العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

خـيـارات دول الخليـج الـعـربـي تجـاه المشهد الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

تناولت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬تحولات‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬المقال‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬الإقليمية‭ ‬الراهنة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬وأطراف‭ ‬ومسارات‭ ‬الصراعات‭ ‬والتي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬وبرغم‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬تداعياتها،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التداعيات؟‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬بمكان‭ ‬اختزال‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬محدد‭ ‬بعدد‭ ‬كلمات،‭ ‬ولكن‭ ‬باختصار‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬قاطرة‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬المجلس‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬مارس‭ ‬2024م‭ ‬وربما‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النقاشات‭ ‬والحوارات‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الخليجية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬ويا‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشاركين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لسبب‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محل‭ ‬تنافس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬ومستجدات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بشأن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولدول‭ ‬المجلس‭ ‬رصيد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬تهديداً‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭  ‬حيث‭ ‬تكاملت‭ ‬أدوار‭ ‬المجلس‭ ‬مع‭ ‬الأدوار‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ - ‬الإيرانية،‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬أثبتت‭ ‬الأزمات‭ ‬قدرة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬الوساطة‭ ‬وهي‭ ‬خبرات‭ ‬مهمة‭ ‬أيضاً‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وأخيراً‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬للخليج،‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬بدء‭ ‬المجلس‭ ‬كمنظمة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬عدد‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬والحوارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وهي‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تعزز‭ ‬فكرة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأقاليم‭ ‬كسمة‭ ‬للتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعني‭ ‬تحقيق‭ ‬توافقات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأطر‭ ‬العامة‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات؟‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفرق‭ ‬بين‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬والآخر‭ ‬القريب‭ ‬والمتوسط،‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬ضمن‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬الأولى‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬الموازنة‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬لها‭ ‬الأدبيات‭ ‬دراسات‭ ‬عديدة،‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬يظل‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي‭ ‬منضبطاً‭ ‬وفي‭ ‬حدوده‭ ‬المألوفة‭ ‬وتجنب‭ ‬المنطقة‭ ‬تأثير‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية،‭ ‬ولقد‭ ‬أتاحت‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬ممارسة‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬سواء‭ ‬الموقف‭ ‬الموحد‭ ‬بشأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معقول‭ ‬لأسعار‭ ‬النفط‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬أو‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ - ‬الإيرانية‭ ‬العام‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬والثانية‭: ‬تنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬اقتصادي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتظام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تجمعات‭ ‬أساسها‭ ‬ومحركها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬السعي‭ ‬لاستبدال‭ ‬شراكات‭ ‬بأخرى،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الأمنية‭ ‬الغربية‭ ‬تظل‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬لمسألة‭ ‬الأمن‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬والتجمعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وقد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬زيادة‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬مثل‭ ‬الآسيان‭ ‬والبريكس‭ ‬وشنغهاي،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬تأكيده‭ ‬هو‭ ‬الشراكات‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬‮«‬صيغة‭ ‬الكل‭ ‬مقابل‭ ‬الكل‮»‬،‭ ‬والثالثة‭: ‬البعد‭ ‬الإقليمي‭ ‬للأمن‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬لأسباب‭ ‬أوجدتها‭ ‬نتائج‭ ‬الصراعات‭ ‬الراهنة‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬تسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬داخل‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬صراعاً‭ ‬محتدماً‭ ‬وتضارباً‭ ‬في‭ ‬المصالح،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي‭ ‬قد‭ ‬تلاشت‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنظمات‭ ‬القائمة‭ ‬أو‭ ‬استحداث‭ ‬سبل‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الخيارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬سبل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬القريب‭ ‬والمتوسط؟‭ ‬فمع‭ ‬أهمية‭ ‬النقاط‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬المجلس‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬صورة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جميعها‭ ‬أمنية‭ ‬وتتطلب‭ ‬استنفار‭ ‬الجهود،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خمس‭ ‬مهام‭ ‬أساسية‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬متواز‭ ‬أولها‭: ‬تطوير‭ ‬آلية‭ ‬مشتركة‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬سواء‭ ‬التلوث‭ ‬البحري‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬هجوم‭ ‬سيبراني‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭ ‬وذلك‭ ‬لا‭ ‬يعزز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬الجماعي‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬يستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وثانيها‭: ‬ضرورة‭ ‬بل‭ ‬حتمية‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرتها‭ ‬واستمرار‭ ‬احتكارها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى‭ ‬ووقوع‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬ولدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خطط‭ ‬بشأن‭ ‬توطين‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬عموماً‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬جوهر‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون،‭ ‬وثالثها‭: ‬سبل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬أوجدته‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وحرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬تحد‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ويحتم‭ ‬الإسراع‭ ‬بإعلان‭ ‬استراتيجية‭ ‬خليجية‭ ‬موحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الخليجي،‭ ‬ورابعها‭: ‬تقييم‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإسراع‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬تجارب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تجربة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كان‭ ‬الأساس‭ ‬الراسخ‭ ‬الذي‭ ‬ارتكز‭ ‬عليه‭ ‬تطور‭ ‬ذلك‭ ‬التجمع‭ ‬الأوروبي‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وخامساً‭ ‬وأخيراً‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬التصدي‭ ‬لتوظيف‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديث‭ ‬لمفردات‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬التطرف‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬نموذجاً‭ ‬في‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرات‭ ‬تاريخية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬عالمي‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكامل‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وربما‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬فالقائمة‭ ‬تطول‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬تأكيده‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬تعكسها‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شمول‭ ‬وتنوع‭ ‬مضامين‭ ‬الأمن‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المفهوم‭ ‬العسكري‭ ‬التقليدي‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬التنسيق‭ ‬الإقليمي‭ ‬والشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإن‭ ‬نقطة‭ ‬البدء‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لترجمة‭ ‬رؤيته‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬وآليات‭ ‬تنصهر‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬ويكون‭ ‬هو‭ ‬ثقل‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭.   ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا