الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية
تحت هذا العنوان: ((الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية)) يحتفل العالم اليوم الجمعة الموافق الثالث من شهر مايو، باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولكن ماذا عن الصحافة العالمية التي تخدم الأغراض السياسية، تحت غطاء الحماية البيئية..؟؟
الدول الكبرى هي المتسببة في الأزمة البيئية، وهي المصدر الأساسي في التغير المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، ومشكلات التلوث الهوائي، أما باقي الدول، خاصة العربية منها، فهي تبذل جهودا حثيثة في مواجهة تلك التغيرات والتحديات، وليست سببا فيها، ولكن مطلوب منها أن تدفع ضريبة أخطاء وخطايا الدول الكبرى، ضد الكوكب الأرضي والبشرية.
في نوفمبر 2023 أصدرت منظمة «اليونسكو» المبادئ التوجيهية لحوكمة المنصات الرقمية، بهدف التصدي للمعلومات المضللة في النظام الإيكولوجي الرقمي، حيث ترى «اليونسكو» أن المعلومات الخاطئة، في ظل الأزمة الثلاثية العالمية التي تصيب كوكبنا، وهي: (تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث الهواء).. باعتبارها من أبرز التحديات الراهنة.
ويمكن أن تؤدي المعلومات المضللة والخاطئة بشأن المسائل البيئية -بشهادة اليونسكو - إلى نقص في الدعم الجماهيري والسياسي للعمل المناخي، والسياسات الفعالة وحماية المجتمعات المحلية الضعيفة التي تتأثر بتغير المناخ، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النساء والفتيات، لأن تغير المناخ يميل إلى التسبب في تفاقم أوجه التفاوت القائمة.
ولكن تخصيص موضوع «الأزمة البيئية» في اليوم العالمي لحرية الصحافة، وإن كان ضروريا وجامعا للإنسانية، ربما يعني أن ثمة قضية محورية، يراد لها أن تكون بعيدة عن المشهد العالمي ومحط أنظار وبؤرة اهتمام البشرية، وسعي إلى تبديل الأولويات والمستجدات، وإغفال القضية الإنسانية الحاصلة، والمتمثلة في الجرائم اليومية والانتهاكات الإنسانية، التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة.
لذلك فإن المعلومات المضللة والخاطئة في الشأن البيئي عالميا، لا تقل خطورة عن محاولة إخفاء المعلومات والحقائق من المشهد الحاصل داخل غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني، فالإنسان أهم من البيئة، ومن أي شيء آخر.
في مملكة البحرين لدينا قصص نجاح بارزة ومتميزة، وعمل مؤسسي وحضاري في مواجهة الأزمة البيئية وتغير المناخ والهواء والماء وغيرها، وهناك مساعٍ حثيثة للحفاظ على الثروة البحرية والأمن الغذائي، وكل الأمور يواكبها الشفافية المعلوماتية، وحرية الرأي والتعبير، ومنظومة قانونية عصرية، بجانب تعزيز للشراكة المجتمعية في تحقيق الأهداف المنشودة.
كما أن مملكة البحرين، وانطلاقا من إيمانها الراسخ بالقضايا البيئية والإنسانية معا، آلت على نفسها دعم القضية الفلسطينية، لتكون أولويات عملها وتحركاتها ومساعيها، وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وإنسانية كسائر الشعوب.
كان حريا بمنظمة «اليونسكو» أن تضع عنوانا آخر في اليوم العالمي لحرية الصحافة، بدلا من «الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية» هذا العام 2024، وهو «الصحافة في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة».. فهناك أكثر من (140) صحفيا لقوا حتفهم خلال الحرب الدائرة هناك.. بجانب آلاف القتلى من المدنيين والأطفال والنساء.. وهم أولى وأهم من الأزمة البيئية.. ودونما حل للأزمة الإنسانية يبقى الحديث عن «الأزمة البيئية» نوعا من الترف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك