخرى‭ ‬طويلة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬قطعةٌ‭ ‬من‭ ‬قلبي‭ ‬إن‭ ‬اقتطِعت‭ ‬منه‭ ‬شُوِّه،‭ ‬وإني‭ ‬لأدعو‭ ‬الله‭ ‬ألا‭ ‬يذيقني‭ ‬حرَّ‭ ‬انتزاعِك‭ ‬من‭ ‬صدري‭ ‬فأهلك‮»‬‭ ‬ص139،‭ ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬الروائية‭ ‬بذلك،‭ ‬فعنونت‭ ‬الفصول‭ ‬بنغمة‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬كعنوان‭ ‬فصلها‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬عبثية‭ ‬اللقاء‮»‬،‭ ‬و«حبك‭ ‬سر‭ ‬تفرُّدي‮»‬،‭ ‬وعنوانها‭ ‬الأخير‭ ‬‮«‬وفاء‮»‬‭.‬

يمتاز‭ ‬أسلوب‭ ‬الكاتبة‭ ‬بالشاعرية‭ ‬الحساسة،‭ ‬ولغتها‭ ‬الأدبية‭ ‬التي‭ ‬يكثر‭ ‬فيها‭ ‬الوصف،‭ ‬وتقل‭ ‬الأحداث،‭ ‬وبخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تبوح‭ ‬بمكنونات‭ ‬شخوصها،‭ ‬وقد‭ ‬انحصرت‭ ‬بؤرة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬حبها‭ ‬الصَّادق‭ ‬لبدر،‭ ‬ويمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬أخواتها‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬‮«‬ذاكرة‭ ‬الجسد‮»‬‭ ‬لأحلام‭ ‬مستغانمي‭ ‬وغيرها‭. ‬استطاعت‭ ‬الروائية‭ ‬فرح‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬الوجودية‭ ‬في‭ ‬خطابها‭ ‬الروائي،‭ ‬ذلك‭ ‬الخيط‭ ‬الرفيع‭ ‬الذي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬امتداده‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬وعدم‭ ‬انقطاعه‭ ‬طيلة‭ ‬زمن‭ ‬الرواية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخصية‭ ‬بصيغ‭ ‬متقاربة،‭ ‬ولكن‭ ‬المؤدى‭ ‬كان‭ ‬واحداً،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭: (‬هل‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬معي‭.. ‬معنا‭.. ‬معهم‭ .. ‬إلى‭ ‬آخره‭.)‬،‭ ‬وهي‭ ‬هنا‭ ‬تثير‭ ‬قضية‭ ‬فلسفية‭ ‬وعقائدية‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬روائي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬عقيدة‭ ‬القضاء‭ ‬والقدر،‭ ‬وبتعبير‭ ‬آخر‭: ‬هل‭ ‬الإنسان‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬أفعاله‭ ‬ليكون‭ ‬الله‭ ‬معه‭ ‬دائما‭ ‬يقدر‭ ‬الأمور‭ ‬كيف‭ ‬يشاء؟‭ ‬وهل‭ ‬إذا‭ ‬وقف‭ -‬الله‭ ‬تعالى‭- ‬ضد‭ ‬فعل‭ ‬أو‭ ‬سلوك‭ ‬معين‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬ضده؟‭ ‬وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬ضحية‭ ‬الجبر‭ ‬الإلهي،‭ ‬وهنا‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤل‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬إثره‭: ‬هل‭ ‬الإنسان‭ ‬مخير‭ ‬أم‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬أفعاله؟‭ ‬يبدو‭ ‬لمتابع‭ ‬سير‭ ‬الرواية‭ ‬حتى‭ ‬نهايتها‭ ‬أن‭ ‬الروائية‭ ‬تركت‭ ‬الإجابة‭ ‬للمتلقي‭ ‬نفسه‭ ‬ليتفاعل‭ ‬معها،‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬هدفه‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬التشويق،‭ ‬وترسيخ‭ ‬تلك‭ ‬العقيدة‭ ‬المتأصِّلة،‭ ‬وبضم‭ ‬التساؤلات‭ ‬لبعضها‭ ‬يمكننا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬أن‭ ‬الروائية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬عقيدة‭ ‬الجبر‭ ‬هي‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوجود،‭ ‬في‭ ‬قبال‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬التخيير،‭ ‬ورأي‭ ‬ثالث‭ ‬يؤمن‭ ‬أنَّ‭ ‬الأمر‭ ‬يتأرجح‭ ‬بين‭ ‬الجبر‭ ‬والتخيير‭. ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬الرواية‭ ‬كرواية‭ (‬نسوية‭) ‬لإثاراتها‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬كقوة‭ ‬شخصية‭ ‬المرأة،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬سلطة‭ ‬الأهل،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬العائلة‭ ‬بحسب‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ (‬الأب‭) ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر‭ ‬لأبعد‭ ‬الحدود،‭ ‬وقدرتها‭ ‬الغالبة‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الرجل،‭ ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬بشخصيات‭ ‬الرواية‭ ‬النسائية،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬الشابة‭ ‬مريم‭ (‬زوجة‭ ‬والدها‭) ‬تلك‭ ‬الشخصية‭ ‬الرئيسة‭ ‬المهيمنة،‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬سلوك‭ ‬أبيها‭ ‬الفض‭ ‬إلى‭ ‬تقبُّله‭ ‬تغييرابنته‭ ‬‮«‬سلمى‮»‬‭ ‬لملابسها‭ ‬التقليدية،‭ ‬وتقبُّل‭ ‬وضعها‭ ‬مساحيق‭ ‬المكياج‭. ‬ونجحت‭ ‬مريم‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬عليها‭ ‬بإقناعها‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬بابن‭ ‬عمها‭ ‬‮«‬عاكف‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬المتشدد،‭ ‬لكن‭ ‬الروائية‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬أخر‭ ‬تناقضت‭ ‬بجعل‭ ‬البطلة‭ ‬ترضخ‭ ‬لسلطة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬ممثلة‭ ‬بسلطة‭ (‬ولي‭ ‬الأمر‭) ‬في‭ ‬حقه‭ ‬الأصيل‭ ‬بتزويج‭ ‬بناته‭ ‬دون‭ ‬رضاهم‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬للشرع‭ ‬والقانون،‭ ‬فلا‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬العلماء،‭ ‬أو‭ ‬تفر‭ ‬وتهرب‭ ‬مع‭ ‬حبيبها،‭ ‬بل‭ ‬تتنازل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬لسلطة‭ ‬الأب‭ ‬برغم‭ ‬عدم‭ ‬قناعتها،‭ ‬كما‭ ‬تنازلت‭ ‬في‭ ‬لبسها‭ ‬الحجاب‭ ‬عند‭ ‬بلوغها‭ ‬برغم‭ ‬عدم‭ ‬اقتناعها‭ ‬بذلك‭ ‬راجع‭ ‬ص152،‭ ‬وربما‭ ‬منشأ‭ ‬ذلك‭ ‬مراعاتها‭ ‬الجنبة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬في‭ ‬وجوب‭ ‬طاعة‭ ‬الوالدين‭ ‬لا‭ ‬العقلية‭ ‬المتمردة‭.  ‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬حب‭ ‬سلمى‭ ‬لبدر‭ ‬غير‭ ‬مقنع،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مُتعمَّداً،‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬قويا‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لواجهت‭ ‬به‭ ‬العالم،‭ ‬وليس‭ ‬أسرتها‭ ‬فحسب،‭ ‬ولم‭ ‬ترضخ‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬البالية‭ ‬التي‭ ‬انتقدتها‭ ‬الروائية‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موضع‭.  ‬تخلل‭ ‬الرواية‭ ‬حوارات‭ ‬باللهجة‭ ‬العامية‭ ‬الدارجة‭ ‬البسيطة‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬القارئ‭ ‬بمصداقية‭ ‬الحبكة‭ ‬الفنية،‭ ‬وقد‭ ‬أعملت‭ ‬خيالها‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ (‬تقنية‭ ‬الكوابيس‭) ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬طيات‭ ‬الرواية،‭ ‬وعلى‭ ‬ظهر‭ ‬غلافها‭ ‬الخلفي،‭ ‬فرأت‭ ‬نفسها‭ ‬مع‭ ‬بدر،‭ ‬وكانت‭ ‬تبدو‭ ‬عليه‭ ‬ملامح‭ ‬الرجولة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يتجاوز‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬قد‭ ‬شاخت‭ ‬وبدا‭ ‬عليها‭ ‬الهرم،‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬ص8‭ (‬هل‭ ‬أحببت‭ ‬صبيا‭ ‬بعمر‭ ‬ابني‭..‬؟‭)‬،‭ ‬وربما‭ ‬تشير‭ ‬بذلك‭ ‬لما‭ ‬سيحل‭ ‬عليهما‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬مآسٍ‭. ‬كما‭ ‬وظفت‭ ‬تقنية‭ ‬القصص‭ ‬القصيرة‭ ‬عن‭ ‬صديقاتها‭ ‬كقصة‭ ‬رواء‭ ‬وعيسى،‭ ‬التي‭ ‬شبهتها‭ ‬بحب‭ (‬جميل‭ ‬وبثينة‭) ‬ص143،‭ ‬وقصة‭ ‬حب‭ ‬نورة‭ ‬وأحمد‭ ‬ص149،‭ ‬وقصة‭ ‬قصيرة‭ ‬جدَّا‭ ‬في‭ ‬سطر‭ ‬حول‭ ‬عاكف‭ ‬راجع‭ ‬ص155،‭ ‬كما‭ ‬وظَّفت‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬ص218‭. ‬شاب‭ ‬الرواية‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬اللغوية‭ ‬الشحيحة‭ ‬والرَّتابة‭ ‬نظراً‭ ‬لقلة‭ ‬الأحداث،‭ ‬لكنها‭ ‬عوضتها‭ ‬بلغتها‭ ‬الشاعرية‭ ‬ووصفها‭ ‬الجميل‭. ‬

‭ ‬الرواية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬224صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط‭ ‬دون‭ ‬صفحة‭ ‬التعريف‭ ‬بالكاتبة،‭ ‬وهي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬بين‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬سلمى‮»‬‭ ‬في‭ ‬سنتها‭ ‬الجامعية‭ ‬الثانية،‭ ‬و«بدر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬بنظام‭ ‬النوبات،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬لقاءاتهما،‭ ‬وقد‭ ‬أجبرت‭ ‬الشابة‭ ‬من‭ ‬أبيها‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬حمود‮»‬‭ ‬المطلاق‭ ‬المزواج،‭ ‬الذي‭ ‬طلق‭ ‬زوجتيه‭ ‬لعدم‭ ‬انجابهما،‭ ‬ولم‭ ‬تكد‭ ‬تفرح‭ ‬أمها‭ ‬‮«‬أم‭ ‬حمود‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬تزوج‭ ‬عليها‭ ‬بمريم‭. ‬كانت‭ ‬علاقة‭ ‬سلمى‭ ‬بأمها‭ ‬تبدو‭ ‬متوترة‭ ‬ومتشنجة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع،‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬زوجة‭ ‬أبيها‭ ‬المثقفة‭ ‬المتفهمة‭ ‬‮«‬مريم‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أقنعتها‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬عمها‭ ‬المتشدد،‭ ‬والذي‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬المجتمع‭(‬مطوَّع‭) ‬بناء‭ ‬على‭ ‬شكله‭ ‬الخارجي،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬إرهابيا‭ ‬داعشيا‭ ‬راح‭ ‬ضحية‭ ‬تشدده‭. ‬لم‭ ‬تحبه،‭ ‬وكان‭ ‬يحبها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬فرحت‭ ‬بموته‭ ‬والخلاص‭ ‬منه،‭ ‬ربطتها‭ ‬ببدر‭ ‬علاقة‭ ‬تعدت‭ ‬الحب‭ ‬العفيف‭ ‬لحب‭ ‬جسدي،‭ ‬وهنا‭ ‬تطفو‭ ‬الجرأة‭ ‬من‭ ‬الكاتبة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬توفق‭ ‬للارتباط‭ ‬به‭ ‬برغم‭ ‬خيانتها‭ ‬لزوجها،‭ ‬واستمرار‭ ‬العلاقة‭ ‬معه‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬موت‭ ‬زوجها‭ ‬‮«‬عاكف‮»‬‭. ‬ارتكب‭ ‬‮«‬بدر‮»‬‭ ‬خطأ‭ ‬بدفع‭ ‬ضابط؛‭ ‬فحكم‭ ‬عليه‭ ‬بالسجن‭ ‬ففر‭ ‬من‭ ‬البلد،‭ ‬وهاجر‭ ‬لبلد‭ ‬جار‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ (‬جدة‭) ‬أو‭ (‬دبي‭)‬،‭ ‬عاش‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬عمته‭ ‬هروبا‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي،‭ ‬عاد‭ ‬لبلده،‭ ‬فرحت‭ ‬بذلك،‭ ‬فتقدم‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬محبوبته‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬التهمة‭ ‬عنه‭ ‬بالتَّقادُم،‭ ‬لكن‭ ‬الأب‭ ‬عندما‭ ‬علم‭ ‬بذلك‭ ‬وبَّخها‭ ‬ورفضه،‭ ‬ومع‭ ‬الحاحها‭ ‬عليه‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬بأنَّه‭ ‬سيرفضه‭ ‬لو‭ ‬اكتشف‭ ‬سببا‭ ‬واحدا‭ ‬لذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬معرفته‭ ‬بسيرته‭ ‬قبل‭ ‬هروبه،‭ ‬أخفق‭ ‬بدر‭ ‬فالتحق‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬وقد‭ ‬استسلم‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬أجبر‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬قريبته،‭ ‬لكنه‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجبهات‭ ‬كما‭ ‬مات‭ ‬أخوه‭ ‬‮«‬نعمان‮»‬‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الرواية،‭ ‬وفي‭ ‬الخاتمة‭ ‬تزوجت‭ ‬سلمى‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬عمِّها‭ ‬‮«‬سالم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أحبها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬عاملها‭ ‬بود،‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬بفضل‭ ‬تفهُّمه‭ ‬تحقيق‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬طموحها‭ ‬بتسمية‭ ‬مولودها‭ ‬الأول‭ ‬منه‭ ‬‮«‬بدر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مثالية‭ ‬نادرة‭.‬

 

{ روائي‭ ‬وناقد‭ ‬بحريني‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا