الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
قمة البحرين.. والاتحاد العربي
قد يتصور البعض منا أن مشاركة وحضور مملكة البحرين في جامعة الدول العربية بدأ مع انضمامها الرسمي الى الجامعة في 11 سبتمبر 1971، ولكن ما تكشفه المعلومات التاريخية والإعلامية المنشورة، أن الحضور البحريني في فعاليات جامعة الدول العربية كان قبل ذلك التاريخ، انطلاقا من الحرص والرغبة البحرينية الأصيلة في الانتماء العربي المؤسسي.
المرحوم أحمد العمران مدير المعارف شارك في المؤتمر الثقافي العربي في أغسطس 1950، كما زار وفد من الجامعة البحرين في مارس 1963 لبحث بعض القضايا العربية في تلك المرحلة، وشهد عام 1964 زيارة وفد من الجامعة للبحرين لبحث موضوع الهجرة الأجنبية، ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن حكومة البحرين في مايو 1967 تلقت خطابا من الجامعة لترشيح الأديب إبراهيم العريض لجائزة نوبل، وهذه معلومة ربما يقرأها الكثير منا لأول مرة.. كما استضافت البحرين مؤتمر وزراء الإعلام العرب في فبراير 1971، والجميل كذلك وتأكيدا للاعتزاز بالانتماء العربي، أن مملكة البحرين انضمت رسميا إلى جامعة الدول العربية قبل انضمامها الرسمي إلى الأمم المتحدة بعشرة أيام.
ولا شك أن الحضور الفاعل والمؤثر العربي لمملكة البحرين قد تضاعف بعد الانضمام الرسمي الى الجامعة في 11 سبتمبر 1971، وترأست البحرين القمة العربية (15) التي عقدت في شرم الشيخ، واليوم تحتضن البحرين القمة العربية (33) على أرضها ولأول مرة، وتزامنا مع الاحتفال باليوبيل الفضي لذكرى تولي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.
ما أهمية قمة البحرين، وما هي النتائج المرتقبة؟؟.. سؤال محوري طرح في الساحة الإعلامية العربية كثيرا، وقرأ عنه الناس أكثر، واليوم الخميس ومع انعقاد قمة البحرين، يترقب الجميع «إعلان البحرين» في ختام القمة، كما ويتابع العالم أجمع ما سيتم طرحه وتداوله ومناقشته.
كنت قد أجبت عن ذلك السؤال المحوري، خلال وجودي في «المركز الإعلامي» للقمة، الذي دشنته وزارة الإعلام ومركز الاتصال الوطني، وذلك عبر اللقاءات التلفزيونية للقنوات الفضائية والصحف العربية والوسائل الإعلامية الإقليمية والدولية، وأدرك أن معظم الزملاء الإعلاميين يؤكدون على ذات الإجابة.
«قمة البحرين» تكتسب أهمية كبيرة في ظل الآمال والتطلعات بأن تكون انطلاقة جديدة لمسيرة العمل العربي المشترك، ومقومات نجاح القمة وضع ركائزها جلالة الملك المعظم بسياسته الحكيمة، من خلال عقد المشاورات والمباحثات مع قادة وزعماء الدول الشقيقة، وكذلك عبر الجولات التي قام بها سعادة وزير الخارجية للدول العربية، والتوافق على بنود جدول الأعمال، والمواضيع المطروحة، والمرئيات المطلوبة، خاصة المتعلقة منها بالتضامن مع الدول العربية التي تشهد العديد من التطورات الراهنة، وكذلك رفض التدخلات الخارجية.
كما أن انعقاد «قمة البحرين» في هذا التوقيت له دلالة وأهمية كبيرة، وفي ظروف خاصة تتقدمها القضية الفلسطينية، وملفات حيوية تتعلق بالاقتصاد والتنمية، وحدة الصف العربي، وتنشيط التجارة البينية، تحقيق الأمن الغذائي، والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، بجانب المحاور الثلاثة الأساسية التي أشار اليها سعادة وزير الخارجية: ((ترسيخ الحلول السلمية، تعزيز التضامن العربي، استكمال متطلبات التكامل الاقتصادي والمشروعات العربية المشتركة)).
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، انطلقت مقولة خالدة، وكانت ركيزة الاتحاد الأوروبي.. ((متحدين نقف.. مختلفين نسقط)).. ومنذ ذلك اليوم بدأ حلم الاتحاد الأوروبي، وثم تحقق على أرض الواقع.. ونأمل اليوم أن تكون «قمة البحرين» بداية لمشروع الاتحاد العربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك