العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الثقافي

برعاية العضو الشوري رضا عبدالله فرج ومشاركة عدد من فناني التشكيل والخط
جاليري أبعاد يفتتح «اتجاهات فنية»

تغطية: رضا الستراوي

السبت ٢٥ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

مازال‭ ‬أبعاد‭ ‬جاليري‭ ‬متميزاً‭ ‬بعطاءاته،‭ ‬محتوياً‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬رؤيتها‭ ‬الفنية‭ ‬التشكيلية‭ ‬والمعاصرة‭ ‬للنتاج‭ ‬الحالي،‭ ‬فمنذ‭ ‬نشأة‭ ‬هذا‭ ‬الصرح،‭ ‬وهو‭ ‬يسلط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬اللوحات‭ ‬التي‭ ‬خربش‭ ‬أبيضها،‭ ‬فأصبحت‭ ‬بذلك‭ ‬رمزاً‭ ‬ثقافياً‭ ‬ومجتمعياً‭ ‬لأصحابها،‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬شغف‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬حاملة‭ ‬بذلك‭ ‬أصالة‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬لمختلف‭ ‬المدارس‭ ‬التشكيلية‭ ‬المعاصرة‭.‬

ففي‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الموافق‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭ ‬2024،‭ ‬واستمراراً‭ ‬لجهود‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬صالة‭ (‬أبعاد‭ ‬جاليري‭)‬،‭ ‬احتضنت‭ ‬الصالة‭ ‬التشكيلية‭ ‬المعرض‭ ‬المشترك‭ (‬اتجاهات‭ ‬فنية‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬ازدانت‭ ‬تلك‭ ‬الجدران‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تنوعت‭ ‬مدارسها،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأستاذ‭ ‬رضا‭ ‬عبدالله‭ ‬فرج،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬وبحضور‭ ‬نخبة‭ ‬وجمع‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬التشكيليين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الفني‭ ‬الثقافي،‭ ‬وذلك‭ ‬بمقر‭ ‬المعرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬عالي‭.‬

ومن‭ ‬الملموس‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تدشن‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬تعد‭ ‬أنموذجا‭ ‬بارزاً‭ ‬وملهما‭ ‬ومشجعا‭ ‬لتلك‭ ‬الفرش‭ ‬النابضة‭ ‬بالحياة،‭ ‬ففي‭ ‬الغالب‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬تحيي‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬بأعمال‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الوطن،‭ ‬منعشةً‭ ‬بذلك‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬تراثهم،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬بصدد‭ ‬الإطراء‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين،‭ ‬فالمديح‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬المعرض،‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬القدير‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والأخرى‭ ‬يمتعنا‭ ‬بإبداعات‭ ‬ريشته،‭ ‬عبد‭ ‬الشهيد‭ ‬خمدن،‭ ‬الذي‭ ‬يثري‭ ‬هذه‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬بالأعمال‭ ‬الآسرة،‭ ‬غير‭ ‬متوقف‭ ‬عن‭ ‬حشد‭ ‬أفكاره‭ ‬الإبداعية،‭ ‬وفاتحاً‭ ‬المجال‭ ‬لكل‭ ‬المواهب‭ ‬الجديدة‭.‬

وتبادلت‭ ‬الأفكار‭ ‬والأحاديث‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الكوكبة‭ ‬من‭ ‬الفانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬الذين‭ ‬تشرف‭ ‬المعرض‭ ‬بوجودهم‭ ‬وهم‭ ‬كالتالي‭:‬

عبد‭ ‬الشهيد‭ ‬خمدن،‭ ‬جابر‭ ‬سهراب،‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬الحايكي،‭ ‬إسماعيل‭ ‬نيروز،‭ ‬موسى‭ ‬رمضان،‭ ‬صالح‭ ‬الماحوزي،‭ ‬إبراهيم‭ ‬أكبر،‭ ‬سعيد‭ ‬علوي،‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالرضا،‭ ‬محمد‭ ‬بحر،‭ ‬محمد‭ ‬رضا،‭ ‬سيد‭ ‬جلال،‭ ‬محمد‭ ‬بحرين،‭ ‬فاطمة‭ ‬سلمان،‭ ‬زهرة‭ ‬بوحميد،‭ ‬غدير‭ ‬مجيد،‭ ‬إيمان‭ ‬الحاجي،‭ ‬محمد‭ ‬مؤمن،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬سبت،‭ ‬فرح‭ ‬السندي،‭ ‬دانة‭ ‬بو‭ ‬حسين‭. ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬قد‭ ‬شرفت‭ ‬الفنانة‭ ‬الروسية‭ ‬الكسندرا‭ ‬معرض‭ (‬اتجاهات‭ ‬فنية‭)‬،‭ ‬مضيفةً‭ ‬للمعرض‭ ‬بصمة‭ ‬ونكهة‭ ‬خاصة،‭ ‬برؤيتها‭ ‬للوحات‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬الجدران،‭ ‬مادحة‭ ‬أبرزها‭ ‬ومثنية‭ ‬عليها‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬توزيع‭ ‬المعرض‭ ‬لهذه‭ ‬اللوحات،‭ ‬بمختلف‭ ‬مدارسها‭ ‬وألوانها‭ ‬ومقاساتها،‭ ‬نرى‭ ‬الجانب‭ ‬الإبداعي‭ ‬الذي‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬مضامينها،‭ ‬حيث‭ ‬رسمت‭ ‬هذه‭ ‬اللوحات‭ ‬ببعد‭ ‬تشكيلي‭ ‬معاصر،‭ ‬بمختلف‭ ‬الألوان،‭ ‬مستخدماً‭ ‬فيهه‭ ‬الألوان‭ ‬المائية‭ ‬والكلاريك،‭ ‬بارزةً‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬مختلف‭ ‬المواضيع‭ ‬والأبعاد‭ ‬الفكرية،‭ ‬ناقلةً‭ ‬مخيلة‭ ‬الرائي‭ ‬لبعد‭ ‬آخر،‭ ‬وفاتحةٌ‭ ‬لآفاق‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يستلهم‭ ‬منها‭ ‬أفكار‭ ‬أخرى‭ ‬تضيف‭ ‬للفن‭ ‬البحريني‭ ‬لمسته‭ ‬الخاصة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬التشكيلي،‭ ‬تعددت‭ ‬اللوحات‭ ‬بطرق‭ ‬رسمها،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الطبيعة،‭ ‬والجغرافيا،‭ ‬وفن‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬وفن‭ ‬الخط‭ ‬الفارسي‭..‬،‭ ‬مجدين‭ ‬ومثرين‭ ‬بذلك‭ ‬التنوع،‭ ‬تشعبات‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وناحين‭ ‬بذلك‭ ‬التكرار‭ ‬الممل‭ ‬للأعمال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تقام،‭ ‬ومعرفين‭ ‬الفنانة‭ ‬الروسية‭ ‬الكسندرا‭ ‬بالفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وتميزه،‭ ‬وأنه‭ ‬قادر‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬طاقات‭ ‬كامنة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭.‬

واطلع‭ ‬الفرج‭ ‬على‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللوحات،‭ ‬فكان‭ ‬له‭ ‬بعده‭ ‬الفني‭ ‬الخاص،‭ ‬مادحاً‭ ‬تميزها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬شرح‭ ‬كل‭ ‬لوحة‭ ‬لحدة،‭ ‬متجهةً‭ ‬تلك‭ ‬اللوحات‭ ‬أكثرها‭ ‬إلى‭ ‬الواقعية،‭ ‬وأقلية‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬التكعيبية‭ ‬والسريالية،‭ ‬واختتم‭ ‬رضا‭ ‬عبدالله‭ ‬هذا‭ ‬المعرض،‭ ‬عارضاً‭ ‬خدماته،‭ ‬وباسطاً‭ ‬كفه‭ ‬الكريمة‭ ‬لدعم‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومقدراً‭ ‬لهذه‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المعرض‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬تكونت‭ ‬الرؤية‭ ‬الفنية‭ ‬للمعرض،‭ ‬فعرضت‭ ‬بعض‭ ‬اللوحات‭ ‬جغرافيا‭ ‬البحرين‭ ‬بمناطقها،‭ ‬فيما‭ ‬اتجهت‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬الخيال،‭ ‬خارجةً‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬قد‭ ‬ولد‭ ‬تكراراً‭ ‬نسبيا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬اللوحات،‭ ‬فنرى‭ ‬بعض‭ ‬التشابه‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬اللوحات‭ ‬رغم‭ ‬اختلافها‭ ‬في‭ ‬المعنى‭ ‬وطريقة‭ ‬الرسم،‭ ‬فالفنان‭ ‬الحقيقي‭ ‬والمتطلع‭ ‬يرى‭ ‬هذا‭ ‬التشابه،‭ ‬فكما‭ ‬قلنا‭ ‬سابقاً‭ ‬أن‭ ‬معرض‭ (‬اتجاهات‭ ‬فنية‭) ‬اختلف‭ ‬عن‭ ‬المعارض‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التكرار‭ ‬الفني،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يخرجه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة،‭ ‬لوجود‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الترداد‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬لوحاته‭.‬

وأسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬المعرض،‭ ‬ومن‭ ‬الصور‭ ‬المعروضة،‭ ‬تصلنا‭ ‬رسائل‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬مازال‭ ‬يمضي‭ ‬قدماً،‭ ‬بوجود‭ ‬ريش‭ ‬قد‭ ‬طعمت‭ ‬بالإبداع‭ ‬والأصالة،‭ ‬وأن‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬الفنون‭ ‬الأخرى،‭ ‬فهو‭ ‬قادرٌ‭ ‬أن‭ ‬يبحر‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬مظلم،‭ ‬وأن‭ ‬يضيئه‭ ‬كما‭ ‬يضيء‭ ‬السراج‭ ‬الغرفة‭ ‬المظلمة،‭ ‬فأن‭ ‬الريشة‭ ‬الملهمة‭ ‬قادرة‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬برسائل،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬إلى‭ ‬بإسهاب‭ ‬السطور‭ ‬والكلمات‭.‬

ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬ابعادنا‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬صالة‭ ‬ابعاد،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬انها‭ ‬اتت‭ ‬بجهود‭ ‬مثمرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ربان‭ ‬سفينة‭ ‬جاليري‭ ‬ابعاد‭ ‬المخضرم‭ ‬الخطاط‭ ‬والتشكيلي‭ ‬الكبير‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالشهيد‭ ‬خمدن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يألُ‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متصل‭ ‬بالحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬متفانياً‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬المواهب‭ ‬والأعمال‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬والخط‭ ‬العربي،‭ ‬فالرسائل‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬خمدن‭ ‬هي‭ ‬رسائل‭ ‬لم‭ ‬تجف‭ ‬أحبارها،‭ ‬كونها‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬كبير‭ ‬وفنان‭ ‬مخلص‭ ‬لعمله‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬تجاوزت‭ ‬على‭ ‬الأربعين‭ ‬عاماً‭.‬

ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬تعاطيها،‭ ‬تظل‭ ‬زاهية‭ ‬كنجوم‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬صيف‭ ‬صافية‭ ‬السماء،‭ ‬مشتعلة‭ ‬بأحلام‭ ‬ولادة‭ ‬اسمه‭ ‬الحب،‭ ‬والعشق‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬كل‭ ‬صرح‭ ‬يعلو‭ ‬شاهقاً‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬فني‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا