العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الثقافة الرقابية.. «والجربة المبطوطة»!

أول‭ ‬السطر‭:‬

إنشاء‭ ‬وافتتاح‭ ‬صالة‭ ‬أهالي‭ ‬المحرق‭ ‬للمناسبات،‭ ‬بمكرمة‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬البلاد‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لذكرى‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭.. ‬أثلجت‭ ‬الصدور‭ ‬ونشرت‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أهالي‭ ‬المحرق‭ ‬الكرام،‭ ‬ومكانة‭ ‬‮«‬أم‭ ‬المدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.. ‬فشكرا‭ ‬كثيرا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

للعلم‭ ‬فقط‭:‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬البحرينية،‭ ‬والسلطات‭ ‬السعودية،‭ ‬بالتحذير‭ ‬‮«‬مئات‭ ‬المرات‮»‬‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الحج‭ ‬بدون‭ ‬تصريح،‭ ‬أو‭ ‬الالتحاق‭ ‬بأي‭ ‬حملة‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭.. ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعرض‭ ‬المخالف‭ ‬للجزاءات‭ ‬القانونية‭.. ‬ولكن‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مصرا‭ ‬على‭ ‬مخالفة‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭.. ‬وحسنا‭ ‬فعلت‭ ‬السلطات‭ ‬السعودية‭ ‬بالتشديد‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.. ‬ثم‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬الحج‭ ‬مع‭ ‬التحايل‭ ‬والخداع‭ ‬ومضايقة‭ ‬المسلمين‭.‬

الثقافة‭ ‬الرقابية‭.. ‬و«الجربة‭ ‬المبطوطة‮»‬‭!‬

في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حينما‭ ‬تسلم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬استمرار‭ ‬جهود‭ ‬تعزيز‭ ‬الرقابة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مسارات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬واستدامة‭ ‬الموارد،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬بحزم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الملاحظات،‭ ‬ومواصلة‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬النزاهة‭ ‬والأمانة‭ ‬والمهنية‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭.‬

كانت‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬ومعلنة‭ ‬للكل‭.. ‬فالقانون‭ ‬سيظل‭ ‬دائما‭ ‬فوق‭ ‬الجميع‭.. ‬والمنصب‭ ‬تكليف‭ ‬لا‭ ‬تشريف‭.. ‬والوظيفة‭ ‬مسؤولية،‭ ‬وأداؤها‭ ‬أمانة‭ ‬وطنية‭.. ‬تلك‭ ‬رسالة‭ ‬استوعبها‭ ‬وعمل‭ ‬بها‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬إيمان‭ ‬وإخلاص،‭ ‬ويستحقون‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭.. ‬ولكن‭ ‬البعض‭ ‬لم‭ ‬يستوعب‭ ‬الأمر‭ ‬بعد‭.. ‬فخان‭ ‬الأمانة،‭ ‬واستغل‭ ‬المنصب‭ ‬لأغراض‭ ‬شخصية‭ ‬وعائلية،‭ ‬وأهدر‭ ‬واختلس‭ ‬وانتفع‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬وأضر‭ ‬بمصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬فكان‭ ‬جزاؤه‭ ‬ما‭ ‬نتابعه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أخبار‭.. ‬ولدينا‭ ‬إحساس‭ ‬وشعور‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬‮«‬ربما‮»‬‭ ‬سيلجم‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافه‭ ‬بعد‭.‬

حادثة‭ ‬التزوير‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬خطوة‮»‬‭.. ‬قيام‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬بإحالة‭ ‬خمسة‭ ‬مدققين‭ ‬حسابات‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬تأديب‭ ‬مدققي‭ ‬الحسابات‭.. ‬رصد‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬شبهة‭ ‬اختلاس‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭.. ‬تلك‭ ‬بعض‭ ‬أخبار‭ ‬منشورة‭ ‬تؤكد‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التدقيق‭ ‬الداخلي‭ ‬للعمل،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬وأداء‭ ‬المسؤولية‭ ‬والأمانة‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المقبل‭ ‬لديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬سيحمل‭ ‬ملاحظات‭ ‬وربما‭ ‬إشادات،‭ ‬وحتى‭ ‬توصيات‭ ‬بضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬الرقابة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬الرقابة‭ ‬الوقائية‭ ‬قبل‭ ‬حدوث‭ ‬التجاوزات‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬المخالفات‭.. ‬فهناك‭ ‬خلل‭ ‬مستمر،‭ ‬وإن‭ ‬تراجع‭ ‬وقل‭.. ‬و«جربة‭ ‬مبطوطة‮»‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬ينبغي‭ ‬إصلاحها‭ ‬أو‭ ‬تبديلها‭.. ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬سدها‭ ‬وترقيعها‭.‬

بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬اختتمت‭ ‬أعمال‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬مع‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ ‬الحاجة‭ ‬الضرورية‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬والتوعية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬إدارات‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمالية،‭ ‬والمشتريات‭ ‬والتدقيق،‭ ‬ولكن‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وحتى‭ ‬المواطنين‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬ثقافة‭ ‬رقابية‭ ‬عامة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬النزاهة‭ ‬والأمانة‭ ‬والمهنية،‭ ‬وتدشين‭ ‬خطوط‭ ‬ساخنة،‭ ‬ومنصات‭ ‬فاعلة،‭ ‬وآليات‭ ‬قانونية‭ ‬واضحة،‭ ‬تعزيزا‭ ‬للثقافة‭ ‬الرقابية‭ ‬والشراكة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬المجتمعية‭.‬

ملاحظة‭ ‬واجبة‭:‬

فوز‭ ‬نادي‭ ‬الشباب‭ ‬الرياضي‭ ‬ببطولة‭ ‬دوري‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لكرة‭ ‬اليد،‭ ‬ونيل‭ ‬نادي‭ ‬الدير‭ ‬الرياضي‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭.. ‬يؤكد‭ ‬التطور‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬وأبناء‭ ‬النادي‭ ‬والوطن،‭ ‬وتستثمر‭ ‬فيها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأجانب‭.. ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬فرقها‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬الأجانب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬النادي‭.. ‬هل‭ ‬طورت‭ ‬الرياضة‭ ‬أم‭ ‬أهدرت‭ ‬الأموال‭!‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬العم‭ ‬الفاضل‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬السيد‭ ‬عبدالغفار‭ ‬العلوي‭ ‬‮«‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لهيئة‭ ‬التقاعد‮»‬‭.. ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭ ‬والرعيل‭ ‬الأول‭.. ‬تبوأ‭ ‬مناصب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬والمالي،‭ ‬والرياضي‭ ‬والاجتماعي‭.. ‬وترك‭ ‬سيرة‭ ‬حميدة‭ ‬وذكرى‭ ‬عطرة‭.. ‬وصاحب‭ ‬أخلاق‭ ‬رفيعة‭ ‬وأعمال‭ ‬خيرية‭.. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬وصلاح،‭ ‬ويخدم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬ومن‭ ‬أهل‭ ‬الصلاة‭ ‬والمساجد،‭ ‬وأهل‭ ‬بيته‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬الناس‮»‬‭.. ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭.. ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬التعازي‭ ‬والمواساة‭ ‬لأسرة‭ ‬العلوي‭ ‬الكريمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا