العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

أصوات جديدة بلا محصلة أدبية!

السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

د. حيدر الأسدي: الجيل الجديد يبحث عن كتابة (الشو) أكثـر مما يسعون إلى كتابة موقفية مسؤولة

د. جميلة الوطني: قلة النقد البناء من النقاد يؤدي إلى استمرار الأصوات الجديدة في إصدار كتب ضعيفة


تحقيق‭ ‬أجراه‭ ‬‭ ‬رضا‭ ‬الستراوي‭ ‬

 

عندما‭ ‬نرى‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬ونرى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬مكنوناته‭ ‬الأدبية،‭ ‬نفرح‭ ‬بأن‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬رافدة‭ ‬ومخرجة‭ ‬لبراعم‭ ‬وأصوات‭ ‬جديدة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬شأن‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الوقت،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬نصاب‭ ‬بالذهول‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل،‭ ‬جراء‭ ‬لهث‭ ‬الأصوات‭ ‬الشبابية‭ ‬على‭ ‬البروز‭ ‬دون‭ ‬واعز‭ ‬معرفي‭ ‬وثقافي‭ ‬وأدبي،‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الأدبية،‭ ‬فتصدر‭ ‬لنا‭ ‬أشباه‭ ‬كتب،‭ ‬بين‭ ‬جنبيها‭ ‬أسلوب‭ ‬هش،‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬يسحرك‭ ‬لقراءته‭.‬

فهذه‭ ‬الأصوات‭ ‬شكلت‭ ‬رؤيتها‭ ‬ضمن‭ ‬النظرة‭ ‬الفنية‭ ‬للأدب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬فجعلته‭ ‬سوداوي‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يمتهنون‭ ‬أو‭ ‬يحبون‭ ‬الأدب،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬ينتجون‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬الأدبية‭ ‬الملهمة،‭ ‬مما‭ ‬جعلني‭ ‬أطرح‭ ‬تحقيقاً‭ ‬صحفيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬مسلطاً‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات،‭ ‬واقفاً‭ ‬على‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفادحة‭ ‬الجلية‭ ‬والمحصلة‭ ‬الأدبية‭ ‬الضعيفة،‭ ‬وآخذاً‭ ‬برأي‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬والجمهور‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬سياقات‭ ‬الحياة،‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬أخذتُ‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬يرى‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬الأسدي‭ ‬ناقد‭ ‬وأكاديمي‭ ‬عراقي،‭ ‬اهتماماً‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬جوانب‭ ‬الأصوات‭ ‬الجديدة‭ ‬الضعيفة،‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬الأسدي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ (‬تكتب‭ ‬ولا‭ ‬تقرأ‭)‬،‭ ‬وعندما‭ ‬تخوض‭ ‬معه‭ ‬حوارا‭ ‬بسيطا‭ ‬حتى‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬مندفع‭ ‬ويرغب‭ ‬بتكوين‭ ‬اسم‭ ‬أدبي‭ ‬له‭ ‬بالسرعة‭ ‬الممكنة،‭ ‬وهذه‭ ‬إحدى‭ ‬سلبيات‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد،‭ ‬فلكي‭ ‬تكتب‭ ‬يحتاج‭ ‬لك‭ ‬مداد‭ ‬من‭ ‬القراءة،‭ ‬وأشار‭ ‬الدكتور،‭ ‬أنك‭ ‬ستدرك‭ ‬الأمر‭ ‬جلياً‭ ‬بالمجانية‭ ‬والسرعة‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الركوز‭ ‬والمصدرية‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬كتاباتهم‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ردات‭ ‬الفعل‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬الحقيقية‭ ‬إلى‭ ‬مكامن‭ ‬جوهر‭ ‬المشكلة‭ ‬وأبعادها‭ ‬المرجعية‭ ‬والحقيقية،‭ ‬هم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ (‬الشو‭) ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬كتابة‭ ‬موقفية‭ ‬مسؤولة‭.‬

مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬هوس‭ ‬الإصدارات‭ ‬أصبحت‭ ‬ظاهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ (‬مجانية‭ ‬النشر‭) ‬دون‭ ‬رقابة‭ ‬أو‭ ‬سيطرة‭ ‬تذكر،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬بعض‭ ‬الأموال‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬كتابه‭ (‬تحت‭ ‬أي‭ ‬جنس‭ ‬كان‭) ‬وتجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النتاجات‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬حتى‭ ‬للنشر‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تجارب‭ ‬بسيطة‭ ‬وسطحية‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ (‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬من‭ ‬النتاجات‭ ‬النوعية‭)‬،‭ ‬أرى‭ ‬ضرورة‭ ‬تدقيق‭ ‬تلك‭ ‬النتاجات‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬باستحصال‭ ‬الأموال‭ ‬مقابل‭ ‬طباعة‭ (‬أي‭ ‬شيء‭) ‬لأن‭ ‬الذائقة‭ ‬ستؤول‭ ‬إلى‭ ‬خراب‭ ‬وفوضى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كم‭ ‬النتاجات‭ ‬الأدبية‭ ‬التي‭ ‬تطبع‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬سيطرة‭ ‬وتدقيق‭ ‬صارم‭ ‬على‭ ‬خروج‭ ‬تلك‭ ‬النتاجات‭ ‬للضوء،‭ ‬فالشباب‭ ‬اليوم‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ (‬النجومية‭) ‬و‭(‬الترند‭) ‬والشهرة‭ ‬والوصول‭ ‬السريع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه،‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬أيضا‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتردي‭ ‬هذه‭ ‬النتاجات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجانيتها‭ ‬وتفاعليتها‭ ‬المرعبة‭.‬

مؤكداً‭ ‬حيدر‭ ‬الأسدي‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬الكاتب‭ ‬إجازة‭ ‬ممارسة‭ ‬المهنة‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اتحادات‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وهذه‭ ‬الإجازة‭ ‬لا‭ ‬تمنح‭ ‬بالمجاملة‭ ‬ولا‭ ‬الإخوانيات‭ ‬بل‭ ‬بالجودة‭ ‬الرصينة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقياس‭ ‬مستوى‭ ‬ثقافة‭ ‬ولغة‭ ‬ووعي‭ ‬الكاتب‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬والتعاطي‭ ‬مع‭ ‬المفهوم‭ ‬الحياتي‭ ‬ومشكلات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬بالفرد‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب‭ ‬أن‭ ‬يدلو‭ ‬بدلوه‭ ‬بآراء‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬بأنها‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬الصواب‭ ‬وقريبة‭ ‬من‭ ‬السطحية‭ ‬والهامشية‭. ‬

ونوهت‭ ‬د‭. ‬جميلة‭ ‬الوطني‭ ‬‭ ‬كاتبة‭ ‬ومؤلفة،‭ ‬بأنّ‭ ‬ساحة‭ ‬الأدب‭ ‬البحريني،‭ ‬كحديقة‭ ‬غناء،‭ ‬تزهر‭ ‬فيها‭ ‬براعم‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬البراعم،‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬أيّ‭ ‬براعم‭ ‬جديدة،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تنال‭ ‬قسطًا‭ ‬كافيًا‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬والرعاية،‭ ‬والتوجيه‭ ‬فتفتقر‭ ‬إلى‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة‭ ‬الأدبية‭ ‬الراسخة‭.‬

أذكرُ‭ ‬موقفًا‭ ‬حظيتُ‭ ‬فيه‭ ‬بشرف‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬أدبية،‭ ‬حيث‭ ‬قدّم‭ ‬أحد‭ ‬الشباب‭ ‬قصته‭ ‬الأولى،‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقاش‭ ‬الحضور‭ ‬أنّ‭ ‬الشاب‭ ‬رغم‭ ‬حماسه‭ ‬وأسلوبه‭ ‬المميز،‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬قاعدة‭ ‬معرفية‭ ‬وثقافية‭ ‬كافية‭ ‬لدعم‭ ‬قصته،‭ ‬فلم‭ ‬تتسم‭ ‬معارفه‭ ‬بالعمق،‭ ‬ولم‭ ‬تُبن‭ ‬أحداث‭ ‬القصة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متينة،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬بعض‭ ‬الانتقادات‭ ‬من‭ ‬الحضور‭.‬

ولا‭ ‬شكّ‭ ‬أنّ‭ ‬الكتابة‭ ‬اللحظوية‭ ‬في‭ ‬‮«‬السوشال‭ ‬ميديا‮»‬،‭ ‬بطبيعتها‭ ‬المختصرة‭ ‬والسريعة،‭ ‬تُؤثّر‭ ‬سلبًا‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الأصوات‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬نصوص‭ ‬إبداعية‭ ‬عميقة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬التعود‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬منشورات‭ ‬أو‭ ‬تغريدات‭ ‬قصيرة‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يُضعف‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬المُركّب‭ ‬والبناء‭ ‬السردي‭ ‬المتقن‭.‬

وأكدت‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الأسدي،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات،‭ ‬إيمانها‭ ‬بأنها‭ ‬موهوبة‭ ‬وملاقاتها‭ ‬دعما‭ ‬خاطئا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬النقد،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الإنتاجات‭ ‬الضعيفة‭.‬

مشيراً‭ ‬فهد‭ ‬المضحكي‭ ‬‭ ‬كاتب‭ ‬بحريني،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات،‭ ‬فهذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬طبيعية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأسباب‭ ‬تختلف،‭ ‬وهناك‭ ‬منافسة‭ ‬جادة‭ ‬وشريفة‭ ‬غرضها‭ ‬ثقافي‭ ‬واجتماعي‭ ‬وإنساني،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يلهث‭ ‬وراء‭ ‬الشهرة‭ ‬والمتاجرة،‭ ‬وهو‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬السائد‭ ‬اليوم،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬ربما‭ ‬يعود‭ ‬الضعف‭ ‬إلى‭ ‬محدودية‭ ‬التجربة‭ ‬وقصور‭ ‬في‭ ‬المخزون‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حلول‭ ‬جاهزة‭ ‬لإعادة‭ ‬هيبة‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المثقف‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط،‭ ‬والمقاييس‭ ‬الصحيحة،‭ ‬والدعم‭ ‬المناسب،‭ ‬والمطلوب‭.‬

وفي‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬الشبابي،‭ ‬قالت‭ ‬فاطمة‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬ومحمد‭ ‬النشمي‭ ‬‭ ‬طالبا‭ ‬إعلام،‭ ‬إن‭ ‬الانشغالات‭ ‬وضيق‭ ‬الوقت،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬بدائل‭ ‬للكتب‭ ‬الورقية،‭ ‬مثل‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭ ‬وليس‭ ‬قراءتها،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي،‭ ‬حيث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نجد‭ ‬نسخ‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تكلفة‭ ‬مادية‭ ‬مما‭ ‬يجذب‭ ‬القراء‭ ‬لها‭.‬

وأصر‭ ‬أحمد‭ ‬دبوان‭ ‬‭ ‬كاتب‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أن‭ ‬انخراط‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬القصص‭ ‬الغرامية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬ثقافات‭ ‬الغرب،‭ ‬صيرت‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أنموذجاً‭ ‬غربيا،‭ ‬فالقراء‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بالاستفادة،‭ ‬فيتجنبون‭ ‬الكتب‭.‬

وتطرق‭ ‬يحيى‭ ‬علي‭ ‬وسيد‭ ‬حسن‭ ‬هاشم‭ ‬‭ ‬طالب‭ ‬هندسة‭ ‬‮«‬ميكاترونكس‮»‬‭ ‬وطالب‭ ‬إعلام،‭ ‬مؤكدين‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬والنشمي‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬ابتعاد‭ ‬الشباب‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الكتب‭ ‬الورقية،‭ ‬حيث‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬كتاباً‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تأخذه‭ ‬بالمجان‭ ‬بضغطة‭ ‬زر‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬وشرائه‭ ‬من‭ ‬المكتبات،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬زماننا‭ ‬الحالي‭ ‬أصبح‭ ‬سهلاً‭.‬

وأسهب‭ ‬سليم‭ ‬رامي‭ ‬‭ ‬طالب‭ ‬إعلام،‭ ‬أن‭ ‬دورنا‭ ‬جميعاً‭ ‬نحن‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬هو‭ ‬توعية‭ ‬الشباب‭ ‬بأهمية‭ ‬القراءة‭ ‬وتحديداً‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬والرقيّ‭ ‬بالحضارة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬إيجاد‭ ‬طبقة‭ ‬مثقفة‭ ‬وقارئة‭ ‬ويبدأ‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الشباب،‭ ‬نواة‭ ‬المجتمع‭ ‬وحاملي‭ ‬راية‭ ‬العروبة‭ ‬والوطن‭ ‬على‭ ‬أعتاقهم‭ ‬مستقبلاً‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحديث،‭ ‬أشار‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬‭ ‬طالب‭ ‬نظم‭ ‬المعلومات،‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬بالوسائط‭ ‬المتعددة،‭ ‬مثل‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬والألعاب‭..‬،‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬الشباب‭ ‬وقتهم‭ ‬في‭ ‬ممارستها‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭.‬

هذه‭ ‬خزلة‭ ‬من‭ ‬مما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬الشباب‭ ‬نظرهم‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي،‭ ‬وخزلة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬نود‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬صوتاً‭ ‬مبهراً‭ ‬وليس‭ ‬لاذعاً‭ ‬فقط،‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬نخبة‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬وسطور‭ ‬إصداراتها‭ ‬نرى‭ ‬العجب‭ ‬والخفايا‭ ‬التي‭ ‬تخفيها‭ ‬تلك‭ ‬العقول‭ ‬الخاوية‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا