الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الكلمة السامية.. وإعلان البحرين
الكلمة السامية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في افتتاح أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين «قمة البحرين»، حملت مضامين رفيعة ورؤية حكيمة ونظرة ثاقبة من أجل مستقبل المنطقة ومصالحها، أساسها السلام والأمن والتنمية، وكذلك هي قرارات وتوصيات «إعلان البحرين».
ما تميزت به الكلمة الملكية السامية أنها حملت مشروعا وبرنامجا ومقترحات تنفيذية، تعود بالنفع والخير على دول وشعوب ومستقبل الدول العربية والمنطقة، وذلك من خلال الدعوة الى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وتقديم مقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات في المنطقة، وهنا يجب أن نتوقف عند هذه النقطة الحيوية ورؤية جلالته وحرصه على التعليم وأثره المستدام، وكيف هي الدبلوماسية الإنسانية البحرينية التي تنظر للاستدامة والنفع وليس لمجرد الإغاثة والعون المادي.
وكذلك المبادرة التي تهتم بتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، في نظرة مستقبلية للتطور الذي يصاحب الشأن المالي والاقتصادي وضرورة مواكبة التطور العصري.
الكلمة السامية وضعت النقاط على الحروف في القضية الفلسطينية وحملت الجميع مسؤوليته الإنسانية والتاريخية، في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إنكار لحقوقه المشروعة وزيادة الحاجة الى بلورة موقف عربي ودولي مشترك، والتأكيد على أن مصلحة شعب فلسطين ترتكز على وحدة صفه كهدف منشود لا حياد عنه، وأن منظمة التحرير الفلسطينية ستظل الممثل الشرعي لهذه الوحدة، كما أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، سيأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد، ولابد من التوافق على اعتماد خيار السلام كخيار استراتيجي لا غنى عنه، لصون المسيرة الإنسانية وتأمين وصولها الى غَدِها المشرق.
وكما أن القضية الفلسطينية نالت الجزء الأكبر من الكلمة السامية، فكذلك هو إعلان البحرين الذي أكد على دعم القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، ووقف الحرب الدائرة في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وغيرها من المطالب الحيوية، ونثق تمام الثقة أن قمة البحرين ستشكل مسارا جديدا لما يحصل في غزة والأراضي الفلسطينية.
الكلمة السامية شخصت الواقع بكل تفاصيله الدقيقة، وحقائقه الدامغة، وطرحت حلولا للحاضر ونتائجها على المستقبل، حيث أشار جلالته إلى أن القمة العربية تنعقدُ وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة ومآسٍ إنسانية مؤلمة، ووسط تهديداتٍ تمس أمتنا في هويتها، وأمنها، وسيادتها، ووحدة وسلامة أراضيها.. داعيا جلالته الأمة العربية إلى فتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تسهم في التقارب نحو التطلعات المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر.
مضامين الكلمة السامية، ومواد وقرارات وتوصيات ومبادرات «إعلان البحرين» تشكل خريطة طريق لمستقبل العمل العربي، في لحظة تاريخية مفصلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك