العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

أزمة الهوت شورت

مؤخرا‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬البلوجر‭ ‬‮«‬فدوى‭ ‬مواهب‮»‬‭ ‬بفتوى‭ ‬تقول‭ ‬فيها‭ ‬إن‭ ‬ارتداء‭ ‬الفتاة‭ ‬للهوت‭ ‬شورت‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أمام‭ ‬والدتها‭ ‬حرام‭ ‬شرعا،‭ ‬لأنها‭ ‬بذلك‭ ‬تكشف‭ ‬عورتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قلب‭ ‬الدنيا‭ ‬ولم‭ ‬يقعدها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لتفتح‭ ‬الباب‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬التطرق‭ ‬لقضية‭ ‬الفتاوى‭ ‬مجبرين‭ ‬غير‭ ‬مختارين‭. ‬

هذه‭ ‬الفتوى‭ ‬أحدثت‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة‭ ‬وأصبحت‭ ‬حديث‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فهناك‭ ‬فريق‭ ‬أيدها‭ ‬بشدة،‭ ‬وراح‭ ‬يؤكد‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬عز‭ ‬فيه‭ ‬الخجل‭ ‬والحياء‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وآخر‭ ‬تهجم‭ ‬على‭ ‬صاحبتها‭ ‬واتهمها‭ ‬بالتزمت‭ ‬والترهيب‭.‬

لقد‭ ‬علق‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬الداعية‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأحد‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬على‭ ‬فيديو‭ ‬‮«‬فدوى‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تحدثت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬عورة‭ ‬المرأة‭ ‬أمام‭ ‬والدتها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬والدها‭ ‬وإخوانها‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬صحيح،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬تجلس‭ ‬الفتاة‭ ‬البالغة‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬بالهوت‭ ‬شورت،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تلبس‭ ‬شورت‭ ‬تحت‭ ‬الركبة،‭ ‬وتيشرت‭ ‬نصف‭ ‬كم،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الحدود‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬شرعا‭.‬

هذا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬المحامية‭ ‬الشهيرة‭ ‬نهاد‭ ‬أبو‭ ‬قمصان‭ ‬‮«‬فدوى‮»‬‭ ‬بأنها‭ ‬منتحلة‭ ‬صفة‭ ‬داعية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مخرجة‭ ‬كليبات‭ ‬معتزلة،‭ ‬ومؤكدة‭ ‬أن‭ ‬فتواها‭ ‬هذه‭ ‬تتهم‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬المصريين‭ ‬بالانحرافات‭ ‬الجنسية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬الفتيات‭ ‬المراهقات‭ ‬إلى‭ ‬التحرش‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأم‭ ‬والأب،‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬بلاغ‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬ضد‭ ‬صاحبة‭ ‬الفتوى‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬الفتوى‭ ‬دينيا،‭ ‬أو‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬مغالطة‭ ‬أو‭ ‬مبالغة،‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬الهوت‭ ‬شورت‮»‬،‭ ‬لتأخذ‭ ‬منحى‭ ‬آخر‭ ‬أشمل‭ ‬وأعم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬يستفاد‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬طرحها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المختصين‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬أهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إنعاش‭ ‬سمة‭ ‬‮«‬الحياء‮»‬‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬بنات‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬عائلتهن‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬خارج‭ ‬بيوتهن،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬وبأسلوب‭ ‬لا‭ ‬يشوبه‭ ‬الترهيب‭ ‬بل‭ ‬الترغيب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التراشق‭ ‬والعراك‭ ‬والاتهام‭ ‬والقضاء‭. ‬

بنات‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الأنوثة‭ ‬حياء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أزياء،‭ ‬وعلى‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬ازدادت‭ ‬المرأة‭ ‬حياء‭ ‬ازدادت‭ ‬جمالا،‭ ‬حياء‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬اللباس‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬والصوت‭ ‬والضحكة‭ ‬والنظرة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬عملا‭ ‬بحديث‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭: ‬‮«‬لكل‭ ‬دين‭ ‬خلق،‭ ‬وخلق‭ ‬الإسلام‭ ‬الحياء‮»‬‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا