الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
المسنون في خطر
لم أكن أدرك أبدا أن التفكير في المستقبل يتغير مع مرور الزمن ومضي العمر، فكلما نكبر تتغير أولوياتنا وتتغير أفكارنا واحتياجاتنا.
في بداية حياتنا الأسرية تفكيرنا ينحصر في طموحنا لبناء مستقبل عملي وعلمي مبهر لأنفسنا، ثم يتحول تفكيرنا مع الزمن لتوفير كافة سبل الراحة والعلم لأبنائنا ومستقبلهم، وما إن نكبر في العمر ونؤدي واجبنا تجاه أبنائنا ونطمئن عليهم حتى يتحول تفكيرنا إلى مصيرنا في الكبر وماذا سيحدث لنا لو تعرضوا لأي حادث!!
بعد مقالي الأخير عن الارتفاع الجنوني لأسعار الممرضات والممرضين لرعاية المسنين الذين يتعرضون لحوادث كسور هلت علي الكثير من الرسائل التي لم أتوقع عددها ولا كمية القلق بل والرعب والمعاناة التي تعيشها الكثير من الأسر لنفس هذه المشكلة حيث يتعرض الأب أو الأم لكسر في الحوض أو الرجل وترفض المستشفيات بقاءهم والاعتناء بهم أكثر من 4 أيام فتقع الأسرة (المتوسطة الحال) في حيص بيص، اما الأسرة (الفقيرة) فهي تقع في مصيبة كبيرة.. فالأسرة متوسطة الحالة وخصوصا لو أن عددها كبير يشترك الجميع ماديا في حل المشكلة وخصوصا لو كانوا قد تعدوا سن الشباب ولا يستطيع أحدهم ان يحمل والده أو والدته على ظهره يوميا ليل نهار لقضاء الاحتياجات الضرورية وغيرها من أمور اللبس والحركة.
اللهم خذ أمانتك قبل ان أصل إلى مرحلة العجز وأتعب من حولي... هذه الدعوة قرأتها في معظم الرسائل حيث أصبح الجميع يخشى مصير العجز في وقت لا يوجد من يستطيع تحمله ماديا وجسديا.
مأساة حقيقية وقاسية جديدة أصبحت تؤرق جيلنا حيث إننا فكرنا أننا ننشئ أسرة صغيرة لنستطيع ان نتكفل بهم ماديا في الوضع الاقتصادي الجديد ولكننا لم نفكر في أننا سنحتاج إليهم في الكبر.
يا مسؤولون في الدولة نحتاج بقوة إلى دار مسنين أو أي مركز صحي أو مستشفىي معالجة أي مسن تعرض لحادث كسر يحتاج إلى ممرض ليل نهار حتى لو كان بمبالغ معقولة.
نحتاج بشدة إلى مشروع يحمينا من الزمن وأمراض الشيخوخة.. ليست كل الأسر فيها أولاد بارون بأهلهم، فهناك العاق وهناك البار ولكنه عاجز ماديا وجسديا، وهناك الطيب والشرير، فلماذا نضع مصائرنا في مهب ريح المجهول؟
نحتاج إلى مصحات خاصة لرعاية المسنين بأسعار في متناول الجميع.
لا ينسى كل مسؤول وكل رجل أعمال وكل إنسان مهما علت قامته المادية أو العلمية أن الزمن غدار والعمر يمضي، وأنه سيصبح في نفس الوضع في يوم من الأيام ويصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى المساعدة فليضع نفسه في مكان مسن فقير عاجز يحتاج إلى من يحفظ كرامته في أرذل العمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك