العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

قمة البحرين.. وخطة «التعافي السياسي»

حينما‭ ‬أرادت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬وتتجاوز‭ ‬تحديات‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬واقعية‭ ‬ومستقبلية‭ ‬مستدامة،‭ ‬أطلقت‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي،‭ ‬ومواصلة‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬التنموية‭ ‬المنشودة،‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬إيجابياً‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وترتكز‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ (‬5‭) ‬أولويات‭ ‬ومبادرات،‭ ‬وتضم‭ ‬27‭ ‬برنامجًا‭ ‬متكاملا‭.‬

ومع‭ ‬نجاح‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‮»‬‭ ‬البحرينية،‭ ‬قامت‭ ‬المملكة‭ ‬وخلال‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬بتقديم‭ ‬خطة‭ ‬للتعافي‭ ‬السياسي‭ ‬والتنموي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬5‭) ‬أولويات‭ ‬ومبادرات،‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة،‭ ‬لكل‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬والتعليمية‭ ‬والصحية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬تنموية‭ ‬عصرية‭ ‬مستدامة‭.‬

كنت‭ ‬قد‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬بتلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬اعتمدت‭ ‬وقصدت‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ((‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للعيش‭ ‬بسلام‭ ‬معا‭)) ‬الذي‭ ‬يحتفل‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬بحرينية‭ ‬عربية‭ ‬حضارية،‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬والتوقيت،‭ ‬لتضاف‭ ‬إلى‭ ‬الدلالات‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بالمجريات‭ ‬والتطورات‭ ‬والمستجدات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭.‬

في‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية،‭ ‬والتي‭ ‬تبنتها‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مبادرات‭ ‬عربية‭ ‬خالصة،‭ ‬ستقوم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبحكم‭ ‬رئاستها‭ ‬للقمة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذها‭ ‬وتحقيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬فالقمة‭ ‬أنهت‭ ‬أعمالها‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬مايو،‭ ‬ولكن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستواصل‭ ‬عملها‭ ‬العربي،‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والتنموي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬لتؤكد‭ ‬دورها‭ ‬العروبي‭ ‬ورسالتها‭ ‬الحضارية،‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬ومصلحة‭ ‬المنطقة‭ ‬ومستقبلها‭.‬

وقد‭ ‬تضمنت‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬الخمس‭ ‬لخطة‭ ‬التعافي‭ ‬السياسي‭ ‬والتنموي‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬ستحقق‭ ‬أهدافا‭ ‬عديدة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الحضور‭ ‬الفاعل‭ ‬والكوادر‭ ‬والعناصر‭ ‬البشرية‭ ‬البحرينية،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

‭ ((‬الدبلوماسية‭ ‬السياسية‭))‬،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وبرعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بجانب‭ ‬توجيه‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬بالتحرك‭ ‬الفوري‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لحثهم‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬السريع‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭.‬

‭ ((‬الدبلوماسية‭ ‬التعليمية‭))‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ممن‭ ‬حرموا‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬وتداعيات‭ ‬النزوح‭ ‬واللجوء‭ ‬والهجرة،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للثقافة‭ ‬والعلم‭ ‬والتربية‭ (‬اليونسكو‭) ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ((‬الدبلوماسية‭ ‬الصحية‭))‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وتطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الدواء‭ ‬واللقاحات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وضمان‭ ‬توفر‭ ‬الدواء‭ ‬والعلاج،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ((‬الدبلوماسية‭ ‬الاقتصادية‭))‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬والابتكار‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬لتطوير‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مالية‭ ‬مبتكرة‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭.‬

تبقى‭ ‬مسألة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬جديرة‭ ‬بالتركيز‭ ‬والتأكيد،‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬وما‭ ‬تضمنه‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الخاص‭ ‬حول‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أكد‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬الثابت‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬المشككين‭ ‬والمزايدين‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬البحريني،‭ ‬ورغبتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬وحرصها‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والمستدام،‭ ‬ومصالح‭ ‬شعبها‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والمستقبل‭ ‬معا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا