العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ضمن فعاليات أسرة الأدباء والكتاب
الشاعر قاسم حداد يتأبط موسيقى الكتابة

السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

ضمن‭ ‬أنشطة‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬استضافت‭ ‬الأسرة‭ ‬الشاعر‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬في‭ ‬أمسية‭ ‬شعرية‭ ‬حوارية،‭ ‬أدارها‭ ‬الشاعر‭ ‬كريم‭ ‬رضي،‭ ‬وسط‭ ‬حضور‭ ‬كبير‭.‬

فعندما‭ ‬يكتب‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬ينفرد‭ ‬القلم‭ ‬بجناحين‭ ‬أثيرين‭ ‬متجاوزاً‭ ‬الحرف‭ ‬والمعنى،‭ ‬يسبغ‭ ‬طابعاً‭ ‬متفرداً‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب،‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المبدعين‭ ‬الذين‭ ‬يتألقون‭ ‬في‭ ‬عوالمه‭ ‬المختلفة‭.‬

موسيقى‭ ‬الكتابة،‭ ‬ولوهلة‭ ‬يشدنا‭ ‬العنوان‭ ‬نحو‭ ‬مضامين‭ ‬بارزة‭ ‬وظاهرة‭ ‬لبساطة‭ ‬الكلمتين‭ ‬المعبرتين‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬ً‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬للكاتب‭ ‬قاسم‭ ‬وجهة‭ ‬نظرٍ‭ ‬أخرى‭ ‬تفنن‭ ‬في‭ ‬إيصالها‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬إضاءة‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬الزاخرة‭ ‬أنارت‭ ‬سماء‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬وسط‭ ‬حضورٍ‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬متذوقي‭ ‬الشعر‭ ‬وجمهوره‭.‬

بدأ‭ ‬قاسم‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الشعراء‭ ‬المعاصرين‭ ‬الذين‭ ‬ترجمت‭ ‬أشعارهم‭ ‬للغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وأحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬المؤسسين‭ ‬لفرقة‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خط‭ ‬سيرٍ‭ ‬لأفق‭ ‬الشعر‭ ‬البحريني‭ ‬وفق‭ ‬أدبياته‭ ‬التي‭ ‬تنوعت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬الخمسين‭ ‬مؤلفاً‭ ‬منها‭: ‬البشارة،‭ ‬الدم‭ ‬الثاني،‭ ‬قلب‭ ‬الحب،‭ ‬القيامة،‭ ‬الجواشن،‭ ‬عزلة‭ ‬الملكات،‭ ‬نقد‭ ‬الأمل،‭ ‬أخبار‭ ‬مجنون‭ ‬ليلى‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

اليوم‭ ‬وفي‭ ‬فضاء‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬النجمية‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬موسيقى‭ ‬الكتابة‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬يتعلق‭ ‬بجماليات‭ ‬موسيقى‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬يقدمها‭ ‬الشاعر‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تجربته‭ ‬الكثيفة‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬مبرزاً‭ ‬جماليات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الموسيقى‭ ‬الغنية‭ ‬بالأصوات‭ ‬البالغة‭ ‬التنوع‭.‬

حيث‭ ‬يشير‭ ‬أ‭. ‬قاسم‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬أسبقية‭ ‬الصوت‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬وأهمية‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الإيقاع‭ ‬والتحرر‭ ‬باتجاه‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬منوهاً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سلطة‭ ‬الوزن‭ ‬والقافية‭ ‬وتجاوزها‭ ‬ليس‭ ‬بنهاية‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشاعر‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأن‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬مزدحم‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الموسيقي‭ ‬للكتابة‭ ‬الشعرية‭.‬

وقد‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربته‭ ‬العميقة‭ ‬على‭ ‬تقنين‭ ‬بحور‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينسب‭ ‬في‭ ‬فترةٍ‭ ‬معينة‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الصفارين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الشعراء‭ ‬آنذاك‭ ‬أيضاً‭ ‬يكتبون‭ ‬الشعر‭ ‬وزناً‭ ‬وموسيقى‭ ‬وتفعيلة‭ ‬وقوافي‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يبتكر‭ ‬الوزن‭ ‬والتفعيلة‭ ‬والبحور‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬بل‭ ‬قنن‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬الشعراء‭ ‬من‭ ‬قبله‭.‬

وتطرق‭ ‬أ‭. ‬قاسم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الموسيقى‭ ‬الشعرية‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إذ‭ ‬تتجلى‭ ‬علاقة‭ ‬الحروف‭ ‬والكلمات‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬الوزن‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬الشعر‭ ‬موزوناً‭ ‬وهو‭ ‬الخليل‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬حيث‭ ‬قنن‭ ‬الشعر‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬واللغة‭ ‬العربية‭.‬

كما‭ ‬قد‭ ‬أوضح‭ ‬وفق‭ ‬رأيه‭ ‬الخاص‭ ‬بأن‭ ‬نزع‭ ‬القداسة‭ ‬عن‭ ‬التراث‭ ‬ككل‭ ‬وعن‭ ‬بحور‭ ‬الشعر‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬الشعر‭ ‬لكل‭ ‬الأجيال‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬بالغت‭ ‬في‭ ‬تقديس‭ ‬التراث‭. ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬لقاسم‭ ‬ثوابت‭ ‬وقناعات‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الفني‭ ‬للكتابة‭ ‬يطرحها‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬آرائه‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الشعراء‭ ‬مرشحون‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬إيقاع‭ ‬الشعر‭ ‬والذي‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشاعر‭ ‬موهوباً‭ ‬وعالماً‭ ‬وعارفاً‭ ‬بعلم‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬الشعر‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والوزن‭ ‬بشكل‭ ‬ممتاز‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الحريات‭ ‬المتاحة‭ ‬أمامه‭ ‬ليقنع‭ ‬القارئ‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يكتبه‭ ‬شعراً‭ ‬وليس‭ ‬نثراً‭.‬

وتأكيداً‭ ‬لما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬موسيقى‭ ‬الكتابة‮»‬‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الثبات‭ ‬الإيقاعي‭ ‬للشعر‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬القديم‭ ‬وفق‭ ‬إيمان‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬بأن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬زاخرة‭ ‬وغنية‭ ‬بالموسيقى‭ ‬والإيقاعات‭ ‬مما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬نحن‭ ‬بأن‭ ‬الشاعر‭ ‬الجديد‭ ‬حر‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬موسيقاه‭.‬

ونوه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬النص‭ ‬المفتوح‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬الحذر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالكتابة‭ ‬وإطلاق‭ ‬المخيلة‭ ‬النشيطة‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬وهي‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬التخوم‭ ‬واعتبارها‭ ‬كآفاق‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬حدودا‭ ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬نستطيع‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭.‬

اليوم‭ ‬يحمل‭ ‬قاسم‭ ‬ثقةً‭ ‬كبيرة‭ ‬للشعراء‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬تزخر‭ ‬نصوصهم‭ ‬الشعرية‭ ‬بالموسيقى‭ ‬وهي‭ ‬العلامة‭ ‬الكبرى‭ ‬الفارقة‭ ‬بين‭ ‬النص‭ ‬المترجم‭ ‬والنص‭ ‬المكتوب‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬فالإيقاع‭ ‬هو‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬الكائن‭ ‬والموسيقى‭ ‬بمثابة‭ ‬السحر‭ ‬الذي‭ ‬تشع‭ ‬به‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا