الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
التعليقات السلبية في المنصات الإلكترونية
أول السطر:
العطلة الصيفية على الأبواب.. ما البرامج والأنشطة، والمشاريع والمبادرات، النوعية والمبتكرة والجديدة من الجهات المعنية والمختصة، الموجهة إلى الشباب والناشئة؟
التعليقات السلبية
في المنصات الإلكترونية:
التسلط عبر الإنترنت.. التنمر الإلكتروني.. الطاقة السلبية.. الاستياء والتحلطم.. البلطجة الإلكترونية.. جميعها وغيرها كثير من الظواهر السلبية المنتشرة والمتفشية في المنصات الإلكترونية.. هي ظاهرة عربية عموما، وخليجية ومحلية خصوصا.
ربما بعض أسبابها تكمن في الرغبة في الحديث والكلام و«التنفيس».. ربما بعضها بسبب ضيق مساحات حرية التعبير عن الرأي.. ربما بعضها يأتي في سياق «خالف، تذكر وتشتهر».. وبعضها من أجل «التسقيط والتحبيط» لأغراض وغايات متعددة.. وبعضها لأن الخبر المنشور والصورة الموضوعة مثيرة ومستفزة.. وبعضها بسبب تعمد صاحب الحساب الإلكتروني نشر مثل تلك المواضيع مع إعادة صياغتها بعنوان أكثر استفزازا، وتحريضها على مزيد من التعليقات السلبية، لتحقيق «الترند»، وزيادة المتابعين، وجلب المعلنين.
إلا أن الملاحظ، أن معظم ما يتم نشره ووضعه على منصات التواصل الاجتماعي، يعقبه تعليقات سلبية تصب جام غضبها واستنكارها على الخبر ذاته، وقد يصل الأمر إلى التعليق بكلام خارج عن السياق، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بجهود ومبادرات وبرامج رسمية من الدولة ومؤسساتها.
والملاحظ كذلك، أن التعليق السلبي يولد ويشجع على تعليقات سلبية أخرى، لدرجة أن صاحب الرأي الإيجابي والمخالف لتلك التعليقات تناله سهام النقد والتشكيك، التي تصل إلى «الشخصانية»..!!
هذا الأمر يحصل كذلك في كثير من «قروبات الواتساب».. فقد أصبحت محلا لنشر وتداول الأخبار والمعلومات حتى غير الدقيقة منها، ثم كيل النقد عليها «والشرشحة» في أصحابها والنيل منهم، تماما كما يحصل في «حوض الأسماك» حينما تضع لها الطعام، فترى هجوم الأسماك على الطعام وفتكه بشراسه، فيما الأسماك الصغيرة تحترم نفسها وحجمها، وترجو السلامة، وتدرك أنه لا مجال لها في الدخول في معركة خاسرة، والخوض في سباق معروفة نتائجه وعواقبه مسبقا.
خذ مثلا، لو نشر خبر في منصة إلكترونية عن قيام «وزارة الإسكان» بتدشين مشروع إسكاني، فستجد أن التعليقات السلبية تضرب بالمشروع حتى وإن لم تقرأ تفاصيل الخبر، وسيصل الأمر إلى الحديث عن مسائل لا علاقة لها بالمشروع الإسكاني، وتحوله إلى استقطاب سياسي، وإسقاطات غير وطنية.
الطاقة السلبية مؤذية.. والانفلات في حرية التعبير فوضى.. وربما كان البعض يمارس التعليق السلبي «من راسه» وبحسن نية، والبعض الآخر «موجه» لنشر الاستياء العام، والسعي إلى بث التحلطم، ومحاولة التغلغل في كل منصة إلكترونية وهذا «أخطر».
آخر السطر:
منذ أكثر من 15 عاما، وفي جامع الخير بالبسيتين، يقوم الشيخ الجليل والمربي الفاضل جاسم علي ربيعة وأهالي الجامع، بتنظيم برنامج أسبوعي كل يوم خميس يتضمن الصيام والتصدق، وزيارة مريض أو الاتصال به والاطمئنان عليه، وتشييع جنازة وزيارة المقبرة، واعتكاف فجر يوم الجمعة.. وأعلم أن العديد من مساجد وجوامع مملكة البحرين تقوم بمثل هذه البرامج وأكثر.. فجزاهم الله جميعا كل الخير في وطن الخير.. ومثل هؤلاء يستحقون الثناء والإشادة والتقدير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك