العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

نبض.. عذبٌ لا ينشغلُ بالفحمِ لوحده

بقلم: علي الستراوي

السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

إلى‭ ‬الشّاعرِ‭ ‬المبدعِ‭: ‬

قاسم‭ ‬حداد‭ ‬في‭ ‬مدائنِ‭ ‬الشّعر

 

هي‭ ‬بواباتٌ‭ ‬من‭ ‬الضوءِ‭ ‬والحُلمِ

تقدمتْ‭ ‬خطواتُنا‭ ‬نحوها‭ ‬بالألقِ

وكانت‭ ‬عيونُ‭ ‬‮«‬البشارة‮»‬‭ ‬وليدةَ‭ ‬أوّلِ‭ ‬الخُطى

حيثُ‭ ‬‮«‬قاسم‮»‬‭ ‬يجوبُ‭ ‬شوارعَ‭ ‬وأزقةً‭ ‬ضيقةً،‭ ‬

يرمي‭ ‬بالبذورِ‭ ‬لصغارِ‭ ‬العصافيرِ

ويرمي‭ ‬فتاتَ‭ ‬الخبزِ‭ ‬للحمَامِ

وقربَ‭ ‬نافذةٍ‭ ‬تطلُّ‭ ‬على‭ ‬أزرقٍ

‭ ‬لا‭ ‬يغيبُ‭ ‬عن‭ ‬الذّاكرةِ

ونخلٌ‭ ‬يصلّي‭ ‬الفجرَ

‭ ‬قربَ‭ ‬أضرحةِ‭ ‬من‭ ‬غادروا‭ ‬المدينة‭ ‬

يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬نزوةٍ‭ ‬سقطَ‭ ‬فيها‭ ‬الفؤادُ

‭ ‬في‭ ‬شباكِ‭ ‬‮«‬الملائكة‮»‬

وفي‭ ‬عيونِ‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬المجنون‮»‬‭ ‬

كانت‭ ‬ليلى‭ ‬قد‭ ‬غسلتْ‭ ‬حناءَ‭ ‬ليلتِها‭ ‬الأولى

سجدتْ‭ ‬فوقَ‭ ‬ترابٍ‭ ‬لهُ‭ ‬رائحةُ‭ ‬الحكاياتِ‭ ‬

كان‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الشّجرِ‭ ‬

سرُّ‭ ‬الغجرِ‭ ‬السّاهرينَ‭ ‬على‭ ‬موسيقى‭ ‬الحياةِ

وهو‭ ‬يدنو‭ ‬من‭ ‬القلبِ‭ ‬

ليشرعَ‭ ‬أجنحتِها‭ ‬في‭ ‬فضاءِ‭ ‬الحرّية

إنّهُ‭ ‬‮«‬قاسم‭ ‬حداد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬دوزنَ‭ ‬اللغةَ‭ ‬

في‭ ‬ثيابِ‭ ‬حداثةِ‭ ‬البوحِ

مشعلًا‭ ‬جهاتِ‭ ‬القصيدةِ‭ ‬

بفيضٍ‭ ‬يعتلي‭ ‬سماواتٍ‭ ‬سبعٍ

يعزفُ‭ ‬في‭ ‬هدوءِ‭ ‬الرّيحِ‭ ‬موسيقاه

وقبلَ‭ ‬التحاقِ‭ ‬النّوارسِ‭ ‬بأسرابِها‭ ‬

يخطُّ‭ ‬على‭ ‬صواري‭ ‬السفنِ‭ ‬ملحمتَهُ

‭ ‬التي‭ ‬أذابتِ‭ ‬الحصى‭ ‬في‭ ‬أوكسجين‭ ‬القصيدةِ

ولا‭ ‬يستسلمُ‭ ‬للاحتضارِ

‮«‬قلبُ‭ ‬الحبّ‮»‬‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬لغةِ‭ ‬السّنونو

عذبٌ‭ ‬لا‭ ‬ينشغلُ‭ (‬بالفحمِ‭) ‬وحدِه‭ ‬

ولا‭ ‬يستعيرُ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يطاقُ‭ ‬من‭ ‬الغفلةِ،‭ ‬

فقد‭ ‬انحدرَ‭ ‬من‭ ‬الأصمِّ‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬ربوعِ‭ ‬الفيافي

مستحضرًا‭ ‬كلّ‭ ‬أزاميلِ‭ ‬اللغةِ‭ ‬في‭ ‬دفاترِ‭ ‬القلبِ

كان‭ ‬لها‭ ‬عريسًا‭ ‬لا‭ ‬يتقنُ‭ ‬فنَّ‭ ‬الهروبِ

ولا‭ ‬يستحي‭ ‬من‭ ‬البوحِ‭ ‬الشّفيفِ‭ ‬في‭ ‬مناسمِ‭ ‬الجسدِ

وصلوا‭.. ‬

وهو‭ ‬على‭ ‬ترعةِ‭ ‬الماءِ‭ ‬يسقي‭ (‬الفسيلَ‭) ‬

وينسلُّ‭ ‬شعرُ‭ ‬غرائبِه‭ ‬في‭ ‬البحرِ‭ ‬تارةً‭ ‬

وتارةً‭ ‬يذهبُ‭ ‬مع‭ ‬الذاهبينَ‭ ‬

نحوَ‭ ‬بيتٍ‭ ‬ألفَ‭ ‬فيهِ‭ ‬صبيان‭ ‬وصبايا‭ (‬المحرق‭)‬

حيثُ‭ (‬بيتُ‭ ‬الرّحى‭) ‬

ذلكَ‭ ‬الرّقصُ‭ ‬العفيفُ‭ ‬من‭ ‬الجدّاتِ‭ ‬ذواتِ‭ ‬الحكايا‭ ‬

صبيٌ‭ ‬هو

يدركُ‭ ‬ما‭ ‬يعنيهِ‭ (‬الماءُ‭)‬

وما‭ ‬تعنيهِ‭ ‬طحالبُ‭ ‬المدنِ‭ ‬المكتظّةِ‭ ‬بالرّكضِ‭ ‬

في‭ ‬حومةِ‭ ‬الانشغال‭!‬

قالوا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عزلة‭ ‬الملكات‮»‬‭ ‬

لكنّهم‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬بَعْدَها

‭ ‬أنّها‭ ‬لعبةٌ‭ ‬لم‭ ‬تكسرْها‭ ‬مسافاتُ‭ ‬غربتِها‭ ‬

ولم‭ ‬يضيّعْها‭ ‬انحسارُ‭ ‬الموجِ‭ ‬عن‭ ‬البحرِ‭!! ‬

‮«‬لقاسم‮»‬‭ ‬زفّتْ‭ ‬عرائسُ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الغيبِ‭ ‬

ليرسمَ‭ ‬ما‭ ‬بَعْدَها‭ ‬طريقًا‭ ‬للحياةِ

‭ ‬بين‭ ‬بوابتينِ‭ ‬

جنةٌ‭ ‬وقصيدةٌ‭ ‬لا‭ ‬تنامُ‭ ‬على‭ ‬الطلّ‭ ‬في‭ ‬موتِ‭ ‬الرّياحِ،‭ ‬

فرحٌ‭ ‬أدركهُ‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬ليلى‮»‬‭ ‬

و«ليلى‮»‬‭ ‬في‭ ‬شعابِ‭ ‬بني‭ ‬عامر‭ ‬أدركتْ‭ ‬ولادةَ‭ ‬‮«‬قاسم‮»‬

فتقدّمَ‭ ‬‮«‬طرفة‮»‬‭ ‬

وشاخَ‭ ‬الشّعرُ‭ ‬في‭ ‬مدائنِ‭ ‬الشباب،‭ ‬

عريسُ‭ ‬‮«‬خولة‮»‬‭ ‬

فتى‭ ‬تقدّمَهُ‭ ‬الشّعرُ‭ ‬قبلَ‭ ‬أنْ‭ ‬يتقدّمَهُ‭ ‬الوطنُ‭ ‬العربيُّ‭ ‬

ليعدَّ‭ ‬صباهُ‭ ‬نبتةً‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬لجلجامش‮»‬‭ ‬

صولجانٌ‭ ‬يرمي‭ ‬بهِ‭ ‬سيدُ‭ ‬الحداثةِ

‭ ‬ليفتحَ‭ ‬‮«‬البكارة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قصيدةٍ‭ ‬لا‭ ‬تنام‭.‬

من‭ ‬ديوان‭ ‬ذاكرة‭ ‬الماء

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا