العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

حان الوقت للتنحي من منصبك الإداري

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

ليس‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يستقيل‭ ‬المرء‭ ‬ويتنحى‭ ‬ببساطة‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬الإداري،‭ ‬فما‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬إلا‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬الكثير‭ ‬ليقدمه‭ ‬للبشرية‭ ‬والوطن،‭ ‬وإنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يتألق،‭ ‬وإنه‭ ‬إن‭ ‬استقال‭ ‬فإن‭ ‬البشرية‭ ‬ستتوقف‭ ‬عن‭ ‬التنمية‭ ‬والتطور،‭ ‬وربما‭ ‬ستتوقف‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬عن‭ ‬الدوران،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬شيئا‭ ‬آخر،‭ ‬فالإنسان‭ ‬بطبعه‭ ‬يحب‭ ‬المنصب‭ ‬والإدارة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬رقاب‭ ‬البشر‭.‬

ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬العنوان‭ ‬ذكرنا‭ (‬منصبك‭ ‬الإداري‭) ‬ولم‭ ‬نقل‭ (‬منصبك‭ ‬القيادي‭)‬،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬يمكنه‭ ‬بسهولة‭ ‬أن‭ ‬يتنحى‭ ‬إن‭ ‬وجد‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قدم،‭ ‬فعندها‭ ‬يكتفي‭ ‬بما‭ ‬قدم‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتنحى‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬ليقدم‭ ‬قائدا‭ ‬آخر‭ ‬ليتسلم‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭.‬

وخلال‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإداري،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقتنا‭ ‬ومتابعتنا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬القيادية‭ ‬والإدارية‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نلخص‭ ‬بعض‭ ‬الدلائل‭ ‬التي‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬الشخص‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬للتنحي‭ ‬من‭ ‬المنصب‭ ‬الإداري،‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:‬

ليس‭ ‬لديك‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة؛‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬متألقًا‭ ‬وذا‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬والتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والابتكاري‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشوارك‭ ‬الإداري،‭ ‬فنحن‭ ‬جميعًا‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يبدأ‭ ‬دائمًا‭ ‬عمله‭ ‬الجديد‭ ‬والإداري‭ ‬بقوة‭ ‬وطموح‭ ‬مفرط‭ ‬وجهد‭ ‬كبير،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الوقت‭ ‬والروتين‭ ‬اليومي‭ ‬ربما‭ ‬يجد‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬الملل‭ ‬بدأ‭ ‬يزحف‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفرط‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬ويهمل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى،‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاكتئاب‭ ‬ويصبح‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بأي‭ ‬متعة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬العمل،‭ ‬حينئذ‭ ‬يتوقف‭ ‬عقله‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬أية‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬أطروحات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تتحول‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬روتيني‭ ‬لا‭ ‬جديد‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬إبداع،‭ ‬حينئذ‭ ‬فمن‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يبتعد،‭ ‬ويستقيل‭.‬

فقدُ‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬والإحساس‭ ‬بالقوة؛‭ ‬لا‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسي‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬متكامل،‭ ‬يعرف‭ ‬هدفه،‭ ‬ويعرف‭ ‬كيف‭ ‬يعمل‭ ‬ومتى‭ ‬يعمل‭ ‬وإلى‭ ‬أن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭. ‬والمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفرط‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفريق،‭ ‬فنجاحه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬فريقه،‭ ‬ونجاح‭ ‬المؤسسة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬لذلك‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬وفريق‭ ‬العمل،‭ ‬هذا‭ ‬التعاطف‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يُوجد‭ ‬الانسجام‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الفريق‭ ‬والمسؤول‭ ‬القائد‭. ‬فالمسؤول‭ ‬القائد‭ ‬يعرف‭ ‬قدرات‭ ‬فريقه‭ ‬والفريق‭ ‬يحترم‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يقود‭ ‬الفريق،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬إن‭ ‬وجد‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬قيادة‭ ‬الفريق،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يطور‭ ‬أهداف‭ ‬الفريق،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق،‭ ‬عندئذ‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والانصياع‭ ‬والاحترام،‭ ‬لذلك‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬توجيهاته‭ ‬بقوة‭ ‬القانون‭ ‬وبالسلطة‭ ‬الممنوحة‭ ‬له‭ ‬كمسؤول‭ ‬إداري،‭ ‬وليس‭ ‬كمسؤول‭ ‬إداري‭ ‬قائد،‭ ‬عندئذ‭ ‬تنفرط‭ ‬السبحة‭ ‬ويذهب‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭.‬

كثرة‭ ‬انسحاب‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬حولك؛‭ ‬كمسؤول‭ ‬إداري‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬ينسحب‭ ‬بين‭ ‬الفترة‭ ‬والأخرى‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬بهدف‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أفضل،‭ ‬فالجميع‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الفرص،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الراتب‭ ‬أو‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬التخصص‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يكثر‭ ‬عدد‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬ينسحبون‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬أنت‭ ‬ترأسه‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كارثة،‭ ‬وتحتاج‭ ‬‭ ‬أنت‭ ‬كمسؤول‭ ‬إداري‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬السبب،‭ ‬إذ‭ ‬ربما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬السبب،‭ ‬فقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬ينسحبون‭ ‬ويستقيلون‭ ‬من‭ ‬وظائفهم‭ ‬بسبب‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬سيء‭.‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬تختلط‭ ‬مع‭ ‬موظفيك‭ ‬وعملائك؛‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يُطرح‭ ‬عادة،‭ ‬أيهما‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بأسلوب‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬أو‭ ‬بأسلوب‭ ‬الأبواب‭ ‬المفتوحة؟‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬يسأل‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسلوبًا‭ ‬ثالثا،‭ ‬وهو‭ ‬الأبواب‭ ‬شبه‭ ‬المغلقة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬غلق‭ ‬الأبواب‭ ‬نهائيًا‭ ‬يعني‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬أن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬العملاء،‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬اجتماعات‭ ‬رسمية‭ ‬جدًا،‭ ‬وربما‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الشهر،‭ ‬وهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬يفقد‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الحس‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتلمس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬احتياجات‭ ‬الموظف‭ ‬أو‭ ‬العميل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحدث،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬الذي‭ ‬يعملون‭ ‬وفق‭ ‬المنهج‭ ‬الاحتكاري‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭. ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬مؤسسة‭ ‬إلا‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬معين،‭ ‬والهدف‭ ‬عادة‭ ‬هو‭ ‬العميل‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬كان،‭ ‬لذلك‭ ‬فالأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬تنهي‭ ‬الإحساس‭ ‬بالعميل‭ ‬وبالموظف‭.  ‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يطرق‭ ‬باب‭ ‬مكتبك؛‭ ‬وربما‭ ‬تؤدي‭ ‬سياسة‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬العميل‭ ‬أو‭ ‬الموظف‭ ‬نفسه‭ ‬ليس‭ ‬مضطرًا‭ ‬أن‭ ‬يلجأ‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إن‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتعاطف‭ ‬معه‭ ‬ويصغي‭ ‬لموضوعه،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬انتهاجه‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬وحيدًا‭ ‬وغير‭ ‬مطلوب،‭ ‬لأنه‭ ‬عزل‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬وجلس‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬عاجية‭ ‬مكيفة‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬حوله،‭ ‬وما‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المؤسسة‭ ‬والأفراد‭ ‬وبقية‭ ‬أفراد‭ ‬البشر‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬سيعتمد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لنقل‭ ‬الأخبار‭ ‬بعد‭ ‬تزيينها‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬ملونة‭.   ‬

كثرة‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬وتكرار‭ ‬أخطائك؛‭ ‬والنقطة‭ ‬السابقة‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬نسلك‭ ‬سياسة‭ ‬الأبواب‭ ‬المفتوحة‭ ‬أيضًا،‭ ‬والقيام‭ ‬بوظائف‭ ‬الموظفين‭ ‬بحجة‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬شيئًا،‭ ‬وأنهم‭ ‬أغبياء،‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يفقهون‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬كلمات،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراكم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬هو‭ ‬بنفسه‭ ‬بإنجاز‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭. ‬قيام‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬بكل‭ ‬الأعمال‭ ‬سيؤدي‭ ‬حتمًا‭ ‬إلى‭ ‬وقوعه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬ستكون‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وتكرار‭ ‬الأخطاء‭ ‬وتكرار‭ ‬العمل‭ ‬وضغوطه‭ ‬حتمًا‭ ‬ستؤديان‭ ‬إلى‭ ‬التهلكة‭. ‬

وجود‭ ‬شخص‭ ‬أكثر‭ ‬موهبة‭ ‬منك‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬العمل؛‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬يفقد‭ ‬بريقه‭ ‬وأن‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الفريق‭ ‬برز‭ ‬وبدأ‭ ‬يتفوق‭ ‬عليه،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬أو‭ ‬البروز‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وإبداء‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬القيادة‭ ‬والإدارة‭. ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬قطعان‭ ‬الحيوانات‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬طبيعي‭ ‬جدًا‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬القطعان‭ ‬يتصارع‭ ‬القائد‭ ‬الجديد‭ ‬والقائد‭ ‬القديم‭ ‬ليتصدر‭ ‬أحدهما‭ ‬قيادة‭ ‬القطيع،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬البشر‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬الأفضل‭ ‬لما‭ ‬وهبنا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬والتفاهم‭ ‬والحوار،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأفراد‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬قدراته‭ ‬ومهارات‭ ‬ليتبوأ‭ ‬مكانة‭ ‬قيادية‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يشاركه‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأمور‭ ‬ويستفيد‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬ومهاراته‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التصارع‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬أحدهما‭ ‬الوظيفة‭ ‬دون‭ ‬الآخر،‭ ‬ولكن‭ ‬التصارع‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭. ‬

عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار؛‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬هو‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منهجية‭ ‬علمية‭ ‬ابتكارية،‭ ‬ولا‭ ‬يتخذ‭ ‬القرار‭ ‬بنفسه‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬بقية‭ ‬أفراد‭ ‬الفريق،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬فقد‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬بسبب‭ ‬مشاكله‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬التفكير‭ ‬بطريقة‭ ‬ابتكارية‭ ‬إبداعية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬فقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مسايرة‭ ‬أجواء‭ ‬العمل‭ ‬الإداري،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬ينسحب‭.‬

المبالغة‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬فريق‭ ‬العمل؛‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأفعال‭ ‬أو‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬هو‭ ‬الانفعال‭ ‬وخاصة‭ ‬الغضب،‭ ‬فالعمل‭ ‬الإداري‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬حفيظة‭ ‬النفوس،‭ ‬ولكن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬عواطفه‭ ‬وانفعالاته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭. ‬فالانفعال‭ ‬والغضب‭ ‬لا‭ ‬يمكنهما‭ ‬أن‭ ‬يحلا‭ ‬المشاكل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يقربا‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬المشاكل،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فإنهما‭ ‬يوصدان‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار‭ ‬والحوارات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬مؤسسية‭ ‬سليمة‭.  ‬

صنف‭ ‬نفسك؛‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام،‭ ‬وهذا‭ ‬التقسيم‭ ‬يشبه‭ ‬تقسيم‭ ‬الأفراد‭ ‬عندما‭ ‬تتساقط‭ ‬عليهم‭ ‬الأمطار؛‭ ‬فشخص‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الإدارية‭ ‬ولا‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬وإنما‭ ‬يرميها‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬الآخرين‭ ‬ويهرب‭. ‬وشخص‭ ‬يتصدى‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وعنف‭ ‬لتلك‭ ‬المشاكل‭ ‬ولا‭ ‬يهابها‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬أمامها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬خوف،‭ ‬وهذا‭ ‬ربما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬التكسير‭ ‬والتحجيم‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬والشخص‭ ‬الأخير‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬لتلك‭ ‬المشاكل،‭ ‬ويحاول‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬خطة‭ ‬عملية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الحلول‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭. ‬فقس‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أصناف‭ ‬البشر‭ ‬أنت؟‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬سنتحدث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مرات‭ ‬أخرى‭.‬

عندما‭ ‬يجد‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬النقاط‭ ‬العشرة‭ ‬موجودة‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬أغلبها،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينسحب‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬رغب،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬ستأتي‭ ‬لحظة‭ ‬سيتم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يرغب‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا